نحن في الأسبوع الأول من رمضان، والوقت لا يحتمل موضوعاً جاداً أكتبه لكم ولكني سأكتفي بذكر بعض من مشاهداتي في هذا الأسبوع، أي الأسبوع الأول من رمضان.
قبل ثلاث ليال قررت أن أذهب إلى سوق الخضار في مدينة الرياض، تحديداً سوق عتيقة للخضار، وكانت العادة في رمضان أن السوق تظل مفتوحة حتى وقت السحور، بل إن بعض الباعة يتناولون سحورهم في محلات البيع المخصصة لهم من قبل البلدية، التي يأخذونها مقابل إيجار سنوي منطقي - المهم - ذهبت إلى سوق الخضار في مدينة الرياض الساعة الثانية بعد منتصف الليل لأتفاجأ بهدوء يسود السوق وأن جميع المحلات مغلقة.
أثارني هذا الأمر غير المألوف، وقررت أن أعرف السبب، أوقفت سيارتي في المواقف المخصصة وترجلت عنها، وذهبت للسوق وإذا بعامل النظافة يشير إليّ ويقول لي جميع المحلات (المباسط) مغلقة سألته: غريبة ما سبب الإغلاق؟
قال إن الجهات المشرفة على السوق حددت وقت العمل ليلاً حتى الواحدة بعد منتصف الليل، عدت لسيارتي مسروراً ليس لأنني لم أحصل على ما أريد من خضار، ولكن لأني رأيت مواعيد محددة للسوق، وهو أمر ننادي به منذ زمن بعيد، وهو أن تكون لجميع الأسواق أوقات عمل محددة تحدد وفق حاجة كل سوق.
ما الفوائد التي سنجنيها من تحديد أوقات عمل الأسواق، أولاً، على مستوى المجتمع أو الدولة، فإننا سنقلل استهلاك الكهرباء، ثانياً، ستكون الرقابة الأمنية لسوق مغلقة أقل تكلفة من الرقابة الأمنية لسوق مفتوحة، ثالثاً، تخفيف حركة السير بالقرب من الأسواق المغلقة، هذه فوائد على مستوى الدولة، طبعاً بالإضافة إلى فوائد أخرى ولكني ركزت على أهم الفوائد.
ثم نأتي على مستوى الأفراد، سواء كانوا متسوقين أو باعةً، تخصيص عمل الأسواق يعطي الجميع وقتاً للراحة ووقتاً يقضونه مع أسرهم، كما أن تحديد أوقات عمل الأسواق سيساعد على توطين الوظائف.
وأرجو أن يستمر تحديد أوقات عمل الأسواق حتى في غير رمضان، وأن تغلق الأسواق عند الساعة العاشرة ليلاً لتهدأ المدينة وليتحسن إنتاجها، فالأفراد الذين يسهرون طوال الليل يكون إنتاجهم صفرياً عكس من ينامون مبكراً ويستيقظون مبكراً فإن إنتاجهم يكون مرتفعاً. ودمتم.