مشاري الذايدي
صحافي وكاتب سعودي. عمل في عدة صحف ومجلات سعودية. اشتغل في جريدة المدينة السعودية في عدة أقسام حتى صار عضو هيئة التطوير فيها. ثم انتقل لـ«الشرق الأوسط» من 2003، وتدرَّج بعدة مواقع منها: المشرف على قسم الرأي حتى صار كبير المحررين في السعودية والخليج، وكاتباً منتظماً بها. اختير ضمن أعضاء الحوار الوطني السعودي في مكة المكرمة. وشارك بأوراق عمل في العديد من الندوات العربية. أعدَّ وقدَّم برنامجي «مرايا» وبرنامج «الندوة». في شبكة قنوات «العربية».
TT

لهؤلاء «نقبك جه على شونه»!

هناك من يريد تخريب العلاقة بين السعودية ومصر في هذه المرحلة، هذه واضحة.
أما من هم؟ فكثر، أبرزهم جماعة الإخوان، واليسار المصري المتشنج، أو ما يسمى الاشتراكيين الثوريين، ومنهم بعض غلاة الناصرية، يضاف إليهم «رشة جريئة» ممّا يسمى شباب الجماعات المدنية.
كل هؤلاء يمكن وضعهم تحت مظلة واحدة، هي مظلة نشطاء 25 يناير، أو «الينايرجية» كما لقبهم بعض خصومهم في مصر.
لماذا الحرص على إفساد العلاقة بين مصر والسعودية؟
لأن هذه العلاقة تعزز من مكانة البلدين، وتعظّم من قوتهما، خاصة مصر التي تمر بفترة حساسة، لم تشفَ بعد من جراح الفوضى والاضطراب في الشارع.
بالنسبة لجماعة الإخوان وآلتها الدعائية - ويا لها من آلة، يتأثر بها أحيانا حتى من يتوهم نفسه مخالفا للإخوان! - تعتقد أن تحالف السعودية مع مصر بقيادة الرئيس السيسي، يضعف من جهود الجماعة في إسقاط الشرعية الحالية، بما تملك السعودية من وزن إسلامي معنوي، وبما تملكه من قدرات سياسية واقتصادية وإعلامية.
بالنسبة للبقية من يسار وناصرية، فهم أساسا، وحسب تقاليد الثقافة السياسية لهم، يجب أن يكون دوما في الموقع المعادي للسعودية، شيء موجود في التصنيع النفسي ذاته، وشرح ذلك بمكان آخر.
حاول كل هؤلاء - معهم من يتأثر بهم من إعلاميين ونشطاء سوشال ميديا بالسعودية، حتى ممن يعتقد نفسه مختلفا عن الإخوان - التشكيك في دور مصر العسكري والسياسي في عملية عاصفة الحزم باليمن، وبثوا الأكاذيب، لإيجاد شرخ في العلاقات المصرية السعودية.
لكن خاب مسعاهم، وها هو المتحدث باسم قوات التحالف؛ العميد أحمد عسيري، يؤكد خلال حواره مع برنامج العاشرة مساء بقناة دريم المصرية، أن قوات التحالف بقيادة السعودية، لم تطلب من مصر إرسال قوات برية لليمن؛ لأن الأمر تطوعي؛ موضحاً أنه ليس في خطة التحالف إدخال قوات برية؛ لأنهم يعتمدون على الجيش اليمني؛ باعتباره العمود الفقري لأيّ عملية يقوم بها التحالف. وأضاف عسيري؛ أن «الطيارين المصريين نفّذوا طلعات جوية، إضافة إلى المشاركة الفعالة بالقوات البحرية المصرية».
نعم، القطع المصرية البحرية تقوم بدور مؤثر بمجمل عمليات التحالف لإعادة الشرعية لليمن، وأن الجانب المصري سبق له أن قدّم عرضه بالمشاركة البرية، لكن تقديرات التحالف رأت التركيز بريا على اليمنيين.
مفردات مثل: الرز. صبح على مصر الخ جزء من آلة الحرب النفسية على مصر الحالية. ومرة أخرى، نقد الحكومة شيء. والسعي لهدم المرحلة شيء.
بكلمة لسعاة الوقيعة بين البلدين يقال: «نقبك جه على شونه». حسب المثل المصري البديع.