«إدمان خفي»... لماذا يصعب علينا التوقف عن تناول الأطعمة فائقة المعالجة؟

الأطعمة فائقة المعالجة قد تكون مُسببة للإدمان الشديد (رويترز)
الأطعمة فائقة المعالجة قد تكون مُسببة للإدمان الشديد (رويترز)
TT

«إدمان خفي»... لماذا يصعب علينا التوقف عن تناول الأطعمة فائقة المعالجة؟

الأطعمة فائقة المعالجة قد تكون مُسببة للإدمان الشديد (رويترز)
الأطعمة فائقة المعالجة قد تكون مُسببة للإدمان الشديد (رويترز)

عند تناول قطعة بسكويت واحدة أو قطعتين، غالباً ما نجد أن لدينا رغبة شديدة في التهام العبوة كاملةً، ونشعر بأننا غير قادرين على التوقف عن الأكل.

فلماذا يصعب علينا التوقف عن تناول الأطعمة فائقة المعالجة؟

بحسب صحيفة «التلغراف» البريطانية، فإن الأطعمة فائقة المعالجة قد تكون مُسببة للإدمان الشديد، وقد بدأ العلماء في اكتشاف السبب وراء ذلك.

وأثناء فحص صور الرنين المغناطيسي لآلاف البريطانيين الذين تناولوا كميات متفاوتة من الأطعمة فائقة المعالجة، وجد باحثون كنديون صلة بين تناول كميات أكبر من هذه الأطعمة وتغيرات في بنية مناطق الدماغ الرئيسية.

ولاحظ الفريق تحديداً تغيرات في منطقة ما تحت المهاد، وهي منطقة مسؤولة عن تنظيم الشهية، وكذلك في النواة المتكئة، وهي مركز المتعة في الدماغ.

ووفقاً لفيليب موريس، الباحث في معهد مونتريال لعلم الأعصاب، الذي قاد الدراسة، يُمكن لهذه الملاحظة أن تُفسر سبب كون الأشخاص الذين يستهلكون كميات كبيرة من الأطعمة فائقة المعالجة أكثر عُرضة لزيادة الوزن، وفقدان السيطرة على عاداتهم الغذائية، والتعرض لخطر السمنة.

ويقول موريس: «معظم التغييرات التي لاحظناها كانت مُحددة للغاية لمناطق الدماغ المُرتبطة بالتغذية والمكافأة».

وتوصلت دراسات أخرى حول الأطعمة فائقة المعالجة إلى نتائج مماثلة، حيث وجدت تجربة بارزة أخرى أن مجرد تناول وجبة خفيفة صغيرة غنية بالدهون يومياً يمكن أن يُحدث تغييرات دماغية طويلة المدى.

وتقول آشلي غيرهاردت، أستاذة علم النفس بجامعة ميشيغان، إن السبب وراء قدرة هذه الأطعمة على إعادة برمجة دوائرنا العصبية هو أن تركيبتها من المكونات تُنشِّط مراكز المتعة وشبكات المكافأة في أدمغتنا، مما يجعلها تعتمد على مستويات شديدة من التحفيز بشكل غير طبيعي.

ولهذا السبب، تُشبِّه غيرهاردت الطبيعة الإدمانية لهذه الأطعمة بتدخين السجائر، حيث إن النيكوتين الذي تستنشقه عند تدخين سيجارة يُسيطر على نظام بيولوجي طبيعي يستخدمه الجسم عادةً لتنظيم الذاكرة والانتباه والمزاج من خلال محاكاة سلوك مادة كيميائية طبيعية في الدماغ تُسمى الأستيل كولين.

وتقول غيرهاردت: «صُمِّمت الأطعمة فائقة المعالجة للسيطرة على أنظمة المكافأة في الدماغ بالطريقة نفسها تقريباً».

مكونات الأطعمة فائقة المعالجة التي تُؤثر على الدماغ

الملح

وفقاً لغيرهاردت، يُمكن للملح أن يُفاقم الرغبة الشديدة في تناول الطعام من خلال تعزيز الإشارات البيولوجية والحسية التي تُشجع الناس على طلب المزيد.

وتقول: «لا يقتصر دور الملح على تحسين مذاق الطعام فحسب، بل يُعزز أيضاً جاذبية المكونات الأخرى المُسببة للإدمان في الأطعمة فائقة المعالجة مثل الدهون المُكررة والكربوهيدرات».

