مشاري الذايدي
صحافي وكاتب سعودي. عمل في عدة صحف ومجلات سعودية. اشتغل في جريدة المدينة السعودية في عدة أقسام حتى صار عضو هيئة التطوير فيها. ثم انتقل لـ«الشرق الأوسط» من 2003، وتدرَّج بعدة مواقع منها: المشرف على قسم الرأي حتى صار كبير المحررين في السعودية والخليج، وكاتباً منتظماً بها. اختير ضمن أعضاء الحوار الوطني السعودي في مكة المكرمة. وشارك بأوراق عمل في العديد من الندوات العربية. أعدَّ وقدَّم برنامجي «مرايا» وبرنامج «الندوة». في شبكة قنوات «العربية».
TT

مرحى للديمقراطية الأسدية

بفرح مراهق تواترت ألسنة النظام الأسدي للثناء على دور روسيا في سوريا، وقوة الدعم والإسناد السياسية التي يقدمها بوتين للنظام الأسدي بالأمم المتحدة، و«إغواء» أوروبا وأميركا باختزال الكارثة السورية في عنوان مكافحة الإرهاب.
من هذه الألسنة المهذارة مستشارة الأسد بثينة شعبان، التي صرحت لقناة «الميادين» اللبنانية - الإيرانية: «الاستدارة التي بدأت قبل نحو عام في طريقها لاستكمال دورتها». وتكمل حلقة الاستهتار في الخطاب الأسدي بهذه العظة الليبرالية «الإسكندنافية»، لكن من قصر بشار في قاسيون، مهاجمة الهيئة العليا للتفاوض المنبثقة من مؤتمر المعارضة السورية بالرياض: «إن دعم الغرب مخجل لهيئة تتخذ من السعودية مقرًا لها، وتريد الديمقراطية في سوريا بمساعدة دولة لا يوجد فيها برلمان ولا انتخابات».
هزلت! هل عشنا لزمن يحاضرنا فيه علي مملوك وماهر الأسد وبثينة شعبان عن الديمقراطية وحقوق الإنسان.. وضد من؟! السعودية، ولإقناع من؟! الغرب. إذا كانت الانتخابات ستوجد لنا نظامًا كنظام بشار فلا حياها الله. هذا الحليف الروسي لنظام بشار، الذي تغني له بثينة، صفحته سيئة بسوريا. مدير برنامج «منظمة العفو الدولية» بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فيليب لوثر، أعلن أن لدى المنظمة أدلة دامغة على أن القوات الروسية هاجمت مدنيين سوريين بالأسواق والمستشفيات والمساجد وأماكن سكنهم، مع أدلة على استخدام قنابل عنقودية.
ديمقراطية حسب تعريف الأسد - بوتين، تخبرنا عنها «الفايننشال تايمز» البريطانية بتقرير كتبه جاي شازان عن مشاعر المسلمين الروس بعد انحياز بوتين للأسد عسكريًا وسياسيًا، مما ذكره التقرير، نقلاً عن المُبرمج الشيشاني أحمد الذي يعيش في موسكو: «ديكتاتورية الأسد هي توأم ديكتاتورية روسيا. وبوتين لا يسعه إلا أن يدعمه». وشهادات أخرى لمسلمين روس غاضبة من هذه السياسات المعادية لأغلبية المسلمين «السنة». روسيا تغامر بهذا الانحياز الصارخ لنظام خاسر، مهما دفعوا له ودافعوا عنه، تغامر ضد شعبها المسلم الروسي، غير المتدين حتى، قبل أي طرف آخر، روسيا تقف ضد المستقبل، حتى ولو كانت المعارضة ضعيفة اليوم، والغرب تائها، لأن بشار ونظامه جثة تمشي على قدمين، هل ثمة أبشع من ذلك وأخطر؟
السعودية لم تقف هذا الموقف، من أجل تحقيق نموذج ديمقراطي سوري، بمعايير غربية، كما يكذب أبواق نظام الأسد، بل لطلب مباشر: لا تقتل شعبك، خاصة بالطرق الهمجية من غاز وبراميل متفجرة وشبيحة، وميليشيات أجنبية؟
هذا وإن نظام الأسد هو بيئة إنعاش الإرهاب، لا غيره، كما جاء بخطاب الملك سلمان بن عبد العزيز الأخير في مجلس الشورى.
[email protected]