الأطفال المصابون بالأزمة الصدرية أكثر عرضة للسمنة

الأطفال المصابون بالأزمة الصدرية أكثر عرضة للسمنة
TT

الأطفال المصابون بالأزمة الصدرية أكثر عرضة للسمنة

الأطفال المصابون بالأزمة الصدرية أكثر عرضة للسمنة

من المعروف أن الأزمة الصدرية والبدانة من أشهر الأمراض المزمنة التي تصيب الأطفال في العالم. وتبلغ نسبة البدانة نحو 17 في المائة، والأزمة الصدرية 10 في المائة في الولايات المتحدة. وفى الأغلب يحدث كلا المرضان معًا.
* مرضان متلازمان
وظلت دراسات العلماء تدور حول إمكانية أن تسهم الإصابة بأحد المرضين في حدوث المرض الآخر. وأشارت أحدث الدراسات المتعلقة بالبدانة إلى احتمال أن يكون الطفل الذي تعرض لأزمة صدرية في وقت مبكر من حياته أكثر عرضة من غيره من الأطفال للإصابة بالبدانة. وأجرى الدراسة باحثون من جامعة جنوب كاليفورنيا (USC) بالولايات المتحدة للبحث عن وجود علاقة بين الأزمة الصدرية أو علاجها وحدوث البدانة. ونشرت في شهر يناير (كانون الثاني) من العام الحالي في المجلة الأميركية للجهاز التنفسي والحالات الحرجة (American Journal of Respiratory and Critical Care).
وقد فحص الباحثون السجلات الطبية لـ2171 من الأطفال الذين لا يعانون من البدانة وتتراوح أعمارهم بين الخامسة والثامنة من العمر في السنة الأولى من المدرسة أو الحضانة ما قبل المدرسة. وهؤلاء الأطفال كانوا قد خضعوا سابقًا لدراسة مطولة من قبل جامعة كاليفورنيا لمدة 10 أعوام لمعرفة تأثير التلوث الهوائي على حالتهم الصحية وجهازهم التنفسي على وجه الخصوص، بمعنى أنهم تمت متابعتهم طوال كل هذه السنوات. وكانت نسبة الأزمة الصدرية وقت بداية الدراسة 5.13 في المائة، وبعد فترة المتابعة كانت نسبة الأطفال الذين عانوا من البدانة تبلغ 15.8 في المائة. وأثناء المتابعة قام الباحثون بقياس الطول والوزن للأطفال سنويًا، وتم تقسيم الأطفال إلى عدة فئات بالنسبة للوزن (طبيعي) و(أكثر من الطبيعي ومائل للبدانة) و(بدين) واعتمدوا على تشخيص الأزمة من سجلات الأطباء.
وبجانب قياس الطول والوزن تم سؤال الآباء عدة أسئلة تعلقت بالمستوى الاجتماعي والمعيشي للأسرة، وإذا كان أحد الأبوين مدخنًا، وإذا كانت الأم مدخنة أثناء الحمل أم لا، وأيضًا إذا كان أحد الإخوة يعاني من الأزمة الصدرية. كما سئلوا عن مستوى التدريبات الرياضية للأطفال أو حركتهم البدنية.
وحسب التقسيم الذي أعده الباحثون، كان هناك 18 في المائة من الأطفال وزنهم أكثر من الطبيعي في بداية الدراسة، ومن خلال المتابعة اتضح ارتباط حدوث الحساسية الصدرية بالبدانة، خصوصًا إذا تمت الإصابة في سن مبكرة. وبالمقارنة بين الأطفال الذين لا يعانون من البدانة ولا من الأزمة الصدرية والأطفال الذين لا يعانون من البدانة ولكن يعانون من الأزمة الصدرية، كانت فرص الأطفال المصابين بالأزمة لكي يصبحوا بدناء أكثر 51 في المائة من الأطفال الآخرين، وهو الأمر الذي يشير بوضوح إلى دور الأزمة في الإصابة بالبدانة، وظلت هذه النسبة موجودة حتى بعد تثبيت بقية العوامل الأخرى.
وبالنسبة للأطفال الذين عانوا من عرض الصفير (وهو العرض الأهم للأزمة الصدرية) كانت فرص إصابتهم بالبدانة في المستقبل تبلغ 42 في المائة أكثر من الأطفال الآخرين. وفيما يتعلق بالعلاج الذي يتناوله الأطفال لعلاج الأزمة ودوره في رفع معدلات البدانة من عدمه، اكتشف الباحثون أن الأدوية التي تستخدم في علاج الحالات الطارئة للأزمة مثل البخاخات تقلل بشكل ملحوظ من فرص الإصابة بالبدانة.
* تدني النشاط البدني
ولاحظ الباحثون أن هناك دراسة تربط بين توقيت الإصابة مبكرًا بالأزمة الصدرية والبدانة، وأوضحوا أن فحص السجلات المرضية فقط يمكن أن يعطى صورة غير دقيقة عن النتيجة، إذ إنهم اعتمدوا في مراجعة الحالات على تقارير ذاتية دون معرفتهم حجم النشاط البدني لكل طفل على حدة، وكذلك نوعية الطعام الغذائي المعتاد بالنسبة لكل منهم، خصوصًا أنهم من عدة أعراق مختلفة.
وأشار الباحثون إلى أن وجود الأزمة الصدرية والبدانة معًا يمكن أن يسهم في إصابة الطفل بمرض آخر يتعلق بالتمثيل الغذائي للجسم، مثل مرض السكري من النوع الثاني، وأكد الباحثون على تلازم المرضين في الأغلب.
وعلى الرغم من نتيجة الدراسة فإنه لا يمكن القول إن الإصابة بالأزمة الصدرية تسبب البدانة بشكل قاطع. والتعبير الأدق علميًا هو زيادة معدل الخطورة وليست حتمية الحدوث، وقد يكون السبب في حدوث البدانة في الطفل الذي يعاني بشكل مستمر من الأزمة الصدرية أن هذا الطفل لا يكون قادرًا على اللعب والنشاط البدني بالقدرة نفسها لدى الأطفال الآخرين، وبالتالي يزداد وزنه نظرًا لقلة الحركة.
وأوضحت الدراسة أن التشخيص المبكر للأزمة الصدرية وعلاجها يمكن أن يجنب الطفل الإصابة لاحقًا بالبدانة، خصوصًا أن العلاج لا يزيد من فرص الإصابة، حسب الدراسة، وبدلاً من أن يدخل الطفل في الدائرة المفرغة من تلازم الأزمة والبدانة، إذ إن الأزمة الصدرية يمكن حسب الدراسات أن تسبب البدانة نظرًا لقلة الحركة، وأيضًا البدانة تزيد من العبء على الجهاز التنفسي، ويمكن أن تزيد من تفاقم الأزمة الصدرية.
والجدير بالذكر أن هناك نسبة من حالات الأزمة تقرب من الثلث لا يتم تشخيصها تشخيصًا سليمًا، ويتم علاجها على أنها نزلات شعبية. ونصح الباحثون بضرورة تناول طعام صحي حتى يمكن تجنب البدانة والحرص على أداء بعض التمرينات الرياضية بصورة منتظمة للحفاظ على الصحة العضوية والنفسية، كما يجب تناول الأدوية التي تعالج الأزمة الصدرية بانتظام وأيضًا البعد عن مسببات الحساسية، سواء من الأتربة أو أنواع معينة من الطعام أو الروائح النفاذة.
* استشاري طب الأطفال



