كوكتيل أخبار عربي

هناك عناوين كثيرة وحملة تتلاحق على شاشات الأخبار في هذه المنطقة الملتهبة من العالم، أخبار متنوعة غريبة ممن لا يعرف طبيعة المنطقة وظروفها ولكنها مثيرة جدا لمن يعيش فيها. السعودية تتفاعل اجتماعيا مع هيئة الترفيه، وتصريحات المسؤولين فيها الخاصة ببرامجها القادمة وما يمكن أن يتوقعه الناس.
وكالعادة مع أي «جديد» أحدثت التصريحات ردود فعل مختلفة بين مؤيد ومعارض، وتحديدا فيما يخص موضوع «عودة السينما» إلى السعودية، والجيل القديم لا يزال يتذكر نفس المواقف التي اعترضت قبل ذلك على دخول الإذاعة، وبعد ذلك على دخول التلفزيون، وغير ذلك من الجدل البيزنطي العقيم الذي يجعل كل أمر جديد يتحول إلى مسألة دينية.
ولكن اللافت في النقاش أن موضوع السينما اليوم بات مسألة يتوقع دخولها وعودتها إلى السعودية، بعد أن مرت سنوات كافية على كسر الحاجز النفسي من المسألة، وإطلاق مهرجانات سينمائية في داخل السعودية وإنتاج عدد غير بسيط من الأفلام، ناهيك عن عشرات الآلاف من السعوديين الذين يرتادون السينما في البحرين والكويت والإمارات ولبنان والأردن ومصر وعمان وأوروبا وأميركا وآسيا غير الذين يحضرون الأفلام على شاشات التلفاز. شباب السعودية يتفاعلون إيجابيا مع الحراك الجديد بكافة أشكاله وبشتى صوره فهم يضيفون نكهتهم وبصمتهم على الاقتصاد الجديد، ويبدعون ويبتكرون مجالات جديدة غير مسبوقة، وبالتالي هم يتعاملون مع مسألة الترفيه بثقة وقبول أكثر بكثير من الأجيال التي سبقتهم، ومتأكدون أن المجتمع بات مستعدا للسينما خاصة والترفيه بصورة عامة.
المشهد الثاني زيارة بابا الفاتيكان فرنسيس إلى الكنيسة الأرثوذكسية والتقاؤه ببابا الكنيسة تواضروس والتوقيع على اتفاقية اعتراف معمداني مشترك يعترف الاثنان ببعض ويسمح بالزواج من بعض، بعد أن كان مرفوضا لمئات السنين.
هذا المشهد من الممكن أن يبعث في صدور المحبين الأمل في أن يكون من نصيب المسلمين حالة من التسامح والمحبة بين طوائف المسلمين ومذاهبهم التي «تسرطنت» مع التعصب والتشدد والتنطع، وأصبح مجرد التشكيك ونقاش بعض الآراء المخالفة، مسألة تخرج من الدين والملة بشكل هستيري.
لعل هذه الرسالة الأهم في الزيارة البابوية إلى مصر، وخصوصا إذا ما عرف التاريخ الدموي المؤلم الذي كانت عليه خلافات الكنيستين الأرثوذكسية عموما والكاثوليكية.
والمشهد الثالث في المواضيع الرئيسية التي احتلت عناوين الأخبار، هو موقف مهرجي فريق المقاومة والممانعة الإعلامي ودفاعهم الكوميدي الهستيري عن نظام بشار الأسد وتنظيم «حزب الله» الإرهابي، وكيف أن «الصمت» السوري يرعب إسرائيل، وأن سوريا كانت «ستبيد» إسرائيل بصواريخ سكود لولا تدخل روسيا وإقناعهم بعكس الفكرة، وذلك بحسب ما أعلنته قناة «العالم» الإيرانية، علما بأن نظام الأسد تعهد ووعد وأقسم بأنه سيرد على إسرائيل في المرة القادمة، ولكن المرة القادمة لا تأتي على ما يبدو أبدا، ولا يزال حسن نصر الله يحاول أن يقنع جمهوره بأنه يقاوم إسرائيل في سوريا، وأن طريق القدس يمر منها وغير ذلك من الكلام الساذج.
العالم العربي كوكتيل مثير من الأخبار وبقدر تنوع وتشعب وغرابة الأخبار، بقدر الإثارة التي يحياها من يعيش فيها.