تسعى السعودية بشكل حثيث إلى أن تكون بيئة جاذبة للاستثمار بمختلف أشكاله سواء كان صناعياً أو خدمياً أو غيره، لذلك هي تعدل قوانينها لتكون متوافقة مع هذا الهدف.
وفي الجانب الآخر تسعى السعودية أن تكون بيئة جاذبة للسياحة، وهذا هو الآخر هدف يستوجب تعديل قوانين أنظمة تأشيرات الدخول، والسعودية بدأت بتعديل قوانينها لتحقق هذا الهدف بدءاً من منح مواطني عدد من الدول تأشيرة الدخول في المطار وأيضا التأشيرة الإلكترونية، ويمكن للسعودية أن تسن قانوناً يمنح الراغب في زيارة السعودية تأشيرة الدخول إذا حجز في فندق خمسة نجوم.
السعودية يبدو أنها تريد أن تجعل السياحة المصدر الثاني للدخل بعد النفط، وهذا يستوجب دراسة الممارسات العالمية في هذا المجال وتطبيق ما يناسب منها للوضع الداخلي.
مشاريع السعودية السياحية في نيوم والبحر الأحمر وغيرها تنبئ عن توجه قوي للسياحة وجذب الزائرين للسعودية على اختلاف فئاتهم سواء كانوا رجال أعمال أو سياح عاديين، وهذا يفرض أن تعدل السعودية قوانينها بما يحقق الهدف.
السعودية قررت أن تكون منطقة لوجستية وأن تكون حلقة وصل بين الشرق والغرب وهذا أيضا يحتاج إلى تعديل قوانين الاستثمار وقوانين إصدار التأشيرات كي لا يجد رجال الأعمال صعوبة في زيارة هذه المناطق للاطمئنان على سير أعمال شركاتهم.
ووزارة الاستثمار بقيادة معالي الوزير خالد الفالح تسير بسرعة عالية لتحقيق هذا الهدف وهي كل ما كسرت هدفاً وضعت هدفاً أعلى من هدفها السابق.
وفي الجانب الآخر نحتاج من الوزارات المعنية سواء وزارة الاستثمار أو السياحة وغيرها أن تقوم بتوعية المواطن بأهدافها حتى يكون المواطن عوناً لهذه الوزارات لتحقيق الهدف المنشود.
والسياحة ليست محددة بوزارة واحدة بل هي تشمل مرافق عدة منها الجهات المشرفة على النقل، فأنت حينما تسافر إلى أوروبا أو أستراليا على وجه الخصوص لا تجد مشكلة في التنقل كسائح نظراً لتوفر وسائل متعددة للتنقل من الباصات إلى القطارات إلى التاكسي ثم خدمات أوبر.
ونحن نرغب أن نكون كذلك، فمتى نرى مترو الرياض يخدم سكان المدينة وزائريها؟، ويجب أن نسرع بإنهاء مشروع المترو حتى يخدم الزائرين والمواطنين، كذلك يفترض أن تعمم خدمات المترو في المدن السعودية الكبرى، فحسب الخطط يتوقع أن يبلغ من يعيش على أرض السعودية 60 مليون ساكناً، وهؤلاء يحتاجون مواصلات عامة تخدمهم وتخدم الزائرين فيا ليتنا نسرع في كل ما ييسر خدمات النقل العام، لأن ذلك سيقلل الزحام في طرقاتنا ويخدم مواطنينا وزائرينا. ودمتم.