تمتاز الرجاجيل بوقوعها في منطقة خصبة التربة؛ ولذلك تنتشر المناطق الزراعية حول الموقع بشكل ملحوظ، كما أن منطقة الجوف تعدّ من المناطق المتنوعة في تضاريسها؛ لوجود الحرّات البركانية والصحاري والسهول والأودية. تحدُّ الموقع من الجنوب الأطراف الشمالية لصحراء النّفُود الكبيرة، التي تحتلّ المساحة الفاصلة بين حائل والجوف، وتُعدّ من أكبر الصحاري في المملكة العربية السعودية بعد صحراء الرّبع الخالي. ويحدُّ الموقع من الجهة الشمالية الغربية وادي السرحان، الذي يُعدُّ من أبرز المعالم الجغرافية في منطقة الجوف، ويصل طوله إلى 500 كلم تقريباً، ويمتدُّ من منطقة الجوف إلى منطقة الصفاوي شمال الأزرق في المملكة الأردنية الهاشمية.
ويعدّ وادي السرحان من أكثر أودية الجزيرة العربية تميزاً في الخصائص البيئية والطبيعية، والعُمق الحضاري والتاريخي. وتوجد في الموقع مجموعاتٌ من الأعمدة المنصوبة، ويبلغ عددها 50 مجموعةً تقريباً، وتختلف هذه المجموعات المغروسة في الأرض في عدد أعمدتها، وأطوالها وأحجامها وسُمكها، ويصل أعلى ارتفاعٍ لها إلى أربعة أمتارٍ تقريباً، وتظهر على بعض هذه الأعمدة رسومٌ لأشكالٍ آدميّةٍ وحيوانيةٍ، إضافةً إلى وسومٍ ورموزٍ ذاتِ معانٍ ودلائل مختلفةٍ.
كشفت الأعمال الميدانية في الموقع من قبل علماء الآثار السعوديين عن مبانٍ حجريةٍ مدفونة تحت الأرض تصل إلى خمس طبقات، بُنِيت على شكل حرف «D» مُلحقة بالأعمدة، وربما كانت هذه الأعمدة للدلالة على وجود هذه المباني، ولم يتّضح بعدُ ما إذا كانت هذه الأعمدة معاصرةً لهذه المباني، أم أنها بُنيت لاحقاً.
وعلى الرغم من شهرة الموقع بالأعمدة المنصوبة، فإنه يتميّز بوجود العديد من المنشآت الحجرية المتنوّعة، ما بين مساكن ورُجومٍ ومقابرَ رُكاميةٍ، تُثبت أن الموقع لم يكن مجرّد مقبرةٍ أو منطقةٍ للدفن، بل كان نقطة جذبٍ للمجتمعات الرعوية التي تبحث عن مقرّاتٍ سكنيةٍ للاستيطان، والاستقرار بشكلٍ دائمٍ أو موسميّ.
وقد كشف في الموقع نظامٌ مائيٌّ أقامه السكان؛ لاستثمار المياه، حيث حفروا الأحواض، والعديد من الآبار، ويشير إلى معرفة الآبار كأهم مصادر للمياه للسكان إلى فترة الألف الخامس (ق.م). وعثر أيضاً على العديد من الأدوات الحجرية مثل المكاشط والشّفرات المسنَّنة ورؤوس السّهام والمدقّات والمساحن، بالإضافة إلى الأواني المصنوعة من الحجر الرملي والصوّان المصقول. وعُثر على العديد من كسر الفخّار، تشير إلى أن سكان الموقع صنعوا الفخّار كما أنهم استخدموا الأصداف والمعادن في حِرفِهم وأدواتهم في حياتهم اليومية. وعثر أيضاً على عظام حيوانية وبشرية، إذ كانوا يستخدمون عظام الحيوانات في صناعة الحلِي.