من الكافيين إلى مساحيق البروتين... 5 أغذية تحرق الدهون بشكل طبيعي

الكافيين الموجود في القهوة يمكن أن يمنع ويقلّل من تراكم الدهون في الجسم (رويترز)
الكافيين الموجود في القهوة يمكن أن يمنع ويقلّل من تراكم الدهون في الجسم (رويترز)
TT

من الكافيين إلى مساحيق البروتين... 5 أغذية تحرق الدهون بشكل طبيعي

الكافيين الموجود في القهوة يمكن أن يمنع ويقلّل من تراكم الدهون في الجسم (رويترز)
الكافيين الموجود في القهوة يمكن أن يمنع ويقلّل من تراكم الدهون في الجسم (رويترز)

تُعرف حارقات الدهون بأنها مكملات غذائية تزيد من عملية الأيض، وتُقلل من امتصاص الدهون، أو تُساعد الجسم على حرق المزيد منها، بحسب موقع «هيلث لاين».

كثيراً ما يُروّج لها المُصنّعون كحلول سحرية لفقدان الوزن. ومع ذلك، ووفقاً لدراسة أُجريت عام 2011، فإن حارقات الدهون غالباً ما تكون غير فعّالة، بل قد تكون ضارة.

لا توجد حبوب سحرية لفقدان الوزن، وحتى «المكملات الغذائية الطبيعية» لا تضمن فقدان الدهون، حيث يختلف الأيض من شخص لآخر.

أكثر الطرق فاعلية لفقدان الوزن هي من خلال النوم المُنتظم، وتقليل التوتر، وممارسة الرياضة بانتظام، واتباع نظام غذائي صحي غني بالعناصر الغذائية.

مع ذلك، ثَبُتَ أن العديد من الأمور الطبيعية تُساعد على حرق المزيد من الدهون، أبرزها:

1- الكافيين

الكافيين مادة شائعة في القهوة والشاي الأخضر وحبوب الكاكاو. وهو أيضاً مكون شائع في مكملات حرق الدهون التجارية، ولسبب وجيه.

تشير مراجعة للدراسات أجريت عام 2021 إلى أن الكافيين الموجود في القهوة يمكن أن يمنع ويقلّل من تراكم الدهون في الجسم. كما أنه يعزز عملية الأيض ويساعد جسمك على حرق المزيد من الدهون.

وجدت دراسة أُجريت عام 2024 أن الكافيين يمكن أن يعزز معدلات الأيض الأساسية عن طريق زيادة مستويات الكاتيكولامينات الجهازية. الكاتيكولامينات هي جزيئات تعمل كنواقل عصبية وهرمونات؛ وتشمل الدوبامين والنورأدرينالين والأدرينالين.

للاستفادة من فوائد الكافيين، لستَ بحاجة إلى تناول مكمل غذائي. يمكنك تجربة شرب قهوة قوية، فهي مصدر ممتاز للكافيين ولها فوائد صحية عديدة.

مع ذلك، هذه الفوائد الصحية مؤقتة فقط. بالإضافة إلى ذلك، من المهم ملاحظة أن الكافيين قد يؤثر سلباً على جودة النوم، ما يؤثر سلباً على التحكم في الوزن.

كما أن الإفراط في تناول الكافيين قد يجعل جسمك أكثر قدرة على تحمل آثاره.

2- مستخلص الشاي الأخضر

مستخلص الشاي الأخضر هو ببساطة شكل مُركّز من الشاي الأخضر، يُوفّر جميع فوائد الشاي الأخضر على شكل مسحوق أو كبسولات سهلة الاستخدام.

كما أن مستخلص الشاي الأخضر غني أيضاً بالكافيين ومادة البوليفينول إبيغالوكاتشين غالات (EGCG)، وكلاهما مُركّب يُساعد على حرق الدهون.

بالإضافة إلى ذلك، يُكمّل هذان المُركّبان بعضهما، ويُساعدان على حرق الدهون من خلال عملية تُسمى التوليد الحراري. ببساطة، التوليد الحراري هو عملية يحرق فيها الجسم السعرات الحرارية لإنتاج الحرارة.

أظهرت الدراسات أنه على الرغم من عدم الإبلاغ عن أي آثار ضارة للشاي الأخضر نفسه، فإن الإفراط في تناوله قد يُسبب ضرراً للكبد، خاصةً إذا تم تناوله على معدة فارغة.

