محمد رُضا
صحافي متخصص في السينما
TT

عالم أفضل

استمع إلى المقالة

> في عالم كالذي نعيش فيه، يترتّب على الإنسان ومن ثَمّ المجتمعات العودة إلى الثقافة والفن ومعالم الحياة الراقية إذا ما كان القصد هو الانتقال من وضع إلى آخر أفضل منه.

> الحروب لن تتوقف لأن هناك من يملك القدرة على إشعالها لمآربه. لم تتوقف منذ أيام ما قبل تسجيل التاريخ بقرون. دوماً ما كان هناك فريق ضد آخر. غزوات احتلال. حروب انتقامية وأخرى لخطط جهنمية.

> لكن في وسط كل ذلك، وإذا راقبنا التاريخ بعيني فاحص، استمر الإنسان في الحياة ولم يتحوّل إلى ديناصور يعيش زمناً ويموت في زمن آخر.

> العيش لم يكن نوعاً من الرغبة في البقاء حياً فقط، بل في التعبير عن الحياة والأمل في الحب والسلام في البيت الواحد، وفي الوطن الواحد، وبعد ذلك حول العالم. غاية نبيلة تتحقق حيناً وتفشل أحياناً، لكن بواعثها ضرورية، وهي مكّنت المجتمعات بعد كل دهر من الحروب للعودة إلى صياغة مستقبل أكثر أمناً.

> الحياة الثقافية والفنية في الستينات كانت تجسيداً لكل ذلك. كان لها الكيان الخاص بها والمخلص لها في المسرح والموسيقى والسينما وفي فن وثقافة الكتاب والمحافل المختلفة.

> بعض ذلك ما زال موجوداً، لكن بعض الدول الأوروبية أخذت تعصف به فإذا بها تمنع مؤلفات روسية بسبب الحرب في أوكرانيا، وتلغي جائزة في معرض كتاب بسبب الحرب في فلسطين، أو تمنع أفلاماً وندوات وتصدر قرارات أحادية لم تبادر إليها المجتمعات قبل أقل من 20 سنة.

> لا بدّ من العودة إلى العقل والبحث عن الحلول العادلة للجميع والحث على حرية التعبير في الثقافة والفن كونها المعين الوحيد للخلاص من أحوالٍ تهدد العالم بما لا يتحمّله من كوارث.

> لا بدّ أن يقاوم الفن ويلعب دوره المتاح له مهما كانت الظروف، خصوصاً في مثل هذه الظروف الصعبة. إنه الدور الوحيد الممكن لعالم أفضل.