بين الاضطرابات العقلية والموت المبكّر... كيف تؤثر الأطعمة فائقة المعالجة عليك؟

هناك أدلة مقنعة على أن تناول كميات كبيرة من الأطعمة فائقة المعالجة يزيد من خطر القلق بنسبة تصل إلى 53 % (رويترز)
هناك أدلة مقنعة على أن تناول كميات كبيرة من الأطعمة فائقة المعالجة يزيد من خطر القلق بنسبة تصل إلى 53 % (رويترز)
TT

بين الاضطرابات العقلية والموت المبكّر... كيف تؤثر الأطعمة فائقة المعالجة عليك؟

هناك أدلة مقنعة على أن تناول كميات كبيرة من الأطعمة فائقة المعالجة يزيد من خطر القلق بنسبة تصل إلى 53 % (رويترز)
هناك أدلة مقنعة على أن تناول كميات كبيرة من الأطعمة فائقة المعالجة يزيد من خطر القلق بنسبة تصل إلى 53 % (رويترز)

يزيد تناول الأطعمة فائقة المعالجة من خطر الإصابة بالعشرات من الحالات الصحية، التي قد تكون قاتلة في بعض الأحيان، وفقاً لمراجعة جديدة لـ45 تحليلاً تلوياً على ما يقرب من 10 ملايين شخص، بحسب شبكة «سي إن إن».

وقال كبير الباحثين وولفغانغ ماركس من مركز الغذاء والمزاج بجامعة ديكين في أستراليا: «لقد وجدنا أدلة ثابتة تربط بين تناول كميات أكبر من الأطعمة فائقة المعالجة وأكثر من 70 في المائة من 45 نتيجة صحية مختلفة قمنا بتقييمها».

وأوضح هاينز فريسلينغ، العالم في فرع التغذية والتمثيل الغذائي بالوكالة الدولية لأبحاث السرطان التابعة لمنظمة الصحة العالمية، في رسالة بالبريد الإلكتروني، إنه تم النظر في تناول كمية أكبر بنحو حصة واحدة أو نحو 10 في المائة أكثر من الأطعمة فائقة المعالجة يومياً.

وقال فريسلينغ: «يمكن اعتبار هذه النسبة بمثابة خط الأساس، وبالنسبة للأشخاص الذين يستهلكون أكثر من خط الأساس هذا، فقد يزيد الخطر لديهم».

وأكد المؤلفون أن جميع الدراسات الواردة في المراجعة نُشرت في السنوات الثلاث الماضية، ولم يتم تمويل أي منها من قبل الشركات المشاركة في إنتاج الأطعمة فائقة المعالجة.

وقالت المؤلفة الرئيسية الدكتورة ميليسا لين، من جامعة ديكين: «تظهر الأدلة القوية أن تناول كميات أكبر من الأطعمة فائقة المعالجة كان مرتبطاً بنسبة 50 في المائة تقريباً بارتفاع خطر الوفاة المتعلقة بأمراض القلب والأوعية الدموية والاضطرابات العقلية الشائعة».

تشمل أمراض القلب والأوعية الدموية النوبات القلبية والسكتة الدماغية وانسداد الشرايين وأمراض الشرايين الطرفية.

كانت هناك أدلة مقنعة على أن تناول كميات كبيرة من الأطعمة فائقة المعالجة يمكن أن يزيد من خطر القلق بنسبة تصل إلى 53 في المائة، وخطر الوفاة المبكرة لأي سبب بنسبة 20 في المائة، وفقاً للدراسة التي نشرت يوم الأربعاء.

وقالت فانغ فانغ تشانغ، عالمة أوبئة السرطان، والأستاذة المشاركة ورئيسة قسم علم الأوبئة الغذائية وعلوم البيانات في جامعة تافتس في بوسطن: «ليس من المستغرب أن هناك الكثير من الدراسات التي تشير إلى وجود علاقة إيجابية بين استهلاك الأغذية فائقة المعالجة وخطر نتائج الأمراض المختلفة».

وتابعت تشانغ: «الأطعمة فائقة المعالجة غنية بالسعرات الحرارية والسكر المضاف والصوديوم وقليلة الألياف... من المعروف بالفعل أن كل هذه العوامل تساهم في النتائج الضارة للقلب، وزيادة الوزن، والسمنة، والسكري من النوع الثاني، وارتفاع ضغط الدم».

تناول المزيد من الأطعمة فائقة المعالجة يزيد من خطر السمنة بنسبة 55 % (رويترز)

تأثير مختلط على بعض الحالات الصحية

وجد الباحثون أدلة موحية للغاية على أن تناول المزيد من الأطعمة فائقة المعالجة يزيد من خطر السمنة بنسبة 55 في المائة، واضطرابات النوم بنسبة 41 في المائة، والإصابة بمرض السكري من النوع الثاني بنسبة 40 في المائة، وخطر الاكتئاب بنسبة 20 في المائة.

مع ذلك، كانت الأدلة محدودة على وجود علاقة بين تناول الأطعمة فائقة المعالجة والربو، وصحة الجهاز الهضمي وعوامل الخطر المتعلقة بأمراض القلب والأوعية الدموية مثل ارتفاع نسبة الدهون في الدم وانخفاض مستويات البروتين الدهني عالي الكثافة «الجيد» أو الكولسترول الجيد، وفقاً للتحليل.

بالإضافة إلى ذلك، لم تجد الدراسة أدلة تشير إلى وجود علاقة بين الأطعمة فائقة المعالجة والسرطان. وهذا أمر مثير للدهشة، وفقاً لتشانغ، التي بحثت في دور الأطعمة فائقة المعالجة والسرطان بالفعل. وقالت: «السمنة هي عامل خطر لـ13 نوعاً من السرطان... الأطعمة فائقة المعالجة تزيد من الوزن، والسمنة بدورها تزيد من الإصابة بالسرطان».

في دراسة شاركت في تأليفها في أغسطس (آب) 2022، وجدت تشانغ أن الرجال الذين تناولوا الأطعمة فائقة المعالجة من أي نوع كانوا أكثر عرضة للإصابة بسرطان القولون والمستقيم بنسبة 29 في المائة.


مقالات ذات صلة

قميص طبي يقلل فترات الإقامة بالمستشفى بعد الجراحة

يوميات الشرق يتيح التطبيب عن بُعد التواصل مع المريض مما يسمح باستمرار الرعاية والتدخلات والمراقبة (جامعة جنوب كاليفورنيا)

قميص طبي يقلل فترات الإقامة بالمستشفى بعد الجراحة

يمكن لقميص طبي يراقب العلامات الحيوية للمريض بعد الجراحة أن يُساعد المرضى على العودة بشكل أسرع من المستشفى للتعافي في المنزل.

صحتك إقبال شديد على السفر بالقطارات التي يمكن النوم فيها (ترينيتاليا)

تقنية «التخيل العشوائي»... طريقة بسيطة تساعدك على النوم

اكتشف الدكتور جو ويتنغتون تقنية بسيطة وغير تقليدية تُعرف باسم «التخيل العشوائي»، التي غيّرت تجربته مع النوم كلياً.

صحتك النشاط الاجتماعي يؤخر إصابة كبار السن بالخرف لمدة 5 سنوات (أرشيفية - رويترز)

كيف يحسن الضوء الأزرق الصباحي نوم كبار السن ونشاطهم اليومي؟

تزداد صعوبة الحصول على نوم هانئ ليلاً والشعور بالراحة التامة في اليوم التالي مع التقدم ​​في السن.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك استخدام الإسفنجة نفسها في جميع أنحاء المطبخ يمكن أن يتسبب في نشر الجراثيم بين الأسطح (معهد التنظيف الأميركي)

«جنة البكتيريا»... هل إسفنجة المطبخ مضرة بالصحة؟

تعد إسفنجة المطبخ من الأدوات المهمة حيث نستخدمها لتنظيف الأطباق التي نتناولها، لكنها بيئة رطبة مليئة بالفتات وتعتبر مثالية لنمو البكتيريا

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك ما المتاعب الشائعة لانقطاع الطمث؟ (أ.ف.ب)

منها تساقط الشعر والبدانة وضبابية الدماغ... حلول أكثر متاعب انقطاع الطمث شيوعاً

انقطاع الطمث هو مرحلة طبيعية يمر بها جسم المرأة، لكن غالباً ما يكون مصحوباً بتغيرات عدة غير مريحة للمرأة، بل وقد يجعلها تشعر بأنها محطمة ومتعبة.

«الشرق الأوسط» (لندن)

تقنية «التخيل العشوائي»... طريقة بسيطة تساعدك على النوم

كبار السن الذين يأخذون قيلولة مفرطة في النهار دون سبب واضح قد يعانون مشاكل صحية كامنة كانقطاع النفس النومي أو علامات مبكرة على التدهور المعرفي (متداولة)
كبار السن الذين يأخذون قيلولة مفرطة في النهار دون سبب واضح قد يعانون مشاكل صحية كامنة كانقطاع النفس النومي أو علامات مبكرة على التدهور المعرفي (متداولة)
TT

تقنية «التخيل العشوائي»... طريقة بسيطة تساعدك على النوم

كبار السن الذين يأخذون قيلولة مفرطة في النهار دون سبب واضح قد يعانون مشاكل صحية كامنة كانقطاع النفس النومي أو علامات مبكرة على التدهور المعرفي (متداولة)
كبار السن الذين يأخذون قيلولة مفرطة في النهار دون سبب واضح قد يعانون مشاكل صحية كامنة كانقطاع النفس النومي أو علامات مبكرة على التدهور المعرفي (متداولة)

يعاني كثير من الأشخاص من صعوبة النوم بسبب الأفكار المتسارعة التي تملأ أذهانهم عند الاستلقاء على السرير.