الإفراط في تناول الشاي الأخضر قد يُسبب ضرراً للكبد (بيكسيلز)

3- مسحوق البروتين

يُعد البروتين مهماً للغاية لحرق الدهون.

يمكن أن يُساعد تناول كميات كبيرة من البروتين على حرق الدهون من خلال تعزيز عملية الأيض لديك وكبح شهيتك. كما أنه يُساعد جسمك على الحفاظ على كتلة العضلات.

أظهرت الأبحاث أيضاً أن اتباع نظام غذائي غني بالبروتين يُمكن أن يُؤدي إلى فقدان وزن أكبر وتحسين المؤشرات الحيوية الأيضية.

كما يُمكن للبروتين كبح شهيتك عن طريق زيادة مستويات هرمونات الشبع مثل GLP-1 وCCK وPYY مع خفض مستويات هرمون الجوع جريلين.

على الرغم من إمكانية الحصول على كل البروتين الذي تحتاجه من الأطعمة الغنية به، فإن الكثيرين لا يزالون يجدون صعوبة في تناول كمية كافية منه يومياً.

تُعد مكملات مسحوق البروتين طريقة سهلة لزيادة استهلاكك من البروتين.

تشمل الخيارات المتاحة مساحيق بروتين مصل اللبن، والصويا، والبيض. مع ذلك، من المهم اختيار مكمل بروتيني منخفض السكر والمواد المضافة، خاصةً إذا كنت تسعى لإنقاص وزنك.

يجب أن تحل مكملات البروتين محل الوجبات الخفيفة أو أن تكون جزءاً من وجبة طعام بدلاً من أن تكون إضافة إضافية إلى نظامك الغذائي.

تناول كميات كبيرة من البروتين يساعد على حرق الدهون من خلال تعزيز عملية الأيض (بيكسيلز)

4- الألياف القابلة للذوبان

هناك نوعان مختلفان من الألياف: قابلة للذوبان وغير قابلة للذوبان.

تمتص الألياف القابلة للذوبان الماء في الجهاز الهضمي، وتشكل مادة هلامية لزجة.

ومن المثير للاهتمام، أظهرت الدراسات أن الألياف القابلة للذوبان يمكن أن تساعدك على حرق الدهون عن طريق كبح الشهية.

ويرجع ذلك إلى أن الألياف القابلة للذوبان يمكن أن تساعد في زيادة مستويات هرمونات الشبع، مثل PYY وGLP-1. كما يمكنها أن تساعد في خفض مستويات هرمون الجوع جريلين.

بالإضافة إلى ذلك، تساعد الألياف القابلة للذوبان على إبطاء وصول العناصر الغذائية إلى الأمعاء. وعندما يحدث ذلك، يستغرق جسمك وقتاً أطول لهضم وامتصاص العناصر الغذائية، مما قد يجعلك تشعر بالشبع لفترة أطول.

5- اليوهيمبين

اليوهيمبين مادة موجودة في لحاء شجرة باوسينيستاليا يوهيمبي، وهي شجرة تنمو في وسط وغرب أفريقيا. كما يتميز بخصائص قد تساعدك على حرق الدهون.

يعمل اليوهيمبين عن طريق حجب مستقبلات تُسمى مستقبلات ألفا-2 الأدرينالية.

ترتبط هذه المستقبلات عادةً بالأدرينالين لقمع آثاره، ومن بينها تشجيع الجسم على حرق الدهون كمصدر للطاقة. ولأن اليوهيمبين يحجب هذه المستقبلات، فإنه يُطيل من تأثير الأدرينالين ويُعزز تكسير الدهون كمصدر للطاقة.

وجدت دراسة أجريت عام 2006، وشملت 20 لاعب كرة قدم محترفاً، أن تناول 10 ملغ من اليوهمبين مرتين يومياً ساعدهم على خسارة 2.2 في المائة من دهون أجسامهم، في المتوسط، خلال 3 أسابيع فقط. تجدر الإشارة إلى أن هؤلاء الرياضيين كانوا نحيفين جداً، لذا فإن انخفاض دهون الجسم بنسبة 2.2 في المائة يُعدّ انخفاضاً كبيراً.

كما وجدت دراسة أحدث أجريت عام 2024 إمكانات علاجية لليوهمبين لفقدان الوزن. ومع ذلك، أعرب الباحثون عن قلقهم بشأن الآثار السامة المحتملة، خاصةً عند تناول جرعات أعلى.

