حسين شبكشي
رجل أعمال سعودي، ومستشار اقتصادي لعدد من الشركات الخليجية الكبرى، وعضو مجلس إدارة ورئيس مجلس إدارة في عدد من الشركات السعودية والأجنبية. نشر العديد من المقالات في مجالات مختصة، وفي صحف ومجلات عامة في العالم العربي. اختير عام 1995 «أحد قادة الغد» من قبل «المنتدى الاقتصادي العالمي» في دافوس. أول رجل أعمال سعودي وخليجي ينضم إلى «منتدى أمير ويلز لقادة الأعمال».
TT

خلوة العزم... والأمل!

العلاقات السعودية - الإماراتية تقوى وتتقارب بشكل استراتيجي وعميق ومصيري مع مرور الأيام... بالتدريج والحكمة والعقل تزداد العلاقات بين البلدين قوة، لأنهما يدركان حجم العلاقة والثقة والمسؤولية بينهما، والمواضيع المشتركة معروفة، ولا توجد أهداف تُدَار في الخفاء، ولا خطاب إعلامي خبيث هدفه الفرقة والفتنة.
اختارت السعودية دولة الإمارات لتكون شريكًا استراتيجيًا، فلا يخفى على أحد الإعجاب السعودي الشعبي بالتجربة الإماراتية في مختلف المجالات، والنجاحات الهائلة التي تحققت، كما لا يخفى على أحد المكانة المميزة الموجودة عند شعب الإمارات وحكومتها تجاه المملكة العربية السعودية. وجاء الإعلان الأخير عن انطلاق «خلوة العزم»، وهو الشعار الذي تم اعتماده لوصف جلسات العصف الذهني المنشود بين قادة السعودية الإداريين في الحكومة ونظرائهم في دولة الإمارات، للتباحث والتفاهم والتنسيق الاستراتيجي، لإنجاز أكبر قدر من التفاهم الممكن بين إدارتي البلدين، ليكون التناغم أفضل وأحسن. لم تتبع الدولتان الشعارات الشعبية المنادية بالوحدة كما كانت أحوال بعض الدول في حقبة معينة من الزمن، وثبت فشلها، لأنها بُنِيَت على أهداف تمجيد الحاكم وليس مصلحة الشعوب، وشتان الفارق بين الاثنين.
بدلاً من الربح القسري والسريع بين البلدين سيكون الخيار الآخر تنسيقًا مستمرًا ومتصاعدًا ومتزنًا ومتناميًا في مجالات أوسع وأكبر، منها توسيع دائرة الاهتمام، وتكريس أكبر للثقة. هي خطوة جديدة وغير مسبوقة وفيها تطبيق جيد للعصف الذهني الذي يُخرِج الأفكار الإبداعية والخلاقة التي تخدم الإنتاجية والمجتمع وتحسن جودة الحياة وتيسرها على الجميع. كانت فكرة ملهمة ومهمة وستفتح المجال لأن يكون هناك تكامل أكبر وأكثر طموحًا في مجالات لا حدود ولا سقف لها، خصوصًا متى ما عرف أن هناك اهتمامًا وتركيزًا استثنائيًا على قطاع الشباب والاقتصاد والأمن، وهي محاور لا غنى عنها أبدًا لنهضة ونمو وسلامة الأمم الطموحة.
دولتان فتيتان يقع عليهما ثقل التطور والتطوير والنمو والاتحاد في منطقة الخليج العربي، تحديدًا السعودية صاحبة المكانة والثقل والأهمية الكبرى، والإمارات التي باتت مضربًا للأمثال في التميز والنجاح والإبداع والإلهام، علاقاتهما فيها تكامل مطلوب، وكانت المشاريع المشتركة الناجحة بينهما، و«عاصفة الحزم» التي جمعت بين عرق ودماء رجالهما الذين يذودون عن بلديهما، قدَّمَت المثال العظيم على حقيقة الدفاع عن المصير المشترك الذي يربط بينهما بشكل لائق ومشرِّف وعظيم.
«خلوة العزم» فيها من الرمزية الشيء الكثير، وكان الخبر بمثابة المفاجأة السارة لشعبي البلدين، إذ فيه تأكيد عملي على المصير المشترك بين البلدين، وطريق التنسيق العملي الذي تم اختياره، في خطوة غير مسبوقة.