وفي الدراسة الكندية التي أجراها فيليب موريس وفريقه، لاحظ الباحثون أن التغيرات الدماغية التي لوحظت لدى الأشخاص الذين تناولوا كميات كبيرة من الأطعمة فائقة المعالجة كانت ناتجة جزئياً على الأقل عن التهاب جهازي، الذي يُمكن أن يتفاقم بسبب الإفراط في تناول الملح.

وتقول غيرهاردت: «يمكن أن يُنشّط هذا مسارات التوتر والالتهابات في الجسم، التي لها آثارٌ لاحقة على الدماغ. وقد يُضعف هذا قدرة الدماغ على تنظيم الرغبة الشديدة في تناول الطعام والشعور بالشبع مع مرور الوقت».

الفركتوز

سواءً كانت عصائر فاكهة «مُركزة»، أو مشروبات غازية، أو توابل، أو مخبوزات، أو حلويات، فإن كثيراً من الأطعمة فائقة المعالجة تُنكّه بالفركتوز.

ووفقاً لغيرهاردت، تكمن مشكلة استهلاك كثير من الفركتوز في أنه يُسبب ارتفاعاً سريعاً في سكر الدم، مما يُحفز بدوره مادة الدوبامين الكيميائية في الدماغ، وهي مادة أساسية في أنظمة المكافأة في الدماغ.

وتضيف: «يمكن أن يُحفز هذا بشكل مفرط مسارات الدماغ التي تطورت لمساعدتنا في البحث عن أطعمة غنية بالطاقة».

الكربوهيدرات المكررة

في الفواكه والخضراوات، تختلط الكربوهيدرات بالألياف والماء ومختلف المغذيات الدقيقة، مما يُبطئ عملية الهضم، ويُعزز الشعور بالشبع.

مع ذلك، في معظم الأطعمة المُصنّعة، مثل الوجبات الخفيفة، والوجبات الجاهزة، والخبز المُغلّف، والشوربات سريعة التحضير، والحلويات المُجمّدة، تكون الكربوهيدرات مكررة.

وقبل عقد من الزمان، وجدت دراسة أجرتها غيرهاردت أن الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات المكررة تُصنّف على أنها ذات خصائص إدمانية أعلى. وتُعزي ذلك إلى سرعة امتصاصها في الفم والأمعاء، مما يُغرق أجسامنا بالغلوكوز ويُحفّز نبضة قوية من الدوبامين، تليها حالة من الانهيار.

مستويات عالية من الدهون والسكر

نادراً ما توجد المستويات العالية من السكر والدهون معاً في الأطعمة الطبيعية. أما في الأطعمة فائقة المعالجة، فيتم خلط المكونين معاً.

وتقول غيرهاردت إن هذا المزيج له تأثير كبير على الدوبامين، مما يؤدي إلى ارتفاعه ثلاثة أضعاف عن مستوياته الأساسية. وهذا أيضاً يجعلنا أكثر عرضة للإدمان على هذه الأطعمة.

الأصباغ والنكهات الصناعية

لا تأتي الإشارات الإدمانية التي تُرسلها الأطعمة فائقة المعالجة إلى أدمغتنا من التذوق فحسب، بل تأتي أيضاً من عوامل مثل الأصباغ، التي تُؤثر على حواسنا البصرية.

وتقول غيرهاردت: «تلعب هذه الإضافات دوراً نفسياً وحسياً قوياً. صُممت الألوان والنكهات الاصطناعية لتكثيف التأثير الحسي للطعام وتضخيم الرغبة الشديدة في تناول الطعام وتعزيز الانغماس فيه».


مقالات ذات صلة

هل السردين مفيد لصحة العظام؟

صحتك السردين مصدراً ممتازاً للكالسيوم وهو عنصر أساسي لصحة العظام (بيسكباي)

هل السردين مفيد لصحة العظام؟

يُعدّ السردين جزءاً من النظام الغذائي البشري منذ قرون. فهو ليس فقط عنصراً أساسياً في مطابخ العالم المختلفة، بل هو أيضاً خيار مستدام من المأكولات البحرية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك الكافيين منبه يؤثر على الهرمونات المسؤولة عن النوم (متداولة)

متى عليك التوقف عن تناول الطعام قبل النوم؟

ينصح الخبراء عادةً بالامتناع عن تناول الطعام خلال ثلاث ساعات قبل النوم للحصول على نوم هانئ وتجنب مشاكل الجهاز الهضمي مثل الارتجاع الحمضي

