ألبرت هنت
كاتب عمود في صحيفة بلومبيرغ
TT

رسالة خاصة إلى أوباما

ذهب المشرعون الديمقراطيون إلى عطلتهم الصيفية نهاية الأسبوع الماضي، وهم يشعرون بالقلق بشأن انتخابات التجديد النصفي، واليأس من الرئيس باراك أوباما.
تفرق الجمهوريون في الكونغرس بسبب الحرب الداخلية المتبادلة، ولكنّ هناك أيضا قلقا مفزعا بين الديمقراطيين. بناء على محادثات مع عشرات من كبار الديمقراطيين، أغلبهم من أعضاء الكونغرس، أقدم هنا ما يمكن أن يكتبوه في رسالة خاصة إلى أوباما: سيدي الرئيس..
نكتب إليك هذا الخطاب بروح بنّاءة. تعلم أنك تجد موقفا صعبا في السياسة الخارجية، وتواجه جمودا تشريعيا في الداخل، ولكن من دون تغييرات كبيرة، قد تحمل الأشهر الثلاثة المقبلة خطورة لك ولحزبنا.
أولا: كثيرا ما تكون الرسالة التي تنقلها هي أننا نقع تحت تأثير حالة من الشلل السياسي في الداخل، وتحت رحمة تصرفات غير عقلانية في الخارج.
نشترك معك في شعورك بالإحباط. ولكن القدر ليس الخيار الذي يركن إليه قائد العالم الحر.
علاوة على ذلك يسمح هذا الأسلوب في التفكير للجمهوريين في الكونغرس بالتحرر من المسؤولية. اجعلهم يخضعون للمساءلة.. اجعلهم يستجيبون لمبادراتك وليس الالتفاف عليها.
لقد تحسنت علاقاتك مع الكونغرس قليلا، على الرغم من أننا نعلم أنه يجب ألا ننتظر الذهاب في جولات إلى كامب ديفيد أو الخروج للعب الغولف.
ولكننا نشعر بالاستياء عندما تكون السياسة صحيحة، ولكن تنفذ بأسوأ وسيلة ممكنة، وهو ما يحدث في الغالب. شاهد عملية التبادل التي جرت للجندي الأميركي الأسير بوبرغدال، الذي كان محتجزا لدى طالبان. كان عليك أن تخرجه، وكان الإفراج عن محتجزين في غوانتانامو هو السبيل الوحيدة. كان الترتيب لالتقاط صورة مع والديه فكرة سيئة. إن التفاخر بالتحرر من القيود عندما تذهب في زيارات غير مخطط لها إلى مطاعم، لا يرفع قدرك.
في القضايا الكبرى، توجد أخبار جيدة تتعلق بالاقتصاد: اعلنها. لا يزال كثير جدا من الناس يعانون، ولكن ترددك لا يثير سوى تشاؤم شعبي غير مبرر.
أما على صعيد السياسة الخارجية، فيبدو أن هناك أزمات في كل مكان لا علاقة لها بالسياسات الأميركية. نتفهم لماذا تتجنب التدخل: يقدم كل من العراق وأفغانستان وليبيا دروسا واقعية عن حدود القوة الأميركية. ولكن يجب ألا تكتفي باتخاذ رد فعل أمام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بل تولَّ المبادرة بشن مزيد من الهجوم عليه.
مع كل الاحترام الواجب، عليك أن توسع دائرة مستشاريك، حيث تعكس القصص التي استشهدت بها، الانفصال الذي يعاني منه البيت الأبيض.
سيدي الرئيس، ما زلت تملك أكبر بوق في العالم وتبقى لديك 900 يوم لاستخدامه. انتهز هذه الأيام. نتمنى لك حظا سعيدا، ونرجو لو كنا معك.
* بالاتفاق مع «بلومبيرغ»