علي المزيد
كاتب وصحفي سعودي في المجال الاقتصادي لأكثر من 35 عاما تنوعت خبراته في الصحافة الاقتصادية وأسواق المال. ساهم في تأسيس وإدارة صحف محلية واسعة الانتشار والمشاركة في تقديم برامج اقتصادية في الإذاعة السعودية، ومدير التحرير السابق لصحيفة الشرق الأوسط في السعودية وهو خريج جامعة الملك سعود.
TT

الختام مسك

استمع إلى المقالة

نحن في الأسبوع الأول من العيد، ومن الصعب أن نتحدث في مواضيع جادة؛ لذلك سنتحدث عن الأعمال الخيرية التي قُدمت في شهر رمضان وفي غيره من الشهور، ولكنني خصصت رمضان؛ لأنه الشهر الذي تكثر فيه الأعمال الخيرية من زكاة وصدقة؛ وذلك أن المسلمين يؤمنون بأن ليالي رمضان أفضل ليالي العام، بينما يرون أن نهار عشر ذي الحجة أفضل نهار في العام.

ولنبدأ من آخر شهر رمضان، ففي آخر أيام شهر رمضان يبدأ إخراج زكاة الفطر، وهي تخرج من قوت أهل البلد، وتجب على الجميع الغني والفقير، وقد لاحظت في هذا العام بناء مؤسسات لاستقبال زكاة الفطر سواء عن طريق الجمعيات الخيرية المنتشرة في جميع مناطق السعودية أو عن طريق منصة «إحسان»، وما عليك إلا أن تودع المال في حساب إحدى هذه الجمعيات الخيرية وهم يتولون شراء الزاد من قوت البلد ويوصلونه للمستحقين قبل صلاة العيد.

وفي الجانب الآخر نجد الشركات ورجال الأعمال شاركوا في المسؤولية الاجتماعية كل بطريقته، فنجد رجل الأعمال عبد الله بن صالح العثيم تبرع بـ100 مليون ريال (26.6 مليون دولار أميركي) هذا التبرع تبرع معلن أما ما خفي فيعلمه الله، هذا بالإضافة إلى عمل خيري نوعي يتمثل في عيادات مكافحة التدخين التي تقدم خدمة مجانية للمجتمع، وعادة ما تكون ملحقة بأسواق العثيم، وفي رأيي أن مثل هذا العمل الخيري هو ما يحتاج إليه المجتمع، ففي كل مجتمع تظهر حاجات جديدة تكون نافذة جديدة لعمل الخير.

وفي الوقت نفسه، نجد شركة «جرير» للتسويق قد قامت بابتعاث عدد من الطلبة المتفوقين للدراسة في أرقى جامعات العالم، وتكفلت برسوم ابتعاثهم، وهو عمل خير نوعي تُشكر عليه الشركة؛ لأن هذا العمل هو ما نحتاج إليه.

وفي السعودية نجد بعض البنوك تسهم في أعمال الخير عن طريق المنصات الشرعية مثل «إحسان» و«فرجت» و«تيسير»، ونجد البنك العربي قد سدد عن نحو 200 شخص أوقفت خدماتهم ليعودوا لاستئناف حياتهم الطبيعة من جديد.

وكل ما أرجوه من أهل الخير والشركات أن يفكروا بأن يجعلوا الفقير أو المحتاج منتِجاً بدلاً من أن يكون مستقبِلاً للصدقات كل عام، فمثلاً لو اختارت مؤسسة أو شركات «ما» أيتاماً، وتولت تعليمهم في أرقى المدارس والجامعات لخرج يتيم منتج ربما كفل أسرته في وقت لاحق، ولربما أسهم في تعليم يتيم آخر.

ولدينا شركات قوية قادرة على كفالة أكثر من يتيم تعليمياً، ومن ثم إطلاقه في سوق العمل، كذلك أرجو من منصات عمل الخير أن تخصص خانة لتبرعات المحسنين الأفراد توضع تحت مسمى «كفالة يتيم تعليمياً»، وخانة أخرى تحت مسمى «تبرع تعليمي» تكون متاحة للفقراء وغيرهم من المحتاجين، وخانة أخرى تحت مسمى «تعلم مهنة»، تُخصَّص تبرعاتها لتعليم المحتاجين مهنة معينة تغنيهم عن مذلة السؤال، مثل تعليم الخياطة أو النجارة أو السباكة أو الكهرباء، والمهن كثيرة وهي باب من أبواب الرزق المغنية عن السؤال. ودمتم.