> اثنان من بين أهم المواهب في السينما الأميركية دفعا من جيبهما ميزانية فيلميهما. فرنسيس فورد كوبولا صرف نحو 100 مليون دولار من ماله الخاص على فيلمه الأسطوري «Megalopolis»، وكيڤن كوستنر رهن أملاكه ليموّل ثلاثية تحت عنوان «Horizon».
> الإيرادات كانت من الضعف بحيث ليس من الممكن استعادة ما بذلاه من تمويل. البعض ينظر إليهما كما لو كانا معتوهين. البعض الآخر كما لو كانا شهيدَي حب مفرط للسينما. الواقع هما شخصان يتمتعان بشجاعة وإيمان وإدراك مسبق بأنهما لن يسترِدا ما أنفقاه على فيلميهما.
> كل منهما حاول، قبل الالتزام بتحقيق عمله، البحث عن تمويل لدى الشركات الهوليوودية المشغولة بصرف مليارات الدولارات كل سنة على أفلام الخُزعبلات التي يسقط نصفها، ويسترد ربعها تكلفته، وينجح - فقط - ربعها الثاني في تحقيق أطنان الإيرادات.
> الرأسمال جبان والشعور بالانتماء إلى رسالات سامية ثقافية وفنية وحضارية معدوم. حتى في بعض عواصم الإنتاج العربية تجد أنه في مقابل كل فيلم أو فيلمين مختلفين عن السائد، هناك 20 أو 30 إنتاجاً لا قيمة لها وكثير منها يسقط تجارياً.
> حين تلتقي بهم صدفة (لأن أحداً لن يدعوك لأجل نصيحة) فإن شاغلهم هو التنافس على شلل النجوم الحاليين والإتيان بأي شخص للإخراج. لا بدّ أن يكون جديداً، لأن الموهوب إما مرتفع الأجر أو هو من المؤمنين بالسينما ذات القيمة والمنتج ولا يريد التعامل معهما.
> يسأل الناقد نفسه أين الوطنية في ذلك؟ لماذا لا يتبرّع المنتجون بنسبة صغيرة مقابل إنتاج أفلام غير شكل تلك الإنتاجات السائدة. معظم ما يُنتج لا يحقّق ما يحلم المنتجون به، إذن لماذا لا يبرهنون عن حبّهم للفن والثقافة ولو قليلاً؟
> ما يُقال في إنتاج الأفلام يُقال في سوق الكتب. أحد النقاد المهمّين في العالم العربي أخبرني أنه لا يتقاضى مالاً عن كتبه بل نسخاً من كتبه... «منزلي بات مليئاً بكتبي» كما قال لي.