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك شخص يُجري فحصاً لقياس نسبة السكر في الدم (جامعة كولومبيا البريطانية)

14 طريقة لخفض سكر الدم دون أدوية

يُعد خفض سكر الدم والحفاظ عليه ضمن المستويات الطبيعية أمراً بالغ الأهمية للصحة العامة إذ يسهم في تحسين الطاقة والمزاج والقدرة على التركيز 

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك الوجبات الغنية بالدهون غير الصحية تضر بخلايا الكبد (جامعة هارفارد)

كيف تؤثر الدهون على نمو خلايا الكبد السرطانية؟

أظهرت دراسة حديثة أجراها معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) في الولايات المتحدة أن النظام الغذائي الغني بالدهون يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بسرطان الكبد.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك الخضراوات الورقية والكيوي من الأغذية التي تساعد على تعزيز النوم العميق (جامعة جورج فوكس)

10 أطعمة تمنحك نوماً عميقاً بلا أرق

يمكن لنوعية الطعام الذي نتناوله قبل النوم أن يلعب دوراً حاسماً في تحسين جودة النوم ومدته، في وقت يعاني فيه ملايين الأشخاص حول العالم من قلة النوم واضطراباته.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

هل السردين مفيد لصحة العظام؟

السردين مصدراً ممتازاً للكالسيوم وهو عنصر أساسي لصحة العظام (بيسكباي)
السردين مصدراً ممتازاً للكالسيوم وهو عنصر أساسي لصحة العظام (بيسكباي)
TT

هل السردين مفيد لصحة العظام؟

السردين مصدراً ممتازاً للكالسيوم وهو عنصر أساسي لصحة العظام (بيسكباي)
السردين مصدراً ممتازاً للكالسيوم وهو عنصر أساسي لصحة العظام (بيسكباي)

يُعدّ السردين جزءاً من النظام الغذائي البشري منذ قرون. فهو ليس فقط عنصراً أساسياً في مطابخ العالم المختلفة، بل هو أيضاً خيار مستدام من المأكولات البحرية. يتوفر السردين غالباً معلباً، وهو غني بالعناصر الغذائية المفيدة للصحة والتي يجب على الكثيرين منا إدراجها ضمن أولوياتهم الغذائية. ولكن ما الذي يجعله مفيداً بشكل خاص لصحة العظام؟

وفقاً لموقع «سيمبوتيكا»، توفر حصة قياسية من السردين المعلب (نحو 100 غرام) مجموعة غنية من العناصر الغذائية:

الكالسيوم

يُعد السردين مصدراً ممتازاً للكالسيوم، وهو عنصر أساسي لصحة العظام. تحتوي الحصة الواحدة على نحو 350 ملغ من الكالسيوم، أي ما يعادل ثلث الكمية اليومية الموصى بها للبالغين.

فيتامين د

هذا الفيتامين ضروري لامتصاص الكالسيوم. يحتوي السردين على كمية كبيرة من فيتامين «د»، الذي يُساعد الجسم على الاستفادة من الكالسيوم بكفاءة.

الفوسفور

معدن آخر مهم لصحة العظام، يعمل الفوسفور بالتنسيق مع الكالسيوم لبناء عظام قوية والحفاظ عليها.

ما فوائد تناول فيتامين «د» بشكل يومي؟

أحماض أوميغا 3 الدهنية

السردين غني بأحماض أوميغا 3 الدهنية، التي تتميز بخصائص مضادة للالتهابات وتُعزز صحة العظام بشكل عام.

هذه العناصر الغذائية تجعل السردين غذاءً غنياً بالعناصر الغذائية، خاصةً لمن يهتمون بصحة عظامهم.

تعرف على دور الكالسيوم في تحسين صحة العظام

كيف يدعم السردين صحة العظام؟

1. التآزر بين الكالسيوم وفيتامين «د»

يُعتبر الكالسيوم المعدن الأساسي لصحة العظام، لكن فاعليته تعتمد على وجود فيتامين «د». يُسهّل فيتامين «د» امتصاص الكالسيوم في الأمعاء، مما يضمن استفادة الجسم من هذا المعدن الحيوي. كما يُوفّر السردين، الغني بالكالسيوم وفيتامين «د»، تأثيراً تآزرياً يُحسّن كثافة العظام.

