مصطفى الآغا
TT

احتراف الـ«سناب شات»

في كل يوم نسمع عن قصة جديدة في الكرة السعودية تؤكد أن ثقافة الاحتراف غائبة إلى حد كبير، بدءًا من قصة العويس، مرورًا إلى قصة وليد عبد الله، ومرورًا بقصة المدرب زوران، وعشرات القصص الأخرى السابقة وهي أمور يمكن تلافيها حسبما سمعت من رئيس الاتحاد السعودي الجديد الدكتور عادل عزت من خلال تغيير هوية الاتحاد وآليات التفكير والتطبيق والمحاسبة والشفافية...
فحتى الآن قضية العويس حائرة، فرئيس نادي الشباب عبد الله القريني قال لي في اتصال هاتفي عبر صدى الملاعب إنه لن يضيع حق وراءه مطالب والأهلي يعتبر القضية منتهية لأن اللاعب وقّع في الفترة الحرة وهو قد لا يشارك لستة أشهر كاملة حتى ينتهي عقده مع الشباب وبالتالي سيتضرر هو والأهلي والشباب والمنتخب السعودي ما لم توجد حلول مبكرة ومرضية لكل الأطراف، علمًا بأن الشباب شكل لجنة تحقيق داخلية بالقضية أيضًا...
ووسط معمعة العويس ظهر «سناب شات» للحارس الثاني وليد عبد الله وهو يقول ما معناه إنه بات نصراويًا، وفي «السناب» الثاني ظهر معه يحيى الشهري يبارك انتقاله الذي لم يتأكد حتى الساعة، فيما رئيس نادي الشباب يسمع الأخبار عبر السوشيال ميديا.
وأستغرب من لاعبين كبار ودوليين ألا يكون لديهم وكيل أعمال يقوم هو بالتصريحات والمقابلات الصحافية التي تقطع الشك باليقين أو تضع النقاط على الحروف، فهل باتت الانتقالات عبر «السنابات» و«إنستغرام» و«تويتر»؟
وبين هذا وذاك تأزمت الأمور (إعلاميًا وعبر وسائل التواصل أيضًا) بين النصر السعودي والعين الإماراتي على قضية المدرب زوران وهي أصغر من أن نكبرها، فالأندية لا تحتاج للتواصل ولا للإذن كي تستقطب المدربين والأمور دائما تعاقدية وزوران قال عندما وقع للعين إنه دفع الشرط الجزائي من جيبه واستقال، والعين يقول إن وكيل أعماله يعرضه في السوق منذ شهر ديسمبر (كانون الأول) 2016 ونتذكر أن غوارديولا وقع لمان سيتي وهو على رأس عمله كمدرب لبايرن ميونيخ ومدرب المان بيليغريني على رأس عمله هو الآخر لا بل كان متبقيًا في عقده سنة ونصف...
ثقافة الاحتراف يجب أن تسود في كل مفاصل الكرة العربية وليس السعودية فقط، والبعض يعتقد أن الاحتراف هو شراء اللاعبين أو التنافس عليهم مع الأندية الأخرى بينما هو منظومة متكاملة أساسها الشفافية والقوانين واللوائح والمحاسبة الشديدة لكل من يعتقد أنه خارج سلطة القانون الذي وضع كي يحمي الجميع دون استثناء.