نظراً لأن اليوهمبين يُبقي مستويات الأدرينالين مرتفعة، فقد يُسبب آثاراً جانبية مثل:

- الغثيان

- القلق

- نوبات الهلع

- ارتفاع ضغط الدم

يمكن أن يتفاعل اليوهمبين أيضاً مع أدوية شائعة لضغط الدم والاكتئاب. إذا كنت تتناول أدوية لهذه الحالات أو تُعاني من القلق، فقد ترغب في تجنب اليوهمبين.


مقالات ذات صلة

10 أطعمة تمنحك نوماً عميقاً بلا أرق

صحتك الخضراوات الورقية والكيوي من الأغذية التي تساعد على تعزيز النوم العميق (جامعة جورج فوكس)

10 أطعمة تمنحك نوماً عميقاً بلا أرق

يمكن لنوعية الطعام الذي نتناوله قبل النوم أن يلعب دوراً حاسماً في تحسين جودة النوم ومدته، في وقت يعاني فيه ملايين الأشخاص حول العالم من قلة النوم واضطراباته.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك واقيات الشمس تُعد من أبرز وسائل الحماية من الأشعة فوق البنفسجية الضارة (جامعة كاليفورنيا)

واقٍ شمسي طبيعي مستخلص من البكتيريا

كشف فريق بحثي دولي عن مركّب طبيعي جديد مستخلص من البكتريا، يتمتع بقدرة عالية على الحماية من الأشعة فوق البنفسجية دون التسبب في آثار جانبية ضارة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي عناصر من الدفاع المدني الفلسطيني يزيلون ركام منزل في خان يونس خلال عمليات البحث عن جثامين ضحايا الحرب على غزة يوم السبت (إ.ب.أ)

انهيار مبانٍ على رؤوس قاطنيها... أحد جوانب حرب غزة القاتمة

انهار 20 مبنى ومنزلاً على الأقل بمدينة غزة في غضون 10 أيام؛ ما تسبب بوفاة ما لا يقل عن 15 فلسطينياً، بينهم أطفال ونساء.

«الشرق الأوسط» (غزة)
صحتك التصلب المتعدد هو مرض مناعي ذاتي يهاجم الجهاز العصبي المركزي (أرشيفية - رويترز)

«المواد الكيميائية الدائمة» قد تصيبك بمرض مناعي خطير

كشفت دراسة جديدة أن «المواد الكيميائية الأبدية» قد تتسبب في الإصابة بمرض خطير قد يستمر مدى الحياة وهو مرض التصلب المتعدد.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك تناول كميات كبيرة من الفلفل الحار قد يؤدي إلى تهيج البروستاتا (رويترز)

دور الفلفل الحار في التهاب البروستاتا

يلعب النظام الغذائي دوراً أساسياً في الوقاية من أمراض غدة البروستاتا، أو زيادة مخاطرها، ويسهم بعض الأطعمة في التهاب أو تضخم البروستاتا، ومنها الفلفل الحار.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

10 أطعمة تمنحك نوماً عميقاً بلا أرق

الخضراوات الورقية والكيوي من الأغذية التي تساعد على تعزيز النوم العميق (جامعة جورج فوكس)
الخضراوات الورقية والكيوي من الأغذية التي تساعد على تعزيز النوم العميق (جامعة جورج فوكس)
TT

10 أطعمة تمنحك نوماً عميقاً بلا أرق

الخضراوات الورقية والكيوي من الأغذية التي تساعد على تعزيز النوم العميق (جامعة جورج فوكس)
الخضراوات الورقية والكيوي من الأغذية التي تساعد على تعزيز النوم العميق (جامعة جورج فوكس)

يمكن لنوعية الطعام الذي نتناوله قبل النوم أن يلعب دوراً حاسماً في تحسين جودة النوم ومدته، في وقت يعاني فيه ملايين الأشخاص حول العالم من قلة النوم واضطراباته.

فوفقاً للمراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، لا يحصل ما يقرب من ثلث البالغين على عدد الساعات الموصى بها من النوم، التي تتراوح بين 7 و9 ساعات يومياً.

ولا يقتصر تأثير قلة النوم على الشعور بالإرهاق فقط، بل يمتد ليضعف جهاز المناعة، ويزيد خطر الإصابات أثناء التمارين الرياضية، كما يؤثر سلباً على الهرمونات المنظمة للشهية، ما يؤدي إلى زيادة الإحساس بالجوع والرغبة في تناول أطعمة غير صحية.