2. تقوية العظام بالفوسفور

يلعب الفوسفور دوراً مهماً في صحة العظام أيضاً. فهو يُساعد في تكوين المركب المعدني الذي يُقوّي العظام. ويُساهم الفوسفور، جنباً إلى جنب مع الكالسيوم، في السلامة الهيكلية لأنسجة العظام، مما يجعل السردين خياراً غذائياً ممتازاً للحفاظ على كثافة العظام.

متى يكون الموز مناسباً صحياً للأكل؟

3. فوائد أوميغا 3 المضادة للالتهابات

يُعدّ الالتهاب المزمن عامل خطر معروفاً لفقدان العظام. تتمتع أحماض أوميغا 3 الدهنية الموجودة في السردين بخصائص مضادة للالتهابات تُساعد في تخفيف هذا الخطر. من خلال تقليل الالتهاب، قد تساهم أحماض أوميغا 3 في بيئة عظام أكثر صحة، مما قد يبطئ عملية تدهور العظام المرتبطة غالباً بالشيخوخة.


أطعمة تحسّن الهضم أفضل من الزنجبيل

الزبادي يعيد توازن البكتيريا النافعة في الجهاز الهضمي (جامعة هارفارد)
الزبادي يعيد توازن البكتيريا النافعة في الجهاز الهضمي (جامعة هارفارد)
TT

أطعمة تحسّن الهضم أفضل من الزنجبيل

الزبادي يعيد توازن البكتيريا النافعة في الجهاز الهضمي (جامعة هارفارد)
الزبادي يعيد توازن البكتيريا النافعة في الجهاز الهضمي (جامعة هارفارد)

لطالما عُرف الزنجبيل بوصفه خياراً طبيعياً شائعاً للتخفيف من مشكلات الهضم مثل الغثيان واضطراب المعدة. ورغم فوائده المؤكدة، تشير أبحاث حديثة إلى أن هناك أطعمة أخرى قد تكون أكثر فاعلية في دعم صحة الجهاز الهضمي وتحسين وظائف الأمعاء.

ورغم الشعبية الكبيرة للزنجبيل، تؤكد الأدلة أن تنويع النظام الغذائي بأطعمة غنية بالألياف والإنزيمات والبروبيوتيك قد يكون أكثر فاعلية في دعم الهضم وصحة الأمعاء على المدى الطويل.

فيما يلي قائمة بـ10 أطعمة تُظهر أدلة علمية على دورها المميز في تعزيز الهضم، وفق موقع «فيري ويل هيلث» الطبي:

الكفير

يُعد الكفير مشروباً مخمّراً غنياً بسلالات متنوعة من البروبيوتيك (البكتيريا النافعة) التي تساعد على تحسين الهضم وتقليل الغازات ودعم توازن ميكروبيوم الأمعاء. ويمكن تحضيره من الحليب الحيواني أو من بدائل نباتية مثل جوز الهند أو الشوفان أو اللوز.

ويُسهم الكفير في تفكيك الطعام بكفاءة أكبر وإنتاج أحماض دهنية قصيرة السلسلة تحمي بطانة الأمعاء. ويمكن تناوله مشروباً صباحياً أو بإضافته إلى العصائر.

الزبادي

الزبادي من الأطعمة المخمّرة التي تساعد على إعادة توازن البكتيريا النافعة في الجهاز الهضمي، مما قد يخفف الإمساك أو الإسهال. ويمكن تناوله بمفرده، مع الفاكهة، أو وجبة متكاملة مع الحبوب والبذور.

مخلل الملفوف

مخلل الملفوف غني بالبروبيوتيك والألياف، وقد ثبتت فاعليته في دعم صحة الأمعاء عبر إنتاج أحماض دهنية مفيدة. وتشمل الخيارات الأخرى الكيمتشي، والجزر، والفاصوليا الخضراء المخمّرة. ويمكن إضافته إلى الساندويتشات، والسلطات، أو الأطباق الساخنة.

النعناع

يُستخدم النعناع تقليدياً لتخفيف الانتفاخ والغازات وتشنجات المعدة، بفضل مركبات المنتول التي تُرخي عضلات الجهاز الهضمي. ويُعدُّ شاي النعناع هو الخيار الأسهل والأكثر شيوعاً.

