فرنك بروني
TT

حرب الحزب الجمهوري «المقدسة»

يلعب الدين وبشكل روتيني دورًا بارزًا في الحملات السياسية، وخصوصًا على الجانب الجمهوري، كما يتمتع الدين بدور كبير للغاية في ولاية أيوا، حيث يشكل المسيحيون الإنجيليون نسبة كبيرة من الناخبين الجمهوريين.
ولكن هناك ميزة خاصة في المناقشات هذه المرة، فلقد عكست القوة المفاجئة للمرشح الجمهوري دونالد ترامب بين المسيحيين الإنجيليين والارتباك والخوف الواضح بين منافسيه.
كذلك تتوقف استراتيجية المرشح تيد كروز بأكملها للوصول إلى الرئاسة على دعم المسيحيين الإنجيليين. فهو يهاجم حقوق الإجهاض والزواج المثلي في خطاباته الانتخابية.
ولقد أنهى كروز جلسة للأسئلة والأجوبة مع مواطني ولاية أيوا، بنفس الأسلوب المعهود، حيث طلب منهم استخدام الساعات الأخيرة حتى بدء المؤتمر التمهيدي في الصلاة.
ولكن التقوى في السياسة من الأعمال الخطيرة. فلديها عادة في العودة مرة أخرى لتلدغك.
ولقد أنتجت إحدى لجان العمل السياسي الكبرى المؤيدة لمايك هاكابي إعلانا للراديو والتلفزيون تظهر فيها امرأتان تشككان في التزام تيد كروز بالقضايا المسيحية، وتقولان إنه يتحدث بطريقة إلى مواطني أيوا تختلف عن تلك التي يتحدث بها إلى مواطني نيويورك حيث يجمع التبرعات التي تحتاجها حملته الانتخابية.
من المحال أن نعرف حقيقة إيمان أحد الناس. وذلك من بين الأسباب التي لا ينبغي علينا أن نضعها في صدارة الأحداث.
كان الدين جزءًا أصيلاً في تأسيس بلادنا. كما أن دوره مركزي في تفهمنا للحرية التي يستحقها كل مواطن من المواطنين.
لماذا يعبر سباق الحزب الجمهوري إذن عن ذلك التوجه في كثير من الأحيان؟
كان الفائز في الانتخابات التمهيدية لولاية أيوا عام 2012 هو ريك سانتوروم، الذي وضع إيمانه الكاثوليكي في صدارة المشهد الانتخابي لحملته وقتئذ. وكان الفائز في عام 2008 هو مايك هاكابي، المبشر الإنجيلي السابق الذي لا يتركك أبدا تنسى هذه الحقيقة كلما تحدث.
ويميل كثير من المرشحين إلى الاعتماد بشدة على الدين للفوز في الانتخابات التمهيدية لعام 2016، إذ يأملون في أن ذلك من الميزات التي تفضلهم عن ترامب.
وفقًا لبعض استطلاعات الرأي الوطنية، فإن المزيد من المسيحيين الإنجيليين يؤيدون ترامب بأكثر مما يؤيدون غيره من المرشحين الرئاسيين.
وذلك صحيح على الرغم من أنه في زيجته الثالثة الآن، وعلى الرغم من تفاخره بمغامراته العاطفية، وفي خطاب غير متماسك ألقاه من قبل، ذكر ترامب أهمية الاتفاقيات السابقة على الزواج.
ولقد ذهب جيري فالويل، رئيس جامعة ليبرتي، لأبعد من ذلك إلى حد تأييد ترامب، وهو تطور تسبب في حالة عارمة من الغضب بين أوساط المعارضين لترامب وعزز من عزمهم على إثبات أنهم مسيحيون أفضل.
ولقد تساءل جيب بوش حول إيمان ترامب. ولقد ظل ماركو روبيو في كل مناسبة من المناسبات يمجد ويفاخر بإيمانه العميق. وفي المسيرة الانتخابية، ابتهج روبيو كثيرا عندما طرح أحد الناخبين قضية الإيمان وأعطاه الفرصة ليفسرها للناس.
حيث قال روبيو: «إنني أدعو الله من أجل أن يعطيني الحكمة»، وأضاف: «إن رئاسة الولايات المتحدة من الأعباء غير العادية بالنظر إلى بعض من أعظم الرؤساء في تاريخ الولايات المتحدة كانوا واضحين للغاية. وكانوا على الدوام يسألون ربهم، يسألونه الحكمة للحلول، وللقوة، وللنجاح في الاختبارات العسيرة».
فرضت تلك الصورة نفسها مرة أخرى في فعالية تيد كروز، التي أساء فيها بيري إلى ترامب. حيث أعرب أحد المتحدثين عن فرحه حول فكرة «الرئيس الذي يسأل الرب الهداية والرشاد في قيادته لبلاده».
ولقد أعرب كروز عن رغبته تلك في ولاية أيوا في نوفمبر (تشرين الثاني) في المؤتمر المسيحي الإنجيلي الذي تحدث فيه أحد المبشرين اليمينيين.
إنني غير مهتم حقًا ما إذا كان الرئيس القادم سوف يركع على ركبتيه من عدمه أو ما القيم المهمة التي سوف يقضي حياته مدافعًا عنها مما تبشر به مختلف الأديان - من الإيثار، والرحمة، والفداء - إلى جانب التعددية الدينية التي ترعاها هذه الدولة بحق، بل أتفق فقط على أن دونالد ترامب لا يصلح رئيسًا للبلاد.

* خدمة «نيويورك تايمز»