دراسة جديدة: «أوميغا 3» قد يكون مفتاح إبطاء سرطان البروستاتا

مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)
مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)
TT

دراسة جديدة: «أوميغا 3» قد يكون مفتاح إبطاء سرطان البروستاتا

مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)
مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)

توصلت دراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس إلى أن اتباع نظام غذائي منخفض في أحماض أوميغا 6 وغني بأحماض أوميغا 3 الدهنية، إلى جانب مكملات زيت السمك، يمكن أن يبطئ بشكل كبير نمو خلايا سرطان البروستاتا لدى الرجال الذين يختارون المراقبة النشطة، ما قد يقلل من الحاجة إلى علاجات عدوانية في المستقبل، وفق ما نشر موقع «سايتك دايلي».

وجد باحثون من مركز UCLA Health Jonsson Comprehensive Cancer Center أدلة جديدة على أن التغييرات الغذائية قد تبطئ نمو الخلايا السرطانية لدى الرجال المصابين بسرطان البروستاتا الذين يخضعون للمراقبة النشطة، وهو نهج علاجي يتضمن مراقبة السرطان من كثب دون تدخل طبي فوري.

سرطان البروستاتا والتدخل الغذائي

قال الدكتور ويليام أرونسون، أستاذ أمراض المسالك البولية في كلية ديفيد جيفن للطب بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس والمؤلف الأول للدراسة: «هذه خطوة مهمة نحو فهم كيف يمكن للنظام الغذائي أن يؤثر على نتائج سرطان البروستاتا».

وأضاف: «يهتم العديد من الرجال بتغييرات نمط الحياة، بما في ذلك النظام الغذائي، للمساعدة في إدارة إصابتهم بالسرطان ومنع تطور مرضهم. تشير نتائجنا إلى أن شيئاً بسيطاً مثل تعديل نظامك الغذائي يمكن أن يبطئ نمو السرطان ويطيل الوقت قبل الحاجة إلى تدخلات أكثر عدوانية».

تحدي المراقبة النشطة

يختار العديد من الرجال المصابين بسرطان البروستاتا منخفض الخطورة المراقبة النشطة بدلاً من العلاج الفوري، ومع ذلك، في غضون خمس سنوات، يحتاج حوالي 50 في المائة من هؤلاء الرجال في النهاية إلى الخضوع للعلاج إما بالجراحة أو الإشعاع.

وبسبب ذلك، يتوق المرضى إلى إيجاد طرق لتأخير الحاجة إلى العلاج، بما في ذلك من خلال التغييرات الغذائية أو المكملات الغذائية. ومع ذلك، لم يتم وضع إرشادات غذائية محددة في هذا المجال بعد.

في حين نظرت التجارب السريرية الأخرى في زيادة تناول الخضراوات وأنماط النظام الغذائي الصحي، لم يجد أي منها تأثيراً كبيراً على إبطاء تقدم السرطان.

الاستشارة الغذائية

لتحديد ما إذا كان النظام الغذائي أو المكملات الغذائية يمكن أن تلعب دوراً في إدارة سرطان البروستاتا، أجرى الفريق بقيادة جامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس تجربة سريرية مستقبلية، تسمى CAPFISH-3، والتي شملت 100 رجل مصاب بسرطان البروستاتا منخفض الخطورة أو متوسط ​​الخطورة والذين اختاروا المراقبة النشطة.

تم توزيع المشاركين بشكل عشوائي على الاستمرار في نظامهم الغذائي الطبيعي أو اتباع نظام غذائي منخفض أوميغا 6 وعالي أوميغا 3، مع إضافة زيت السمك، لمدة عام واحد.

ووفق الدراسة، تلقى المشاركون في ذراع التدخل استشارات غذائية شخصية من قبل اختصاصي تغذية مسجل. وتم توجيه المرضى إلى بدائل أكثر صحة وأقل دهوناً للأطعمة عالية الدهون وعالية السعرات الحرارية (مثل استخدام زيت الزيتون أو الليمون والخل لصلصة السلطة)، وتقليل استهلاك الأطعمة ذات المحتوى العالي من أوميغا 6 (مثل رقائق البطاطس والكعك والمايونيز والأطعمة المقلية أو المصنعة الأخرى).

كان الهدف هو خلق توازن إيجابي في تناولهم لدهون أوميغا 6 وأوميغا 3 وجعل المشاركين يشعرون بالقدرة على التحكم في كيفية تغيير سلوكهم. كما تم إعطاؤهم كبسولات زيت السمك للحصول على أوميغا 3 إضافية.

ولم تحصل مجموعة التحكم على أي استشارات غذائية أو تناول كبسولات زيت السمك.

نتائج التغييرات الغذائية

تتبع الباحثون التغييرات في مؤشر حيوي يسمى مؤشر Ki-67، والذي يشير إلى مدى سرعة تكاثر الخلايا السرطانية - وهو مؤشر رئيسي لتطور السرطان، والنقائل والبقاء على قيد الحياة.

تم الحصول على خزعات من نفس الموقع في بداية الدراسة ومرة ​​أخرى بعد مرور عام واحد، باستخدام جهاز دمج الصور الذي يساعد في تتبع وتحديد مواقع السرطان.

وأظهرت النتائج أن المجموعة التي اتبعت نظاماً غذائياً منخفضاً في أوميغا 6 وغنياً بأوميغا 3 وزيت السمك كان لديها انخفاض بنسبة 15 في المائة في مؤشر Ki-67، بينما شهدت المجموعة الضابطة زيادة بنسبة 24 في المائة.