خالد القشطيني
صحافي وكاتب ومؤلّف عراقيّ
TT

ثلاثة في مجمع الشعر

اثنينيات الشيخ عبد المقصود خوجة من المحافل الشعرية والفكرية المرموقة في المملكة العربية السعودية. طالما جمعت في مدينة جدة بين عيون الأدب العربي. حضرتها قبل سنوات وبقيت ذكرى مجالسها في ذهني. كان الدكتور زاهد محمد زهدي من فرسانها ووجد نفسه بين اثنين من الشعراء في حفل تكريم الفاضل محمد سعيد طيب. تناول القلم وكتب ثلاثة أبيات وعرضها على الزميلين. قرآ المحتوى الذي جرى بهذه الكلمات:

ثلاثة من قالة الشعر
جلسوا لطاولة بلا خمر
فإذا نظرت في ملامحهم
ألفيتها نشوى بلا سكر
وعيونهم بالبشر طافحة
أيقال شعر دونما بشر؟

وكان أحد الشعراء الثلاثة قد تأهب لإلقاء قصيدته في المناسبة. ما إن قام، وضع الشاعر الآخر منديلاً على المقعد الذي كان يجلس عليه ليحجزه له حتى رجوعه للجلسة، فكتب له أبو عمار رحمه الله، أبياتاً إخوانية على الفور، صدرها بعنوان «المنديل»، وقال فيها:

يا من وضعت لشاعر منديلا
ليكون عنه في المكان بديلا
ما كان منديل ليخلف شاعرا
حتى إذا كان الشعور جميلا
إني شعرت وقد نأى لهنيهة
أني خسرت عشيرة وقبيلا

وانتقل الموضوع إلى الحديث عن الموسيقى، فقال أحدهم إن أحد العلماء الأوروبيين قد اكتشف وأثبت أن الأبقار التي أسمعوها بعض الموسيقى درت من الحليب أكثر مما كانت تدره اعتياديا من دون سماع أي موسيقى. لم يذكر أحد من الجلساء الثلاثة نوعية الموسيقى التي أسمعوها البقرة، هل كانت موسيقى كلاسيكية أو موسيقى بوب أو جاز، لكن واحدا من الشعراء الجالسين هزه الحديث غير الموسيقي فقال بعنوان «الموسيقى». هكذا قال مداعباً أصحابه:

هذا الحديث للبقر ليس لأشباه البقر
ممن إذا أسمعته لحناً تولى ونفر
وقال إن عازف الآلة لا شك كفر!
وإنه في أسفل الأدراك من أهل سقر
بل إنه يجدر أن يموت رجماً بالحجر