وحسب خبراء التغذية، فإن تبني عادات غذائية ذكية قبل النوم يمكن أن يساعد الجسم على الاسترخاء والدخول في نوم أعمق وأكثر جودة، بفضل عناصر غذائية تعزز إفراز هرمونات النوم وتقلل التوتر، حسب مجلة «Real Simple» الأميركية.

وفيما يلي أبرز 10 أطعمة ينصح خبراء التغذية بتناولها قبل النوم:

اللوز

حفنة واحدة من اللوز توفر نحو 25 في المائة من الاحتياج اليومي للمغنسيوم لدى النساء، وهو معدن أساسي يساعد على تهدئة الجهاز العصبي وتحسين جودة النوم، خاصة لدى من يعانون الأرق.

الخضراوات الورقية

مثل السبانخ والجرجير والكرنب، وهي غنية بالمغنسيوم وفيتامين «سي»، الذي يساهم في تقليل التوتر، ما يساعد على النوم المتواصل، خاصة لمن يستيقظون ليلاً ويصعب عليهم العودة للنوم.

الكيوي

فاكهة صغيرة لكنها غنية بالسيروتونين، وهو ناقل عصبي ينظم النوم. وأظهرت دراسات أن تناول حبة أو اثنتين من الكيوي قبل النوم قد يحسّن سرعة الدخول في النوم ومدته وكفاءته.

الحمص

يعد مصدراً نباتياً للتريبتوفان، وهو حمض أميني يساعد على زيادة إنتاج هرمون الميلاتونين الذي ينظم دورة النوم والاستيقاظ، ما يجعله خياراً مثالياً كوجبة خفيفة مسائية، مثل الحمص المهروس (الحمص بطحينة).

الكرز الحامض

يتميز باحتوائه على نسبة مرتفعة من هرمون الميلاتونين المنظم لدورة النوم والاستيقاظ. وتشير دراسات إلى أن تناوله قد يزيد مدة النوم ويحسّن جودته، خصوصاً لدى المصابين بالأرق.

التوت الأحمر

مصدر ممتاز للألياف؛ إذ يحتوي الكوب الواحد على 8 غرامات من الألياف. وقد ربطت دراسات بين الأنظمة الغذائية منخفضة الألياف وتراجع النوم العميق، في حين ارتبطت زيادة الألياف بنوم أكثر جودة.

أسماك السلمون

تجمع بين أحماض «أوميغا-3» الدهنية وفيتامين «د»، وهما عنصران يساعدان على تعزيز إنتاج السيروتونين وتقليل هرمونات التوتر، ما ينعكس إيجاباً على جودة النوم.

الشوفان

كشفت دراسات أن الأنظمة الغذائية الغنية بالكربوهيدرات الصحية قد تقلل اضطرابات النوم مقارنة بالأنظمة المرتفعة بالبروتين أو الدهون. ويعد الشوفان مصدراً جيداً للكربوهيدرات المعقدة والمغنسيوم.

الزبادي

يلعب الزبادي دوراً مهماً في دعم صحة الأمعاء، التي ترتبط بشكل وثيق بإيقاع النوم والمزاج. فالزبادي الغني بالبروبيوتيك يعزز تنوع البكتيريا النافعة في الأمعاء، ما قد يسهم في تحسين إيقاع النوم وجودته.

الفواكه الحمضية

مثل البرتقال والجريب فروت والليمون، وهي غنية بفيتامين «سي»، الذي يساعد على خفض مستويات هرمونات التوتر في الجسم، مما يسهل الاستغراق في النوم والاستمرار فيه.

ويؤكد خبراء التغذية أن تحسين النوم لا يعتمد فقط على عدد الساعات، بل على جودة النوم أيضاً، ويمكن تحقيق ذلك من خلال مزيج من التغذية المتوازنة، والنشاط البدني المنتظم، وعادات الاسترخاء اليومية.


