مشاري الذايدي
صحافي وكاتب سعودي. عمل في عدة صحف ومجلات سعودية. اشتغل في جريدة المدينة السعودية في عدة أقسام حتى صار عضو هيئة التطوير فيها. ثم انتقل لـ«الشرق الأوسط» من 2003، وتدرَّج بعدة مواقع منها: المشرف على قسم الرأي حتى صار كبير المحررين في السعودية والخليج، وكاتباً منتظماً بها. اختير ضمن أعضاء الحوار الوطني السعودي في مكة المكرمة. وشارك بأوراق عمل في العديد من الندوات العربية. أعدَّ وقدَّم برنامجي «مرايا» وبرنامج «الندوة». في شبكة قنوات «العربية».
TT

«رؤية السعودية»: حلم أم واقع؟

يوم الاثنين الماضي، دخلت السعودية مرحلة جديدة، خلاصتها إعادة بناء الهوية الاقتصادية والتنموية للبلاد.
في مؤتمر صحافي شهد حضور عدة مراسلين أجانب، وصحافيين سعوديين، أعلن عراب هذه الخطة الكبرى، ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، عن تفاصيل هذا الخطة، وتلقى أسئلة الصحافيين؛ الصعب منها قبل السهل.
لا داعي لتكرار الكلام، فخلاصة هذه «الرؤية» موجودة على الإنترنت ومنشورة في الإعلام، وهي تلخيص كثيف لمئات الصفحات والجداول التي بني عليها هذا الملخص.
«الرؤية» غطت ثلاثة محاور، وانتهت بسؤال عملي عن كيفية تنفيذ هذه «الرؤية». المحور الأول كيفية صناعة مجتمع حيوي. والثاني: كيف نصل إلى اقتصاد مزدهر. والثالث كيفية إطلاق الطموح الوطني.
في لقاء محمد بن سلمان مع «العربية»، وفي مؤتمره الصحافي، شرح موسع لتفاصيل هذه «الرؤية»، وما سينطلق منها من برامج كبرى، ليس أقلها تحويل شركة «أرامكو» لقطب صناعي، والاكتتاب المحلي والعالمي بـ5 في المائة، وتكوين أكبر صندوق استثمار بالعالم. برنامج إعادة هيكلة الحكومة، ومراجعة الأنظمة، وقياس الأداء، و«برنامج التحول الوطني»، (وهو الذي التبس على البعض، فظنوا أن «برنامج التحول الوطني» هو «الرؤية»، بينما «برنامج التحول الوطني» ليس إلا برنامجا منبثقا من «الرؤية» المستقبلية، هدفه الرئيس تحقيق الشراكة مع القطاع الخاص).
البعض يرى أن في ذلك طموحًا عاليًا، ويرتاب في قدرة «المجتمع» السعودي على «هضم» هذه الخطط الكبرى. وأيضًا يسأل عن رد فعل من قد يتضرر من أصحاب المصالح من هذه النقلات المستقبلية الجديدة عليهم.
الأمير محمد بن سلمان كان مباشرا، وهو يجيب بأن ما يعمل في السعودية ليس أحلامًا، بل برامج عمل «واقعية» مبنية على معطيات سعودية حقيقية. المطلوب فقط العمل، كما يؤكد.
يضاف مع العمل «الصبر»، فنحن لسنا أمام جرة عسل ستسيل فورا في أفواه الناس، بل خطة تحول، في السنوات الأولى ستكون مرّة بعض الشيء، ولكن بقليل من الصبر، سينطلق القطار السعودي لقرن جديد.
الوضوح بالشرح مهم للسعوديين، نحن لسنا أمام رخاء مادي مباشر، بل «هوية» جديدة للسعودية، قوامها التنمية الدائمة بعد سنوات قريبة. 4 سنوات ليست زمنا بعيدا. والكلام الذي قيل في «الرؤية الوطنية»، وإن كان يبدو مثل الحلم، إلا أنه كلام مغرق في الواقعية ولغة الأرقام. مما جاء بمقدمة الأمير محمد بن سلمان لـ«كتاب السعودية 2030»: «لن ننتظر حتى ذلك الحين، بل سنبدأ فورًا في تنفيذ كل ما ألزمنا أنفسنا به».
[email protected]