علي المزيد
كاتب وصحفي سعودي في المجال الاقتصادي لأكثر من 35 عاما تنوعت خبراته في الصحافة الاقتصادية وأسواق المال. ساهم في تأسيس وإدارة صحف محلية واسعة الانتشار والمشاركة في تقديم برامج اقتصادية في الإذاعة السعودية، ومدير التحرير السابق لصحيفة الشرق الأوسط في السعودية وهو خريج جامعة الملك سعود.
TT

الكأس الثالثة

استمع إلى المقالة

نظّمت المملكة العربية السعودية كأس الأندية العربية، تحت مسمى «كأس الملك سلمان»، والسعودية بصدد تنظيم كأس آسيا 2027 ميلادية، في نسختها التاسعة عشرة، التي تخضع لإشراف الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

والسعودية هي المرشح الوحيد لكأس العالم 3034 ميلادية، وبحكم أننا المرشح الوحيد، فأتوقع أن تتم الموافقة على ترشح السعودية، من قبل «الفيفا»، الذي سيعقد اجتماعه في 24 من الشهر الحالي؛ للبت في ترشح السعودية، ورغم أننا المرشح الوحيد ونتمنى أن نفوز بهذا الترشح، فإنه قد يكون للفيفا رأي آخر، وهو ما لا نتمناه. ذلك أن الفيفا له اشتراطات معينة يفترض في السعودية أن تُلبيها.

لماذا فرح المجتمع السعودي باستضافة كأس العالم لكرة القدم؟ فرح المجتمع السعودي بهذه الاستضافة لأنه عادةً ما يتبع الاستضافة تحرك من قبل الدولة المضيفة للبناء؛ لتحقيق شروط الفيفا، وهو ما يخدم المجتمع، فستُبنى ملاعب جديدة، وتُحسن إمكانيات ملاعب قائمة لتوافق اشتراطات الفيفا. كما أن الطرق سيشملها التحسين، كما نتوقع أن يتم تشغيل قطار العاصمة السعودية الذي تأخر تشغيله ورفع كفاءته ليخدم تنقل الجماهير المتوقع حضورها لمشاهدة منتخباتها، لا سيما وأنه سيُشارك في كأس العالم المقبلة 48 فريقاً، وهو ما يجعل الجماهير أكثر عدداً مما حصل في الدورات الماضية. كما نتوقع أن تُبنى الفنادق لاستيعاب الجماهير القادمة من كل أنحاء العالم، بمعنى آخر أن السعودية ستستفيد على مستوى البنية التحتية.

والفائدة الأهم، هي السمعة التي ستكتسبها السعودية من تنظيم حدث كهذا تتجه إليه كل أنظار العالم، والتي يصعب كسبُها في الأحوال العادية حتى ولو صُرفت المليارات، ولكن بتنظيم كأس العالم لكرة القدم ستتجه أنظار مُواطني 48 دولة للسعودية، كما سيُشاهد مواطنو الدول غير المشاركة فعاليات كأس العالم عبر التلفزيون، وهذا أكبر تعريف بالسعودية ومنجزاتها، لا سيما وأنظار الرياضيين في العالم كانت قد اتجهت لمشاهدة دوري محلي سعودي يلعب به كريستيانو رونالدو، ونيمار، ورياض محرز وغيرهم؛ مما جعل الرياضة السعودية محل اهتمام الرياضيين في العالم، وهذا ما كان ليتم لولا جسارة القيادة السعودية وخوضها ما كان يراه الغير مستحيلاً، لاسيما والقيادة السعودية قد وضعت من أهدافها جعل الرياضة مصدراً من مصادر الدخل القومي وأحد نواتج الاقتصاد، وهو ما نراه يتحقق عبر تحديد الهدف والسعي لتحقيقه، وهو ما كُنا نفتقده سابقاً. ودمتم.