جيسون شينكر
TT

صيف ساخن جديد لأسعار النفط العالمية

شهدت أسعار النفط العالمية تراجعات مستمرة منذ بداية العام الجديد. وبعد التصريحات الجريئة من جانب منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) وتخفيض الإنتاج من قبل الدول غير الأعضاء في تلك المنظمة، تراجعت حدة اللهجات حول الأمر، وركزت عناوين الأخبار على التنقيب عن النفط الصخري في الولايات المتحدة.
ومع ذلك غفل المشاركون في الأسواق عن أمر مهم وأساسي: لم يُعلن عن أسعار العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط، وأسهم شركات الطاقة ضمن مخاطر الصعود المحتملة لأسعار النفط العالمية، خلال موسم التداول الصيفي الرئيسي لعام 2017 في الولايات المتحدة، والذي من المرجح أن يكون موسما محققا للأرقام القياسية. ويقترب هذا الموسم – وهو يقع تقريبا في الفترة بين أواخر مايو (أيار) وأوائل سبتمبر (أيلول) – من بورصة نيويورك التجارية بسرعة أكبر بكثير مما هو معتاد في الوقت الحقيقي. وبدأت تداولات العقود على مؤشر (نايمكس) التجاري قبل موعدها على التقويم الاعتيادي، ولذلك فإن الأسعار المرتفعة تبدو أقرب مما هي عليه في الواقع.
وفي حين أننا لا نزال في الأسبوع الثالث فقط من يناير (كانون الثاني) في بداية العام، صارت عقود النفط الخام لشهر مارس (آذار) على مؤشر (نايمكس) التجاري هي معيار التداول الجديد مع انتهاء عقود فبراير (شباط) بتاريخ 20 يناير. ويضع هذا التحول المصافي النفطية، والمتحوطين الماليين، والمتداولين على شهر واحد أقرب من صيف الطلب المرتفع، وهو من أكبر محركي الموسم لأسعار النفط العالمية خلال العام الحالي. وبسبب توقيت تغيير عقود التداول على مؤشر (نايمكس) التجاري، فمن المرجح للمصافي النفطية أن تزيد من تحوطاتها ومشترياتها النفطية بصورة كبيرة، عندما تصبح عقود النفط الخام لشهر أبريل (نيسان) على مؤشر (نايمكس) التجاري هي معيار التداول الجديد بحلول 21 فبراير المقبل. مما يعني أن المفاجآت الكبيرة في أسعار النفط العالمية خلال عام 2017 لا تبعد سوى شهر واحد فقط.
وخلال العام الحالي، من المتوقع للاتجاه التصاعدي أن يكون كبيرا من المعتاد. مع أدنى معدل للبطالة مسجل في الولايات المتحدة منذ ما قبل أزمة الركود في عام 2008، وعامين متتالين من مبيعات سيارات الدفع الرباعي والشاحنات الخفيفة القياسية في عامي 2015 و2016 على التوالي، فمن المرجح لموسم الصيف المقبل أن يُظهر أرقاما للأميال المقطوعة في كل شهر ومستويات الطلب على وقود السيارات. وفي واقع الأمر، كان هناك سجل للأميال المقطوعة في كل شهر منذ ديسمبر (كانون الأول) في عام 2014. والاتجاه المستمر في الارتفاع خلال الـ12 شهرا يدفع بإجمالي الأميال المقطوعة داخل الولايات المتحدة لمواصلة الارتفاع طوال عام 2017.
على الرغم من أن هناك مخاطر في الأسعار المرتفعة لخام غرب تكساس الوسيط عندما تتحرك عقود التداول على مؤشر (نايمكس) التجاري إلى شهر أبريل بحلول 21 فبراير المقبل، فهناك احتمالات لمخاطر الجوانب السلبية بالنسبة لأسعار النفط مع انتهاء موسم التداول الصيفي على مؤشر (نايمكس) التجاري. وكما بدأ الصيف مبكرا على مؤشر (نايمكس) التجاري، فسوف يشهد نهاية مبكرة أيضا: حيث تصبح عقود خام غرب تكساس الوسيط هي معيار التداول بعد انتقال العقود إلى 20 يوليو (تموز). والانخفاض الكبير في الأسعار المرافق لانتقالات العقود المماثلة يشير إلى نهاية موسم التداول الصيفي في أعوام 2014، و2015، و2016 على التوالي – على الرغم من أن بعض مخاطر الجوانب السلبية في عام 2016 كانت قد هدأت إثر انتظار قرار تخفيض الإنتاج الصادر عن منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك).
ومع مخاطر الارتفاع المتصاعدة في النمو العالمي والنمو في الولايات المتحدة خلال النصف الثاني من عام 2017، فمن المرجح أن تكون القصة مختلفة تماما هذا العام. فمن شأن أسعار النفط أن تحصل على بعض الدعم – عبر امتثال منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) أو من دونه – وحتى بعد نهاية موسم التداول المقبل، مع احتمالات هبوط الأسعار الطفيفة في فترة ما بعد موسم التداول على مؤشر (نايمكس) التجاري منذ عام 2013.
يلاحظ المتداولون في النفط عددا من المؤشرات التجارية الفنية، بما في ذلك تحرك المتوسطات، وأحجام التداول، والقوة النسبية ذات الصلة. وتختلط هذه المؤشرات الفنية بالنسبة لأسعار خام غرب تكساس الوسيط. بالإضافة إلى ذلك، تأثير العوامل الأساسية وعلى نحو غير موات إثر المخاوف حول ارتفاع تكاليف الحفر ونقص الامتثال من جانب دول مجموعة (أوبك) في خفض الإنتاج. ولكن المخاطر المتصاعدة إزاء أسعار مؤشر (نايمكس) التجاري وأسعار خام غرب تكساس الوسيط تتزايد باستمرار مع انتقال كل عقد من العقود التي تقربنا من نهاية موسم التداول. وهذا الموسم المحرك من شأنه أن يهيمن على عناوين الأخبار، والزيادات في الأسعار المدعمة التي تتعرض لمخاطر الطلب الأساسي وتحرك المزيد من إشارات البيع الفنية. وهذه العوامل من المرجح لها التسبب في ارتفاع كبير في أسعار النفط قبل وأثناء موسم الصيف – حتى وإن كان يصعب تصور الأمر الآن، في خضم فصل الشتاء.

* بالاتفاق مع «بلومبيرغ»