بذور الشيا

رغم صغر حجمها، تحتوي بذور الشيا على كميات كبيرة من الألياف القابلة للذوبان، التي تمتص الماء وتساعد على تنظيم حركة الأمعاء والتخلص من الفضلات. وتمتص هذه البذور ما يصل إلى 10 - 12 ضعف وزنها من السوائل. ويمكن رشّها على السلطات، أو إضافتها إلى العصائر.

الكيوي

تتميز الكيوي باحتوائها على إنزيم «أكتينيدين» الذي يُساعد على هضم البروتين. وأظهرت دراسات أن تناول ثمرتين يومياً قد يخفف الإمساك ويحسّن انتظام الإخراج.

البابايا

تحتوي البابايا على إنزيم «باباين» المعروف بدوره في تفكيك البروتينات ودعم الهضم، وقد يخفف بعض حالات عسر الهضم وحرقة المعدة الخفيفة.

الشمر

يحتوي الشمر، على مركبات تساعد على إرخاء الجهاز الهضمي وتقليل الانتفاخ، كما يتميز بتأثير مُدرّ خفيف للبول. ويمكن تناوله بإضافة بذوره إلى الأطعمة المطهية أو شرب شاي الشمر.

الأناناس

يحتوي الأناناس على إنزيم «بروميلين» الذي يُسهم في هضم البروتينات وقد يساعد على تقليل الالتهابات المعوية.

الشوفان

يُعد الشوفان من الحبوب اللطيفة على المعدة والخالية من الغلوتين، ويحتوي على ألياف «بيتا-غلوكان» المعروفة بدعمها للهضم وتقليل الالتهاب وخفض الكوليسترول. ويمكن تناوله وجبة إفطار دافئة، أو شوفان منقوع طوال الليل، أو إضافته إلى العصائر.


كيف يبدو مستقبل «كوفيد-19» في 2026؟

سجَّلت بريطانيا أحد أعلى معدلات الوفيات المرتبطة بجائحة «كورونا» في أوروبا إذ حصد «كوفيد-19» أرواح نحو 226 ألف شخص (رويترز)
سجَّلت بريطانيا أحد أعلى معدلات الوفيات المرتبطة بجائحة «كورونا» في أوروبا إذ حصد «كوفيد-19» أرواح نحو 226 ألف شخص (رويترز)
TT

كيف يبدو مستقبل «كوفيد-19» في 2026؟

سجَّلت بريطانيا أحد أعلى معدلات الوفيات المرتبطة بجائحة «كورونا» في أوروبا إذ حصد «كوفيد-19» أرواح نحو 226 ألف شخص (رويترز)
سجَّلت بريطانيا أحد أعلى معدلات الوفيات المرتبطة بجائحة «كورونا» في أوروبا إذ حصد «كوفيد-19» أرواح نحو 226 ألف شخص (رويترز)

بعد نحو 6 أعوام على إعلان منظمة الصحة العالمية فيروس «كوفيد-19» جائحة عالمية في عام 2020، لم يعد المرض يُصنَّف كحالة طوارئ صحية عامة، غير أن ذلك لا يعني اختفاء خطره. فالخبراء يؤكدون أن الفيروس لا يزال قادراً على التسبب في مضاعفات صحية خطيرة، ولا سيما لدى الفئات الأكثر عرضة للخطر. وفقاً لمجلة «نيوزويك».

ومع تسجيل ارتفاع موسمي في أعداد الإصابات خلال أشهر الشتاء، وهو نمط بات مألوفاً، تساءلت المجلة الأميركية عن مآلات الفيروس في عام 2026: كيف سيتحوَّر؟ وما طبيعة الأعراض المتوقعة؟ وهل ما زال هناك ما يدعو للقلق؟

مرض مستمر وتأثيرات بعيدة المدى

ورغم أن شريحة واسعة من المصابين تعاني أعراضاً خفيفة، فإن فئات أخرى قد تواجه مضاعفات حادة تصل إلى دخول المستشفى أو الوفاة. كما يظل «كوفيد طويل الأمد» أحد أبرز التحديات الصحية، بعد أن أصبح من أكثر الحالات المزمنة شيوعاً بين الأطفال في الولايات المتحدة.