الدكتور جو ويتنغتون، طبيب الطوارئ الذي أمضى أكثر من 20 عاماً في التعامل مع الحالات الحرجة، كان واحداً منهم. بعد انتهاء مناوباته الشاقة، وجد نفسه غير قادر على إيقاف سيل الأفكار حول المرضى الذين عالجهم، مما جعله يكافح للحصول على قسط كافٍ من الراحة.

على مدار السنوات، جرب ويتنغتون العديد من الأساليب الشائعة لتحسين النوم، مثل التنفس العميق والتأمل وتناول المكملات المساعدة، لكن أياً منها لم يكن كافياً، إلى أن اكتشف تقنية بسيطة وغير تقليدية تُعرف باسم «التخيل العشوائي»، التي غيّرت تجربته مع النوم كلياً.

ما هو «التخيل العشوائي»؟

وفقاً لصحيفة «نيويورك تايمز»، التخيل العشوائي هو تمرين عقلي يعتمد على استحضار سلسلة من الكلمات غير المرتبطة ببعضها، ما يساعد الدماغ على الانفصال عن دوامة القلق والأفكار المتكررة التي تعوق النوم. الفكرة هي أن يكون التمرين ممتعاً بما يكفي لصرف الانتباه عن التفكير الزائد، ولكن دون أن يكون محفزاً عقلياً لدرجة تمنع الاسترخاء.

لتجربة التقنية، اختر كلمة عشوائية مثل «بحر» ثم حاول استدعاء أكبر عدد ممكن من الكلمات التي تبدأ بنفس الحرف الأول، مثل: «بيت، بلح، برج، بسمة». بعد ذلك، انتقل إلى الحرف التالي في الكلمة الأصلية، مثل «ح»، واستمر بنفس الطريقة: «حقل، حديقة، حوت، حذاء». الهدف هو السماح لعقلك بالانجراف إلى حالة من الشرود المشابهة للحالة الطبيعية التي تحدث عندما نكون على وشك النوم.

من أين جاءت الفكرة؟

تم تطوير «التخيل العشوائي» من قبل الدكتور لوك بودوان، عالم الإدراك وأستاذ مساعد في جامعة سيمون فريزر في كندا، الذي عانى شخصياً من الأرق وأراد إيجاد حل عملي بعيداً عن العقاقير المنومة.

وفي عام 2016، أجرى بودوان وزملاؤه دراسة علمية على 150 مشاركاً لمقارنة فاعلية التخيل العشوائي مع أساليب أخرى، مثل كتابة المخاوف في دفتر يومي. أظهرت النتائج أن جميع الطرق ساعدت على تحسين النوم، ولكن المشاركين الذين جربوا «التخيل العشوائي» وجدوه الأكثر سهولة في الاستخدام.

وبعد نشر الدراسة في مؤتمر علمي، بدأت التقنية تكتسب شعبية على الإنترنت، وسرعان ما انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي؛ حيث شاركها مختصون وأشخاص جربوها ووجدوا فيها فائدة حقيقية.

هل هي فعالة بالفعل؟

على الرغم من أن «التخيل العشوائي» ليس علاجاً مثبتاً علمياً للأرق مثل العلاج السلوكي المعرفي للأرق (CBT - I)، فإن الخبراء يرون أنه قد يكون أداة مفيدة لبعض الأشخاص.

يقول الدكتور خورخي مورا، نائب رئيس الشؤون السريرية في قسم طب النوم بجامعة بنسلفانيا: «نحن بحاجة إلى مزيد من الدراسات للتأكد من فاعليتها، ولكن لا ضرر من تجربتها، خاصة إذا كانت تساعد الشخص على الاسترخاء من دون آثار جانبية».

كيف يمكنك تطبيقها؟

إذا كنت تعاني من الأرق، فإليك بعض النصائح لتجربة التخيل العشوائي بفاعلية:

اختر كلمة عشوائية وابحث عن كلمات تبدأ بكل حرف منها.

حاول تخيل كل كلمة بصرياً في عقلك لبضع ثوانٍ.

لا تقلق بشأن عدد الكلمات التي تتذكرها، فالهدف هو تشتيت انتباه العقل وليس الفوز في لعبة كلمات.

إذا لم تنجح بعد 20 دقيقة، انهض من السرير وقم بنشاط هادئ مثل القراءة أو التلوين، ثم حاول مجدداً عندما تشعر بالنعاس.

خلاصة

قد لا يكون «التخيل العشوائي» حلاً سحرياً، لكنه قد يكون إحدى الأدوات البسيطة التي تساعد على تهدئة العقل والاستعداد للنوم. ومع ازدياد الاهتمام بهذه التقنية، ربما يكون من المفيد تجربتها بنفسك لمعرفة ما إذا كانت تناسبك.