واقٍ شمسي طبيعي مستخلص من البكتيريا

واقيات الشمس تُعد من أبرز وسائل الحماية من الأشعة فوق البنفسجية الضارة (جامعة كاليفورنيا)
واقيات الشمس تُعد من أبرز وسائل الحماية من الأشعة فوق البنفسجية الضارة (جامعة كاليفورنيا)
TT

واقٍ شمسي طبيعي مستخلص من البكتيريا

واقيات الشمس تُعد من أبرز وسائل الحماية من الأشعة فوق البنفسجية الضارة (جامعة كاليفورنيا)
واقيات الشمس تُعد من أبرز وسائل الحماية من الأشعة فوق البنفسجية الضارة (جامعة كاليفورنيا)

كشف فريق بحثي دولي عن مركّب طبيعي جديد مستخلص من البكتيريا، يتمتع بقدرة عالية على الحماية من الأشعة فوق البنفسجية دون التسبب في آثار جانبية ضارة.

وأوضح الباحثون من جامعة ميجو اليابانية وجامعة شولالونغكورن التايلاندية في النتائج التي نُشرت، النتائج، الجمعة بدورية «Science of The Total Environment» أن هذا الاكتشاف يمثل خطوة واعدة نحو تطوير واقيات شمس صديقة للبيئة وأكثر أماناً للاستخدام البشري.

وتُعد واقيات الشمس من أهم وسائل الحماية من الأشعة فوق البنفسجية؛ إذ تقلّل مخاطر حروق الجلد والشيخوخة المبكرة وسرطان الجلد. ومع اعتماد معظم المنتجات الحالية على مرشحات كيميائية أو معدنية قد تسبب تهيجاً جلدياً أو أضراراً بيئية، يتجه البحث العلمي نحو تطوير واقيات شمس طبيعية أكثر أماناً وفعالية باستخدام مركبات حيوية.

ونجح الباحثون في اكتشاف المركّب الجديد الذي تنتجه البكتيريا الزرقاء المحبة للحرارة، المعروفة باسم «سيانوبكتيريا»، التي تعيش في البيئات القاسية مثل الينابيع الساخنة في تايلاند.

وتُعد السيانوبكتيريا من أقدم الكائنات الحية القادرة على البناء الضوئي وإنتاج الأكسجين، وتشتهر بقدرتها على البقاء في ظروف بيئية قاسية مثل الحرارة المرتفعة والملوحة العالية والإشعاع الشديد. وللتكيّف مع هذه الظروف، تنتج هذه الكائنات مجموعة واسعة من المركبات الحيوية المعروفة بدورها الطبيعي في الحماية من الأشعة فوق البنفسجية والعمل كمضادات أكسدة.

وينتمي المركّب، الذي أُطلق عليه اسم «GlcHMS326»، إلى فئة الأحماض الأمينية، ويتميز بتركيبته الكيميائية الفريدة التي تمنحه خصائص استثنائية، تجعل منه فعالاً كواقٍ طبيعي من الأشعة فوق البنفسجية ومضاداً للأكسدة في الوقت نفسه.

وبحسب نتائج الدراسة، يعمل المركب الجديد عن طريق امتصاص الأشعة فوق البنفسجية من نوعي «UV-A» و«UV-B»، ما يحمي الخلايا من التلف الناتج عن الأشعة الضارة.

وأظهرت التجارب أن إنتاج هذا المركب يزداد بشكل واضح عند تعرض البكتيريا للأشعة فوق البنفسجية، وكذلك عند التعرض للإجهاد الملحي، بينما لا يرتبط بالإجهاد الحراري، رغم أن الكائنات المنتجة له تعيش في بيئات مرتفعة الحرارة.

تقليل تلف الخلايا

كما بيّنت النتائج أن المركب يمتلك نشاطاً مضاداً للأكسدة يفوق المركبات التقليدية المستخدمة للحماية من الأشعة فوق البنفسجية، إذ أظهر قدرة أعلى على مكافحة الجذور الحرة؛ ما يساهم في تقليل تلف الخلايا وتأخير مظاهر الشيخوخة الناتجة عن التعرض للشمس.

وأكد الباحثون أن أهمية هذا الاكتشاف لا تقتصر على المجال العلمي فحسب، بل تمتد إلى التطبيقات الصناعية، حيث يمكن استخدام هذا المركب بديلاً طبيعي لبعض المرشحات الكيميائية الشائعة في واقيات الشمس، والتي ترتبط أحياناً بتهيج الجلد أو أضرار بيئية، خصوصاً على النظم البحرية.

وأشار الفريق إلى أن السيانوبكتيريا يمكن استغلالها كمصانع حيوية لإنتاج المركب على نطاق واسع بطرق مستدامة، ما يعزز فرص إدخاله في صناعات مستحضرات التجميل والعناية بالبشرة، إضافة إلى التطبيقات الدوائية المرتبطة بمكافحة الإجهاد التأكسدي.


«المواد الكيميائية الدائمة» قد تصيبك بمرض مناعي خطير

التصلب المتعدد هو مرض مناعي ذاتي يهاجم الجهاز العصبي المركزي (أرشيفية - رويترز)
التصلب المتعدد هو مرض مناعي ذاتي يهاجم الجهاز العصبي المركزي (أرشيفية - رويترز)
TT

«المواد الكيميائية الدائمة» قد تصيبك بمرض مناعي خطير

التصلب المتعدد هو مرض مناعي ذاتي يهاجم الجهاز العصبي المركزي (أرشيفية - رويترز)
التصلب المتعدد هو مرض مناعي ذاتي يهاجم الجهاز العصبي المركزي (أرشيفية - رويترز)

لطالما تحدثت الدراسات والأبحاث السابقة عن مخاطر «المواد الكيميائية الأبدية» على الصحة، حيث عرفت هذه المواد بتسببها في السرطان ومشكلات الكبد والغدة الدرقية، والعيوب الخلقية، وأمراض الكلى، وانخفاض المناعة، وارتفاع نسبة الكوليسترول، وغيرها من المشكلات الصحية الخطيرة.

والمواد الكيميائية الأبدية هي مواد لا تتحلل بسهولة في البيئة، وتوجد في كثير من المنتجات، مثل مستحضرات التجميل، وأواني الطهي غير اللاصقة، والهواتف الجوالة، كما تستخدم في تغليف المواد الغذائية لجعل الأغلفة مقاومة للشحوم والماء.

وقد كشفت دراسة جديدة أن هذه المواد قد تتسبب أيضاً في الإصابة بمرض خطير قد يستمر مدى الحياة وهو مرض التصلب المتعدد، بحسب ما نقلته صحيفة «نيويورك بوست» الأميركية.

والتصلب المتعدد هو مرض مناعي ذاتي يهاجم الجهاز العصبي المركزي، مما يعطل التواصل بين الدماغ وبقية الجسم. ويتسبب ذلك في مجموعة واسعة من الأعراض المحتملة، بما في ذلك مشكلات في الرؤية أو حركة الذراع أو الساق أو الإحساس أو التوازن أو الإدراك.

وفي الدراسة الجديدة، قام الباحثون بتحليل عينات دم من 900 شخص في السويد تم تشخيص إصابتهم بالتصلب المتعدد مؤخراً، وقارنوها بعينات من أشخاص غير مصابين بالمرض.

وقام الباحثون بقياس مستويات المواد الكيميائية الأبدية في كل مجموعة، ثم استخدموا نماذج إحصائية لمعرفة مدى ارتباط التعرض للمواد الكيميائية باحتمالية الإصابة بالتصلب المتعدد.

ونظراً لأن الأشخاص يتعرضون عادةً لعدة مواد كيميائية في آنٍ واحد، فقد بحث الفريق أيضاً في كيفية تأثير التعرض لأكثر من مادة على خطر الإصابة.

ووجدت الدراسة أن الأشخاص الذين يتعرضون لاثنين من أخطر أنواع «المواد الكيميائية الأبدية»، وهما حمض البيرفلوروكتان سلفونيك (PFOS) وثنائي الفينيل متعدد الكلور (PCBs) - هم أكثر عرضة للإصابة بالتصلب المتعدد بنحو مرتين، مقارنة بغيرهم الذين لم يتعرضوا لهاتين المادتين.

وأشار الفريق إلى أن السبب في ذلك يرجع إلى حقيقة أن «المواد الكيميائية الأبدية» قد تتداخل مع الجهاز المناعي، إما بإضعافه أو بتحفيزه بشكل مفرط.

وهذا الخلل المناعي قد يتسبب في أمراض المناعة الذاتية مثل التصلب المتعدد.

كما أشاروا إلى أنها قد تتسبب في أمراض مناعية أخرى مثل الذئبة والتهاب المفاصل الروماتويدي ومرض التهاب الأمعاء.

ويقول الخبراء إن هناك خطوات يمكن اتخاذها للحد من التعرض لـ«المواد الكيميائية الأبدية» مثل ترشيح مياه الشرب وتجنب استخدام أواني الطهي غير اللاصقة وعبوات الطعام المقاومة للدهون.