ووفق تقديرات سابقة لـ«مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها» (CDC)، تراوح عدد الإصابات بين أكتوبر (تشرين الأول) 2024 وسبتمبر (أيلول) 2025 ما بين 14.1 و20.7 مليون حالة، في حين بلغ عدد حالات الدخول إلى المستشفيات بين 390 ألفاً و550 ألفاً، إضافة إلى ما بين 45 ألفاً و64 ألف وفاة. وحتى يونيو (حزيران) 2024، تجاوز عدد الوفيات الإجمالي في الولايات المتحدة 1.2 مليون شخص.

«أوميكرون» يواصل الهيمنة

ويجمع خبراء الأمراض المعدية على أن متحوِّرات «أوميكرون» ستظل المسيطرة حتى عام 2026. ويقول الدكتور ويليام شافنر، أستاذ الطب الوقائي والباطني في المركز الطبي بجامعة فاندربيلت، إن جميع المتحوِّرات المتداولة حالياً تنتمي إلى عائلة: «أوميكرون» التي تواصل التحوُّر منذ سنوات.

أما أحدث هذه المتحوِّرات، فيُعرف باسم «XFG» أو «ستراتوس»، وفق ما أوضحه الدكتور توماس روسو، رئيس قسم الأمراض المعدية في جامعة بافالو. ويشير روسو إلى أن هذا المتحوِّر يتمتع بقدرة أكبر على التهرُّب من المناعة، سواء الناتجة عن إصابات سابقة أو عن اللقاحات، ما ساعده على الانتشار السريع.

ورغم أن «XFG» يقود موجة الإصابات الحالية، فإن الخبراء لا يستبعدون ظهور متحوِّر جديد في أي وقت، وإن كان توقيت ذلك غير محسوم.

أعراض مألوفة... ومخاطر قائمة

وتتراوح أعراض «كوفيد-19» بين الحمى والسعال وضيق التنفس، وصولاً إلى فقدان حاستَي الشم والتذوق والإرهاق وآلام الجسم، وفق بيانات مراكز السيطرة على الأمراض. ويتوقع الخبراء أن تبقى هذه الأعراض في عام 2026 على النمط ذاته، مع تفاوت حدتها تبعاً للحالة الصحية والعمر.

ويؤكد روسو أن الأطفال دون الرابعة، والحوامل، وكبار السن فوق 65 عاماً، ومرضى الأمراض المزمنة وضعيفي المناعة، يظلون الأكثر عرضة لمضاعفات خطيرة.

هل نشهد موجات جديدة؟

يتوقع شافنر استمرار تسجيل حالات خفيفة في الغالب، ولا سيما خلال الشتاء، مع بقاء حالات شديدة تستدعي التنويم. ويرى أن الزيادة الراهنة في أعداد المرضى داخل المستشفيات تمثل مؤشراً على بدء الموجة الشتوية المعتادة.

ورغم أن الفيروس يواصل تحوُّره التدريجي داخل عائلة «أوميكرون»، فإن الخبراء يطمئنون إلى عدم ظهور متحوِّر جذري ومقلق على المستوى العالمي خلال السنوات الأخيرة. غير أن روسو يحذر من أن احتمال ظهور متحوِّر أكثر عدوى أو أكثر قدرة على التهرُّب المناعي لا يزال قائماً.

اللقاحات... خط الدفاع الأهم

وتشير البيانات إلى أن اللقاحات لا تزال تلعب دوراً محورياً في الحد من المرض الشديد. ويؤكد شافنر أن معظم حالات الدخول الحالية إلى المستشفيات تعود لأشخاص لم يحصلوا على التطعيمات المحدثة.

ورغم أن اللقاح لا يمنع الإصابة بشكل كامل، فإنه يظل فعالاً في تقليل خطر المضاعفات الخطيرة والوفاة، وهو ما يدفع الخبراء إلى الدعوة لتوسيع نطاق التطعيم؛ خصوصاً بين الفئات عالية الخطورة.

تحذير من التهاون

ويجمع الخبراء على أن التراخي في التعامل مع «كوفيد-19» لا يزال غير مبرر. فإلى جانب خطر الوفاة، يظل «كوفيد طويل الأمد» تهديداً قائماً قد يصيب حتى الشباب الأصحاء.

ويخلص روسو إلى أن التطعيم السنوي، وربما نصف السنوي لبعض الفئات، يمثل الوسيلة الأكثر فاعلية لتقليل المخاطر، ولا سيما في ظل مؤشرات على احتمال عودة ارتفاع الإصابات. ويؤكد أن «الوقت الحالي هو الأنسب لحماية النفس والمحيطين بنا».