عثرنا داخل المدينة الذهبية بالأقصر على اكتشافات أثرية مهمة جداً، أهمها الكشف عن الورش الملكية التي استعملها الفنانون لتجهيز المعابد والقصور الخاصة بالملك أمنحتب الثالث؛ والد الملك إخناتون، وهو الذي نطلق عليه حالياً اسم باشا الآثار المصرية.
كانت الورشة الأولى خاصة بصناعة الغزل والنسيج، وداخل هذه الورشة عثرنا على كل الأدوات التي استعملها المصري القديم في الغزل والنسيج. وكذلك كشفنا عن ورشة أخرى لصناعة الملابس، وداخلها عثر على إبر الخياطة.
كما قمنا بالكشف عن ورشة لصناعة الجلود، وداخلها عثرنا على كمية كبيرة من الجلود. وعثر بداخل الورشة على صندل ملكي لم يكتمل الصنعة بعد، إضافة إلى الأدوات الجلدية الذي كانت تستعمل كمقبض للسكاكين.
ومن أطرف الورش التي عثر عليها داخل المدينة الذهبية هي ورشة لصناعة لعب الأطفال. وعثرنا بها على بقايا لعب أطفال، بعضها عبارة عن أوانٍ فخارية مغلق وداخلها أحجار صغيرة أو زلط، ويتم تحريكها كالصلاصل (الشخشيخة بالعامية المصرية) حتى تلهي الأطفال، ليكفوا عن البكاء.
وعثرنا على ورشة ضخمة لصناعة التماثيل الملكية من الجرانيت، ومن المعروف أن الملك أمنحتب الثالث يعدّ من أول ملوك الدولة الحديثة الذي ترك لنا تماثيل ضخمة جداً، وأشهرها تلك التماثيل المعروفة باسم تمثالا ممنون، وهي التماثيل الضخمة الجالسة في المدخل الجنوبي للمعبد الجنائزي الخاص به. وعثرنا على ورشة أخرى لعمل تماثيل للآلهة سخمت، المعروفة بآلهة الحرب والشفاء.
ومن أهم الاكتشافات التي قامت بها البعثة الألمانية التي تعمل داخل المعبد الجنائزي للملك أمنحتب الثالث هو العثور على نحو 500 تمثال للإله سخمت، ومن المعروف أن الملك أمنحتب الثالث كان مريضاً في نهاية حياته؛ ولذلك صنع هذه العدد من تمثال سخمت إلهة الشفاء حتى تجلب له القوة والحياة.
وعثر أيضاً على القوالب التي كانت تصنع التمائم، وعثرنا بجوار كل قالب على نوع التميمة التي صنعها لنا الفنان المصري القديم. وأخيراً عثرنا على ورشة لصناعة قوالب الطوب اللبن، وبها أكوام فوق بعضها من الطوب الذي تم ختم بعضه باسم الملك أمنحتب الثالث.