مصطفى الآغا
TT

يا هي ليلة

لا شك أن الذاكرة الكروية ستسكن فيها ليلة الخميس الرابع من مايو (أيار) إلى فترة طويلة...
ليس السبب أنها ليلة التتويج الهلالي بلقب طال انتظاره خمس سنوات ولا لأنها ليلة الديربي الأشهر بين الكبيرين النصر والهلال، ولا لأنها ستحدد من سيهبط مع الوحدة للدرجة الأولى، ولا لأنها ستحدد هوية من سيلعب المباراة الفاصلة، بل لسبب أبسط وهو أنها كانت ليلة من ألف ليلة وليلة على كل الأصعدة...
ففي الروايات التاريخية هناك خيال يتم إضافته على شخصيات هذه الرواية لتصبح شخصيات (خارقة) بملامح لا يمكن نسيانها وما حدث ليلة الخميس كان استثنائياً بكل ما تعنيه الكلمة من معنى...
فمن سينسى أن الهلال سجل أكبر نتيجة في تاريخ الديربيات بخماسية لم يتوقعها حتى أشد المتفائلين به فختم موسمه بأحلى تتويج في تاريخه... تتويج ضرب فيه أكثر من عصفور بحجر واحد...
عصفور الفوز والنقطة 66 وهاتريك لنجمه الجديد السوري عمر خربين وفوز على الغريم التاريخي فماذا يريد أكثر من ذلك؟
ومن سينسى أن الفتح الذي كان يمكن أن يهبط يقارع الاتحاد الباحث عن الوصافة، لا بل ويهزمه بالأربعة ويؤكد بقاءه في دوري الأقوياء.
ومن سينسى هدف بانغورا للرائد في الدقيقة 92 فغادر الخليج رحلة الكبار ويتربع الفائز على المركز الخامس في إنجاز كبير لمدربه التونسي ناصيف البياوي فيما حقق الباطن إنجازاً تاريخيا ببقائه حتى الآن على الأقل في الدوري وهو الذي لم يحقق أي فوز خارج أرضه (التارتانية) والتي كانت برأيي أحد أسباب بقائه قبل الفاصلة.
وبنفس اليوم أعلن الأهلي وصافته من بوابة التعاون رغم أن البعض يرون أن موسمه لم يكن بمستوى طموح عشاقه، ولكن الوصافة في أقوى دوري بالمنطقة لا تعني التراجع الكبير برأيي وما زالت أمامه آسيا إن تعادل فقط مع ذوب آهن.
ليلة الخميس كانت بكل اختصار... ليلة من العمر لكل من شارك فيها فائزا أم خاسراً...