سعد المهدي
TT

الطريق إلى المونديال.. اتجه للإدارة؟!

في المحاولة الخامسة نجح المنتخب السعودي الكروي الأول في التأهل إلى نهائيات كأس العالم، المحاولة بدأت في 1978 وفشل في تجاوز التصفيات الأولية الآسيوية، لكنه وفي محاولة لقيت عناية كبيرة صعد إلى التصفيات النهائية الآسيوية كان ذلك على ملعب الملز بالرياض 1981. لكن منتخب الكويت هو من وصل للمونديال في إسبانيا 1982، عاد الفشل مجددا في تخطي المرحلة الأولية من التصفيات الآسيوية نحو التأهل إلى مونديال المكسيك 1986 وشارك المنتخب العراقي فيها، تأهل المنتخب السعودي مجددا للتصفيات الآسيوية النهائية لمونديال إيطاليا 1990. إلا أن المنتخب الإماراتي هو من خطف بطاقة التأهل.
موعد المنتخب السعودي مع التأهل للمونديال تأخر حتى 1994 في الولايات المتحدة الأميركية الذي سبقته إليه خليجيا الكويت والعراق والإمارات بالرغم أنه كان من 1984 حتى 1996 بطلا لأمم آسيا في نسخها الثلاث، بينما كان غائبا عن الكأس الآسيوية حين صعد أول مرة للمونديال 94 والذي توالى في 98 فرنسا و2002 في كوريا واليابان و2006 في ألمانيا ما يعني أن العرش الآسيوي لم يكن ليمنحه فرصة التأهل للمونديال، بينما جلبت له المونديالات الأربعة كأس دورة الخليج الغائبة عن خزائنه من 1970 ثلاث مرات.
لماذا التأهل للمونديال لم يضمن للمنتخب الحصول حينها على كأس القارة على الرغم أنه نفس المشوار تقريبا؟ حيث التنافس مع نفس المنتخبات، وكيف أن الحصول على هذه الكأس لم يؤهله للمونديال فقد خسره في 92 وتأهل لمونديال 94 وخسره 2007 وكان قد تأهل لمونديال 2006؟ ولماذا تجربة التأهل للمونديال تحققت معها كأس دورة الخليج لأول مرة، ولحق بها كأس أمم آسيا 96. وهل تعني فترة من 94 حتى 96 التي كسرت القاعدة حيث جمع فيها المنتخب الاستحقاقات الثلاثة التأهل للمونديال، وكأس الخليج وكأس أمم آسيا، هي فترة تستحق الدراسة والتأمل؟
قد يكون السر في تلك الفترة نضج موهبة العناصر التي أحدثت الاستقرار في القائمة الرئيسية، حيث كان تشكيلها خليطا مثاليا جمع بين القيمة الفنية والخبرة والنجومية المطلقة، لكن ذلك كانت وراءه الكفاءة الإدارية التي ساهمت في توظيف واستثمار هذه العناصر، وهيأت الظروف المناسبة للتحضير، والمناخ الملائم للتوظيف المثالي، بحيث بات المنتخب فريقا واضح الملامح، محدد الهدف، مشمولا بالرعاية التي تكفل لعناصره إطلاق قدراتهم إلى أبعد مدى، كان فريقًا واحد له (الكاريزما) التي يسهل معها تصنيفه وحدة واحدة متكاملة، له اسم (المنتخب السعودي) الذي يمكن معرفة مرجعيته التي تديره وتطوره وتحاسبه وتحميه!
الفكرة أن المنتخب (فريق) عمل، إذا تم التعامل معه كقيمة يتم صناعته وتطويره والحفاظ عليه من طرف معلوم يتولى شؤونه بطموح، وتحدٍ، ورغبة، وأهداف، وصلاحية بعيدا عن أدبيات وشعارات أنه (فريق الجميع) التي تغرقه في التفاصيل، فإنه سينجح في تشكيل هذا الفريق، ودفعه لساحة التنافس بأقصى طاقة، بعيدا عن النتائج التي يمكن أن تكون مرحلة من مراحل التقويم والتصحيح.
قلت أكثر من مرة إن المنتخب بحاجة لأن يكون محسوبا على جهة تديره وترعاه باعتباره (مشروعها) تقبل كل ما يقال حوله، لكنها لا تغير في استراتيجياتها وأهدافها، يهمها أن الجميع مهتم بالمنتخب، لكنها تتعامل معه على أنه فريقها وهي في النهاية مسؤولة عنه وتقبل بعد ذلك المحاسبة.
محاولات التأهل للمونديال التي فشلت في 78 و82 و86 و90 انتهت بمرات تأهل متتالية مثلها، هذا يعني أن فشل 2010 و2014 ليس بالكارثة كما نصوره لكن بشرط أن نستلهم الدروس كيف استطعنا تجاوز فشل البدايات لنعود في 2018 و2022 أظن أمامنا فرصة للأولى ووقت الثانية!