لنتفق أولاً على أن كل إنسان على وجه هذه الأرض يعشق الديمقراطية ويحارب ويناضل من أجلها أو يحلم بها، أما من لا تروقهم الديمقراطية فهم من لا يفضلون التشاور في الرأي أو المداورة في السلطات ولا يسعون للعدالة والمساواة بين الناس، ولهذا فإنني مع أي انتخابات مهما كانت سيئة ولست مع التعيينات التي تأتي بعضها من فوق وبالعلاقات والمحسوبيات أو حتى بالكفاءات، فمن يأتي من فوق يأتي (مدعومًا وله ظهر)، أما من يأتي بالانتخابات فهو يعرف أن وقته محدود بالمدة التي سيوجد فيها على الكرسي ثم سيحكم عليه الناخبون مجددًا، فإن كانت قيادته متفقة مع وعوده وبرنامجه الانتخابي فقد يجددون له وإن لم تكن كذلك فمصيره التغيير وربما النسيان.
والأكيد أن ما شاهدناه من حملات وبرامج انتخابية للمرشحين الأربعة للاتحاد السعودي لكرة القدم كانت مظهرًا حضاريًا، والأهم أن ثلاثة منهم استخدموا وسائل حضارية وتكنولوجية في عرض أفكارهم، فجاءت الحملات متناسقة ومتناغمة مع التطور الذي تشهده الحياة وليست جامدة من العصور الوسطى والحجرية.
والأكيد أن أي عملية انتخابية في العالم كله هي لعبة وتكتيكات وتربيطات، وإلا فلن تصبح انتخابات، ولهذا ثار الجدل حول ما قيل إنه دعم من الأمير عبد الله بن مساعد للفائز الدكتور عادل عزت، علمًا أن الكثيرين قالوا قبل أشهر إن سلمان المالك أيضًا هو مرشح الأمير، والأمير قام بخطوة ذكية بحجب أصوات اللجنة الأولمبية التي قيل إنها كانت ستذهب لعادل عزت، وبالتالي بقيت الكرة في ملعب المصوتين الذين يتحملون المسؤولية كاملة عن النتيجة النهائية حتى لو تعرضوا لضغوط، لأن صاحب المبدأ لن يغير رأيه تحت الضغط، فهو يحمل أمانة على كتفيه، والأمانات ليست عرضة للتكتيكات والتربيطات وحتى لو كان فلان مرشح علان، فهكذا هي الانتخابات، وهكذا هي الديمقراطية التي يجب أن نتقبلها ونتعايش معها ولنحاول تحسين شروطها من خلال الشفافية والمحاسبة ووضع ضوابط صارمة في عمليات الترشيح، بحيث يكون كل مرشح مؤهلاً تمامًا لشغل المنصب بغض النظر عمّن يقف وراءه أو معه، وفي كل الأحوال هناك إعلام ووسائل تواصل اجتماعي وجمعية عمومية قادرون على مناقشة الأمور وتصويب الأخطاء أو الإشارة لها أو مواجهتها، وأنا مع وجود هيئة للتحكيم الرياضي في كل دولة عربية تكون مستقلة عن أية جهة حكومية حتى لا تكون خاضعة للحكومة أو نفوذها، وهي التي تفض المنازعات والأمور الخلافية بما فيها الانتخابات.
TT
ثمن الديمقراطية
المزيد من مقالات الرأي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة