قبل مباراة اليابان كانت الغالبية عبر وسائل التواصل الاجتماعي تؤكد فوز المنتخب السعودي على مستضيفه الياباني رغم معرفة الجميع بتاريخ وإمكانيات اليابان ومحترفيها في أفضل الدوريات العالمية، ورغم أنها تلعب على أرضها ووسط جماهيرها وأيضًا رغم يقين الجميع أن لكل مباراة ظروفها فإن أشد ما أثار استغرابي هو (منطق البعض) من أن الإمارات فازت على اليابان والسعودية فازت على الإمارات فهذا يعني بديهيًا فوز السعودية على اليابان، لا بل إن من كتب هذا الكلام لاعبون كبار وليسوا مجرد مشجعين.
صحيح أن مستوى اليابان هذه السنة ليس مستواها الذي نعرفه ولكنها تبقى اليابان، والمبالغة في التفاؤل ليست من عالم كرة القدم في شيء، فلكل مباراة ظروفها ولا يوجد كبير ولا صغير في عالمها وهي لا تعترف إلا بالتسعين دقيقة التي تُلعب بها ولهذا نجد فيها المفاجآت كسقطة البرازيل على أرضها بالسبعة أمام ألمانيا في كأس العالم 2014 وفوز الجزائر على الألمان في كأس العالم 1982 وقبلهم الكوريون الشماليون على الطليان في كأس العالم 1966 وحتى الإمارات خسرت من الهند في تصفيات كأس العالم 2002.
وعندما حدثت الخسارة بدأ البعض بالعزف على أسطوانة التحكيم والعزف على وتر الاتحاد الآسيوي، علمًا أن المنتخب السعودي نال 3 ضربات جزاء في أول مباراتين أمام تايلاند والعراق، وقيل إن ضربة جزاء مباراة تايلاند كانت غير صحيحة، فلماذا لم يتم الحديث وقتها عن التحكيم ولماذا نرفض فكرة أن لاعبينا لم يكونوا بالمستوى وأن الطرف الآخر كان هو الأفضل؟ وكيف يعقل أن يُحمّل البعض أحمد عيد رئيس الاتحاد السعودي وزر الظلم التحكيمي، إن حصل، لأنه من دعم رئيس الاتحاد الآسيوي في الوصول لسدة الرئاسة، علمًا أن المنتخب السعودي الشاب وصل لكأس العالم ووصافة آسيا في عهد أحمد عيد نفسه، وعلمًا أن الخسارة أمام اليابان هي الأولى للسعودية عام 2016؟
ويكفي أن مدرب المنتخب السعودي رفض تحميل التحكيم المسؤولية وقال بالحرف: «لقد استحق اليابانيون الفوز».
طبيعي أن يكون هناك ردة فعل ولكن غير الطبيعي أن نحمل الآخرين وزر أشياء نعلم علم اليقين أنهم ليسوا مسؤولين عنها، وطبيعي أن نطمح للأفضل ولكن من غير الطبيعي أن نلغي تاريخ البعض بكبسة زر، وعلى الجميع التركيز الآن على الخمس مباريات القادمة التي ستحدد وصول الأخضر لروسيا مباشرة لأن ذلك ممكنٌ بقليل من الهدوء وكثير من الواقعية.
TT
خسارة وصدارة وأسطوانة
المزيد من مقالات الرأي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة