تعفّن الدم: قاتل خفي يهدد حياة الملايين

«الكشف المبكر ينقذ الأرواح»... شعار يومه العالمي

صورة تشرح الأعراض الشائعة لتعفن الدم والتي تشمل: سرعة ضربات القلب-تغير درجة الحرارة بشكل غير طبيعي-جلد دافئ ورطب-تغيرات التنفس-ظهور البثور-القشعريرة-انخفاض ضغط الدم-التشوش الذهني-الألم أو الانزعاج الشديد
صورة تشرح الأعراض الشائعة لتعفن الدم والتي تشمل: سرعة ضربات القلب-تغير درجة الحرارة بشكل غير طبيعي-جلد دافئ ورطب-تغيرات التنفس-ظهور البثور-القشعريرة-انخفاض ضغط الدم-التشوش الذهني-الألم أو الانزعاج الشديد
TT

تعفّن الدم: قاتل خفي يهدد حياة الملايين

صورة تشرح الأعراض الشائعة لتعفن الدم والتي تشمل: سرعة ضربات القلب-تغير درجة الحرارة بشكل غير طبيعي-جلد دافئ ورطب-تغيرات التنفس-ظهور البثور-القشعريرة-انخفاض ضغط الدم-التشوش الذهني-الألم أو الانزعاج الشديد
صورة تشرح الأعراض الشائعة لتعفن الدم والتي تشمل: سرعة ضربات القلب-تغير درجة الحرارة بشكل غير طبيعي-جلد دافئ ورطب-تغيرات التنفس-ظهور البثور-القشعريرة-انخفاض ضغط الدم-التشوش الذهني-الألم أو الانزعاج الشديد

تعفن الدم -أو الإنتان (Sepsis)- يُعتبر أحد أخطر التحديات الصحية في العالم اليوم، إذ يُعرَّف بأنه استجابة (ردّ فعل) مناعية مفرطة، وغير منضبطة تجاه عدوى بكتيرية، أو فيروسية، أو فطرية، تؤدي إلى سلسلة من التفاعلات الالتهابية التي قد تُسبب فشلاً متعدداً في الأعضاء، وتهدد الحياة. ويُعرف أحياناً باسم «القاتل الخفي»، لأنه قد يبدأ بأعراض بسيطة تشبه الإنفلونزا، مثل الحمى، أو التعب، أو تسارع التنفس، لكنه يتطور بسرعة إلى حالة مهددة للحياة إذا لم يُشخص، ويُعالج في الوقت المناسب.

تكمن خطورة الإنتان في أنه لا يُعد مرضاً قائماً بذاته، بل هو نقطة التقاء بين العدوى والاستجابة المناعية غير المنضبطة، ما يجعله معقداً في التشخيص، ومتعدد الأسباب. وتتراوح مسبباته بين الالتهاب الرئوي، والتهابات المسالك البولية، والجلدية، والالتهابات البطنية، وقد تكون العدوى في بعض الحالات بسيطة لولا أن استجابة الجسم المفرطة تقود إلى انهيار حاد في الوظائف الحيوية.

لهذا السبب، يولي المجتمع الطبي العالمي أهمية بالغة لرفع الوعي حول الإنتان، وضرورة التعرف على أعراضه، وعلاجه المبكر.

اليوم العالمي لتعفن الدم

تم إطلاق اليوم العالمي لتعفن الدم في عام 2012 من قبل التحالف العالمي للإنتان (Global Alliance for Sepsis)، وهو منظمة غير ربحية تهدف إلى زيادة الوعي حول هذه الحالة المرضية، وتحسين معدلات النجاة منها. منذ ذلك الحين، بدأ العالم يحتفل في شهر سبتمبر (أيلول) من كل عام بهذه المناسبة، وأطلق في هذا العام شعار «الكشف المبكر ينقذ الأرواح»، والذي يهدف إلى رفع الوعي حول هذه الحالة المرضية الخطيرة التي تفتك بحياة الملايين سنوياً حول العالم، حيث تعاني أجهزة المناعة في أجسامهم من استجابة شديدة للعدوى، مما يجعله أحد أخطر التحديات الطبية على مر العصور.

في 26 مايو (أيار) 2017، اعتمدت جمعية الصحة العالمية (WHA) ومنظمة الصحة العالمية (WHO) قراراً تاريخياً جعل الإنتان أولوية صحية عالمية، من خلال اعتماد قرار لتحسين الوقاية، والتشخيص، وإدارة الإنتان. هذا القرار يمثل قفزة نوعية في المعركة العالمية ضد الإنتان، وعلامة فارقة في الاعتراف بالإنتان باعتبار أنه تهديد صحي عالمي.

رغم اعتماد هذا القرار الدولي، فإن أقل من 10 في المائة من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة طورت خطط عمل وطنية، وسياسات قائمة على الأدلة، بعد سبع سنوات من اعتماده. ويدعو هذا البطء في التنفيذ إلى قلق كبير، خاصة أن مكافحة الإنتان تعاني من نقص التمويل في الأجندات الوطنية والدولية (Global Agenda for Sepsis 2030).

وحتى في البلدان الغنية، حيث يتسبب الإنتان في وفيات أكثر من سرطان الثدي، وسرطان الأمعاء، وسرطان البروستاتا مجتمعة، فهناك القليل من الخطط المنسقة للتعامل مع هذا التحدي.

تعفن الدم... آلية مدمرة

• مهاجمة أنسجة وأعضاء الجسم السليمة. تعفن الدم هو استجابة مناعية مفرطة وخطيرة يقوم بها الجسم لمحاربة العدوى، سواء كانت بكتيرية، أو فيروسية، أو فطرية. وبدلاً من أن تقتصر هذه الاستجابة على مكافحة مسببات المرض، فإنها تبدأ في مهاجمة أنسجة وأعضاء الجسم السليمة. وهذا التفاعل المدمر يؤدي إلى التهاب واسع النطاق، وتلف في الأوعية الدموية، وتجلط غير طبيعي للدم، ما يعوق تدفق الأكسجين، والمواد المغذية إلى الأعضاء الحيوية.

وسابقاً، كان يطلق على هذه الحالة تسمم الدم (Septicemia) إشارة إلى وجود البكتيريا وسمومها في مجرى الدم، لكن حالياً يُعتبر ذلك مصطلحاً أقل دقة، وفقاً لنشرة حقائق الإنتان (Sepsis Fact Sheet) لمنظمة الصحة العالمية.

يمكن أن يتطور الإنتان من أي نوع من أنواع العدوى، بما في ذلك التهابات الجهاز التنفسي، مثل الالتهاب الرئوي، أو التهابات الجهاز البولي، أو التهابات الجروح والحروق، أو حتى من إجراءات طبية بسيطة إذا لم تتم في ظروف معقمة.

• أرقام صادمة تكشف حجم الكارثة. تشير أحدث الدراسات العلمية المنشورة في مجلة «The Lancet» إلى أن الإنتان يصيب ما بين 47 إلى 50 مليون شخص سنوياً حول العالم، ويتسبب في وفاة ما لا يقل عن 11 مليون شخص، وهو رقم يفوق عدد الوفيات الناجمة عن النوبات القلبية، والسكتات الدماغية، وسرطان الثدي، والإيدز مجتمعة. هذه الأرقام المرعبة تجعل الإنتان أحد الأسباب الرئيسة للوفاة على مستوى العالم، حيث يكون الإنتان مسؤولاً عن واحدة من كل خمس وفيات على مستوى العالم. وما يزيد من خطورة الموقف أن معظم هذه الوفيات كان من الممكن تجنبها إذا تم التشخيص المبكر، والعلاج السريع.

تؤكد دراسات طبية أخرى نُشرت حديثاً (PMC.2024) أن كل ساعة تأخير في بدء العلاج المناسب للإنتان تزيد من معدل الوفيات بنسبة تتراوح بين 7 إلى 10 في المائة، ما يجعل السرعة في التشخيص والعلاج أمراً حيوياً لإنقاذ الأرواح. وقد انخفضت معدلات الوفيات من الإنتان في الولايات المتحدة أخيراً من أكثر من 35 في المائة في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين إلى 15-20 في المائة، وذلك بفضل التحسينات في الرعاية الداعمة، والإدارة السريعة للمضادات الحيوية المناسبة.

رد فعل مناعي مفرط وغير منضبط تجاه عدوى بكتيرية أو فيروسية أو فطرية

الأعراض والعلاج والوقاية

• الأعراض. يُطلق على الإنتان لقب «القاتل الخفي» لا بسبب معدلات الوفيات العالية التي يسببها، بل أيضاً لأن أعراضه الأولية قد تكون خادعة، وغير محددة، ما يجعل التشخيص المبكر تحدياً حقيقياً حتى للأطباء المتخصصين. ففي المراحل الأولى، قد تتشابه أعراض الإنتان مع أعراض الإنفلونزا العادية، أو التهابات أخرى أقل خطورة.

تشمل الأعراض المبكرة للإنتان الحمى الشديدة، أو انخفاض درجة الحرارة بشكل غير طبيعي، والقشعريرة، وسرعة ضربات القلب، والتنفس السريع، والشعور بالتعب الشديد، والوهن العام، والغثيان والقيء، والألم، أو الانزعاج الشديد. ومع تقدم الحالة، قد يعاني المريض من انخفاض ضغط الدم، وصعوبة في التنفس، وانخفاض في كمية إدرار البول، وتغيرات في الحالة الذهنية، مثل التشوش، أو فقدان الوعي.

ووفقاً لدراسة إكلينيكية استمرت عشر سنوات (2009-2019) في أميركا الشمالية وأستراليا ونشرت عام 2020، فإن معدلات الوفيات من الإنتان والصدمة الإنتانية (septic shock) تتراوح بين 15 إلى 56 في المائة، مما يؤكد على الحاجة الماسة للتشخيص، والعلاج المبكر.

• التشخيص والعلاج. يواجه الأطباء تحديات كبيرة في تشخيص الإنتان، خاصة في مراحله المبكرة، حيث لا يوجد اختبار واحد يمكنه تأكيد تشخيص الإنتان بشكل قاطع، بل يعتمد التشخيص على مجموعة من العلامات السريرية، والفحوصات المختبرية. يشمل ذلك فحوصات الدم لقياس عدد خلايا الدم البيضاء، ومستويات البروتينات الالتهابية، وزراعة الدم للبحث عن مسببات العدوى، وفحوصات أخرى لتقييم وظائف الأعضاء المختلفة.

الإنتان حالة طبية طارئة، كل ساعة تأخير في العلاج تزيد من خطر الوفاة، والعلاج الفوري المبكر يُحسّن فرص النجاة بشكل كبير، ويشمل:

-المضادات الحيوية الوريدية واسعة الطيف: لمحاربة العدوى خلال الساعة الأولى من التشخيص.

-السوائل الوريدية: لتعويض الهبوط في ضغط الدم.

-وسائل داعمة: الأكسجين لضمان وصول كمية كافية منه إلى الأعضاء الحيوية، وأدوية رفع ضغط الدم، وأجهزة التنفس الصناعي، وأيضاً غسيل الكلى إذا فشلت الكليتان في العمل.

-الجراحة عند الحاجة: لإزالة مصدر العدوى، ومن ذلك الخراج، أو نسيج مصاب.

• مقاومة المضادات الحيوية والتحديات المستقبلية. تشير تقديرات منظمة الصحة العالمية حول الإنتان ومقاومة المضادات الحيوية لعام 2024 (Antimicrobial Resistance and Sepsis. WHO Fact Sheet) إلى أن هناك 4.95 مليون حالة وفاة مرتبطة بمقاومة مضادات الميكروبات في عام 2019، بما في ذلك 1.27 مليون حالة وفاة تُعزى مباشرة إليها. هذا الواقع يجعل من مقاومة المضادات الحيوية تحدياً إضافياً في علاج الإنتان، حيث إن العديد من البكتيريا المسببة للإنتان أصبحت مقاومة للمضادات الحيوية التقليدية.

يتطلب تنفيذ التدابير الوقائية ضد العدوى -مثل ممارسات النظافة الجيدة، وضمان الوصول إلى برامج التلقيح، وتحسين السيطرة على العدوى في المؤسسات الصحية- استثماراً كبيراً ومستمراً من قبل الحكومات، والمؤسسات الصحية.

• الوقاية. رغم أن الإنتان يمكن أن يصيب أي شخص، فإن هناك خطوات وقائية بسيطة يمكن أن تقلل بشكل كبير من خطر الإصابة. تبدأ الوقاية بالممارسات الأساسية لمكافحة العدوى، مثل غسل اليدين بانتظام، والحفاظ على نظافة الجروح وتضميدها بشكل صحيح، والحصول على اللقاحات الموصى بها وأهمها التطعيم ضد الالتهاب الرئوي، والإنفلونزا، وكوفيد-19، وطلب الرعاية الطبية الفورية عند ظهور علامات العدوى.

ووفقاً للدليل الإرشادي لمقاومة الإنتان الصادر في 2023 من مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، فعلى الفئات الأكثر عرضة -مثل مرضى السكري، أو السرطان، وأمراض المناعة الذاتية، وفئتي كبار السن فوق 65 عاماً والأطفال حديثي الولادة- أن يكونوا أكثر حذراً في تجنب مصادر العدوى، والانتباه لأي تغيرات في حالتهم الصحية.

يتسبب في وفاة ما لا يقل عن 11 مليون شخص سنوياً في العالم

توظيف الذكاء الاصطناعي

وفقاً لدراسة حديثة (2023) بعنوان: «الذكاء الاصطناعي في الكشف عن الإنتان وإدارته» نشرت في مجلة «طب العناية الحرجة»، فإن التكنولوجيا الحديثة تلعب دوراً متزايد الأهمية في مكافحة الإنتان. تطوير أجهزة الاستشعار الذكية التي يمكنها مراقبة العلامات الحيوية للمرضى في الوقت الفعلي، وإرسال تنبيهات عند حدوث تغيرات مشبوهة، يمكن أن يساعدا في التشخيص المبكر، وبدء العلاج بشكل أسرع.

كما تساهم أنظمة الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات الطبية، وتحديد الأنماط التي قد تشير إلى بداية الإنتان قبل ظهور الأعراض الواضحة. وهذه التطورات التكنولوجية تفتح آفاقاً جديدة للتنبؤ بالإنتان، والوقاية منه، وقد تساهم بشكل كبير في تحقيق أهداف خفض معدلات الوفيات.

ختاماً، إذا كنت أنت أو أحد أحبائك تعاني من أعراض قد تشير إلى الإنتان -مثل الحمى الشديدة، وسرعة ضربات القلب، وصعوبة التنفس- فلا تتردد في طلب الرعاية الطبية الطارئة فوراً، فكل دقيقة لها أهميتها في مواجهة الإنتان.

نؤكد على أن اليوم العالمي لتعفن الدم ليس مجرد مناسبة سنوية للتذكير بخطر هذا المرض، بل هو دعوة عاجلة للعمل على جميع المستويات. من الضروري أن نتحد جميعاً -من أطباء وممرضين ومرضى وأسر وحكومات ومنظمات دولية- في معركة الحياة والموت ضد هذا القاتل الخفي الذي يحصد أرواح الملايين سنوياً.

ويتطلب النجاح في هذه المعركة رفع مستوى الوعي العام حول الإنتان، وطرق الوقاية منه. إن كل يوم نؤخر فيه التشخيص والعلاج المبكر نفقد المزيد من الأرواح التي كان من الممكن إنقاذها.

*استشاري طب المجتمع.


مقالات ذات صلة

دراسة جديدة تكشف سراً في الشوكولاته الداكنة يبطئ الشيخوخة

صحتك مركب الثيوبرومين الموجود في الكاكاو يرتبط ببطء الشيخوخة (بكسلز)

دراسة جديدة تكشف سراً في الشوكولاته الداكنة يبطئ الشيخوخة

أظهرت دراسة حديثة أن مركب الثيوبرومين الموجود في الكاكاو، الذي يمنح الشوكولاته الداكنة نكهتها الفريدة، قد يرتبط ببطء الشيخوخة البيولوجية وتحسين صحة الخلايا.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك سيدة مصرية تضع قطعاً من جبن القريش المصنع حديثاً (أ.ف.ب)

الجبن القريش أم الحليب: أيهما أفضل لصحة العظام؟

إذا كنت تحاول تناول المزيد من الأطعمة التي تدعم صحة العظام، فإن الجبن القريش والحليب خياران جيدان. وكلاهما مصدر عالي الجودة للبروتين.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك يزعم خبراء الصحة أن تناول المخللات قبل وجبة غنية بالكربوهيدرات يمكن أن يساعد في منع ارتفاع سكر الدم (بيكسباي)

ما الذي يحدث لضغط الدم عندما تأكل المخلّل كل يوم؟

المخلل هو وجبة خفيفة شائعة تُصنع من الخيار المحفوظ في محلول مملح أو خل. وبينما يتمتع بالعديد من الفوائد الصحية المحتملة، فإنه غني بالصوديوم.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك الإيدز بعد 4 عقود... من مرض قاتل إلى حالة مزمنة قابلة للسيطرة

الإيدز بعد 4 عقود... من مرض قاتل إلى حالة مزمنة قابلة للسيطرة

في مطلع شهر ديسمبر من كل عام، يتجدد الاهتمام العالمي بمرضٍ لم يعد مجرد قضية طبية، بل أصبح مرآة تعكس تطور العلم، وهو مرض متلازمة نقص المناعة المكتسب (AIDS)

د. عبد الحفيظ يحيى خوجة (جدة)
صحتك «رُهاب المستشفيات» له تأثيرات صحية ونفسية واجتماعية عميقة

«رُهاب المستشفيات» له تأثيرات صحية ونفسية واجتماعية عميقة

لا تتوفر إحصائيات عالمية محددة لمدى انتشار حالات الخوف من المستشفيات Hospitals Fears، لكن الكثير منا يذكر أشخاصاً عدة مروا في حياتهم ولديهم هذه المشكلة.

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)

دراسة جديدة تكشف سراً في الشوكولاته الداكنة يبطئ الشيخوخة

مركب الثيوبرومين الموجود في الكاكاو يرتبط ببطء الشيخوخة (بكسلز)
مركب الثيوبرومين الموجود في الكاكاو يرتبط ببطء الشيخوخة (بكسلز)
TT

دراسة جديدة تكشف سراً في الشوكولاته الداكنة يبطئ الشيخوخة

مركب الثيوبرومين الموجود في الكاكاو يرتبط ببطء الشيخوخة (بكسلز)
مركب الثيوبرومين الموجود في الكاكاو يرتبط ببطء الشيخوخة (بكسلز)

أظهرت دراسة حديثة أن مركب الثيوبرومين الموجود في الكاكاو، الذي يمنح الشوكولاته الداكنة نكهتها الفريدة، قد يرتبط ببطء الشيخوخة البيولوجية وتحسين صحة الخلايا.

ووفق تقرير نشره موقع «إيتنغ ويل»، فإنه باستخدام اختبارات الدم وتحليل العلامات الإيبيجينية، وجد الباحثون أن الأشخاص الذين لديهم مستويات أعلى من الثيوبرومين يظهرون علامات شباب بيولوجي أكبر مقارنة بعمرهم الزمني. هذه النتائج تشير إلى أن تضمين الشوكولاته الغنية بالكاكاو أو منتجات الكاكاو الأخرى في النظام الغذائي قد يكون وسيلة لذيذة لدعم الصحة على المدى الطويل.

تحتوي النباتات على مواد طبيعية تسمى المركبات النباتية النشطة (فايتوكيميكالز) التي قد توفر فوائد صحية. بعض هذه المجموعات، مثل البوليفينولات والفلافونويدات، تساعد في تعزيز صحة القلب وتقليل الالتهابات المزمنة. وينتمي الثيوبرومين إلى مجموعة أخرى تسمى الألكالويدات، وهي العائلة نفسها التي ينتمي إليها الكافيين.

بينما يُعرف الكافيين بمنحه دفعة من الطاقة، يعمل الثيوبرومين بطريقة مختلفة بعض الشيء. لقد بحث العلماء في علاقته بالصحة منذ فترة، وتضيف هذه الدراسة الأخيرة المنشورة في مجلة «Aging» قطعة جديدة من الألغاز من خلال التحقيق في علاقته بالشيخوخة الوراثية (الإيبيجينية).

كيف أُجريت الدراسة؟

لتحديد العلاقة بين الثيوبرومين والشيخوخة، حلل العلماء بيانات مجموعتين كبيرتين ومستقلتين من الأشخاص. المجموعة الأولى، أو ما يُسمى مجموعة «الاكتشاف»، شملت 509 توائم إناث من مشروع «TwinsUK». أما المجموعة الثانية، أو مجموعة «التكرار»، فشملت 1160 رجلاً وامرأة من دراسة «KORA» في ألمانيا. فاستخدام مجموعتين مختلفتين يساعد في تعزيز موثوقية النتائج.

جمع الباحثون عينات دم من كل مشارك لقياس عاملين رئيسيين. أولاً: استخدموا مطيافية الكتلة لقياس مستويات المركبات الأيضية المختلفة، بما في ذلك الثيوبرومين ومركبات أخرى ذات صلة مثل الكافيين، لتحديد كمية كل مادة متداولة في أجسام المشاركين.

تضمين أطعمة غنية بالثيوبرومين في النظام الغذائي قد يكون مفيداً للشيخوخة الصحية (بكسلز)

ثانياً: حلل الباحثون الحمض النووي للمشاركين للبحث عن مؤشرات إيبيجينية. تشير الإيبيجينية إلى التغيرات التي تؤثر على عمل الجينات دون تغيير تسلسل الحمض النووي نفسه. طور العلماء «ساعات إيبيجينية» لقياس الأنماط وتقدير العمر البيولوجي للفرد، الذي قد يختلف عن عمره الزمني. ركزت هذه الدراسة على عدة ساعات، أبرزها ساعة «GrimAge»، التي تُعد مؤشراً قوياً على طول مدة الصحة والعمر المتوقع، وعلامة طول التيلوميرات (DNAmTL) التي تمثل مؤشراً آخر على الشيخوخة الخلوية.

أخيراً، استخدم فريق البحث نماذج إحصائية متقدمة لدراسة العلاقة بين مستويات الثيوبرومين وسرعة الشيخوخة الإيبيجينية، مع مراعاة عوامل أخرى قد تؤثر على النتائج مثل العمر ومؤشر كتلة الجسم والقرابة الأسرية في مجموعة التوائم.

نتائج الدراسة

في مجموعة «TwinsUK» الأولى، ارتبطت مستويات أعلى من الثيوبرومين في الدم بشكل ملحوظ مع بطء الشيخوخة الإيبيجينية كما تقيسها ساعة «GrimAge». باختصار، الأشخاص الذين لديهم مستويات أعلى من الثيوبرومين بدا أنهم أصغر سناً بيولوجياً من عمرهم الفعلي. بقي هذا الارتباط قوياً حتى بعد احتساب تأثير مركبات أخرى موجودة في القهوة والكاكاو مثل الكافيين، ما يشير إلى أن التأثير خاص بالثيوبرومين.

كما وجدت الدراسة علاقة إيجابية بين الثيوبرومين وطول التيلوميرات كما يُقدر عبر ساعة «DNAmTL». التيلوميرات هي أغطية حماية على نهايات الكروموسومات تميل إلى التقصير مع التقدم في العمر، وبالتالي فإن طولها يُعد مؤشراً جيداً على صحة الخلايا.

لتأكيد النتائج، كرر الباحثون تحليلاتهم على مجموعة «KORA» الأكبر. وقد تأكدت النتائج مجدداً؛ حيث ارتبطت مستويات أعلى من الثيوبرومين مع بطء تسارع «GrimAge» في هذه المجموعة أيضاً، ما يعزز مصداقية استنتاجات الدراسة. أظهر تحليل متابعة مثير للاهتمام أن التأثير الإيجابي للثيوبرومين كان أقوى بين المدخنين الحاليين والسابقين، رغم الحاجة إلى مزيد من الدراسات لفهم السبب.

القيود والاعتبارات

ورغم أن النتائج مثيرة، من المهم النظر إليها بعين علمية، حيث إن الدراسة تضمنت بعض القيود. أولاً، في مجموعة «TwinsUK»، لم تُجمع عينات الدم لتحليل المركبات الأيضية والإيبيجينية في اليوم نفسه دائماً، وقد يؤدي هذا الفارق الزمني إلى بعض الانحياز، رغم أن الباحثين وجدوا أن الارتباط كان أقوى عند أخذ العينات في أوقات متقاربة.

اعتبار آخر هو احتمالية وجود عوامل متداخلة. قد يكون الثيوبرومين مجرد مؤشر لنظام غذائي غني بمركبات صحية أخرى مثل فلافان-3-أولز الموجودة أيضاً بكثرة في الكاكاو والمعروفة بفوائدها الصحية. ورغم أن التحليل الإحصائي حاول عزل تأثير الثيوبرومين، من الصعب استبعاد تأثير عوامل غذائية أو نمط حياة أخرى تماماً. وأخيراً، هذه دراسة رصدية، ما يعني أنها تظهر علاقة فقط ولا تثبت أن الثيوبرومين يبطئ الشيخوخة بشكل مباشر.

كيف يُطبق هذا على حياتك اليومية؟

تشير الدراسة إلى أن تضمين أطعمة غنية بالثيوبرومين في النظام الغذائي قد يكون مفيداً للشيخوخة الصحية. ونظراً لأن المصدر الأساسي للثيوبرومين هو الكاكاو، فإن الشوكولاته الداكنة تعد أفضل وسيلة لزيادة استهلاكه.

طرق عملية لزيادة الثيوبرومين في النظام الغذائي:

-اختر شوكولاته داكنة عالية الجودة: ابحث عن شوكولاته تحتوي على نسبة عالية من الكاكاو (70 في المائة أو أكثر). كلما زادت نسبة الكاكاو، زاد محتواها من الثيوبرومين وقلت كمية السكر.

-استخدم مسحوق الكاكاو غير المحلى: أضف ملعقة كبيرة إلى العصائر أو الشوفان أو الزبادي. يوفر ذلك مصدراً أقوى للثيوبرومين من دون السكر الزائد.

-اشرب شاي الكاكاو: مصنوع من قشور حبوب الكاكاو، يمنح نكهة الشوكولاته وجرعة جيدة من الثيوبرومين.

-أضف نِبّات الكاكاو: وهي قطع مجففة من حبوب الكاكاو، يمكن رشها على السلطات أو خلطها مع المكسرات أو استخدامها في المخبوزات.

-عند اختيار المنتجات، تحقق دائماً من محتوى الكاكاو العالي وقلة السكر المضاف. يساعد تقليل السكر على الاستفادة من فوائد الكاكاو دون زيادة مستويات السكر في الدم.

وجهة نظر الخبراء

حللت الدراسة المنشورة في «Aging» بيانات مجموعتين كبيرتين من المشاركين، إحداهما من التوائم الإناث في المملكة المتحدة، والأخرى من مجموعة مختلطة من البالغين في ألمانيا، لدراسة العلاقة بين الثيوبرومين الموجود في الكاكاو وبطء الشيخوخة على المستوى الخلوي.

وأظهرت الاختبارات أن الأشخاص الذين لديهم مستويات أعلى من الثيوبرومين في الدم كانوا أكثر عرضة للتمتع ببطء الشيخوخة البيولوجية وفقاً للساعات الإيبيجينية المتخصصة.

وقد أكدت النتائج في كلتا المجموعتين، ما يعزز مصداقية الاستنتاجات. ورغم الحاجة إلى مزيد من البحث لتأكيد العلاقة، يمكن لقطعة صغيرة من الشوكولاته الداكنة أن تكون خطوة لذيذة لدعم الصحة على المدى الطويل.


الجبن القريش أم الحليب: أيهما أفضل لصحة العظام؟

سيدة مصرية تضع قطعاً من جبن القريش المصنع حديثاً (أ.ف.ب)
سيدة مصرية تضع قطعاً من جبن القريش المصنع حديثاً (أ.ف.ب)
TT

الجبن القريش أم الحليب: أيهما أفضل لصحة العظام؟

سيدة مصرية تضع قطعاً من جبن القريش المصنع حديثاً (أ.ف.ب)
سيدة مصرية تضع قطعاً من جبن القريش المصنع حديثاً (أ.ف.ب)

إذا كنت تحاول تناول المزيد من الأطعمة التي تدعم صحة العظام، فإن الجبن القريش والحليب خياران جيدان. في حين أن كلاهما مصدر عالي الجودة للبروتين، فإن الحليب يوفر الكالسيوم وفيتامين «د»، وهو ضروري لبناء قوة العظام.

الحليب يوفر كالسيوم وفيتامين «د» أكثر

تعتبر عناصر الكالسيوم وفيتامين «د» والفوسفور كلها داعمة لصحة العظام. وتحتوي معظم منتجات الحليب على كميات أكبر من هذه العناصر بشكل طبيعي مقارنة بالجبن القريش، وفقاً لخبيرة التغذية ليا بارون.

وتوضح ليا: «تختلف كمية فيتامين (د) تحديداً بناء على مدى تدعيم المنتج. يحتوي الحليب على فيتامين (د) بشكل طبيعي»، مضيفة: «ليست كل ماركات الجبن القريش مدعمة؛ لذا إذا كنت تستخدم الجبن القريش لدعم صحة العظام، فتأكد من اختيار النوع المدعم منها».

قد تحتوي حصة واحدة من الحليب على نحو 100 وحدة دولية من فيتامين «د»، بينما تحتوي حصة واحدة من الجبن القريش على 3 وحدات دولية فقط، وفقاً لموقع «فيري ويل هيلث».

الجبن القريش يمد جسمك بالبروتين

التنوع مهم عند التخطيط لنظام غذائي متوازن، والجبن القريش يوفر فوائد أخرى.

وقالت أليسا رامسي، اختصاصية التغذية ومؤلفة كتاب «الأكل بلا اعتذار»: «إذا كان هدفك الأساسي هو الحصول على كمية كافية من الكالسيوم وفيتامين (د)، فإن الحليب هو الخيار الأقوى».

الجبن القريش يحتوي عموماً على بروتين أكثر من الزبادي اليوناني (رويترز)

وأضافت: «مع ذلك، لا يوجد طعام واحد (أفضل) لصحة العظام. لا يزال الجبن القريش خياراً مفيداً، خاصة بسبب محتواه العالي من البروتين الذي يدعم المكونات الهيكلية للعظام. بالنسبة لبعض الأشخاص، قد يساعد إضافة الجبن القريش في تلبية احتياجاتهم العامة من البروتين بسهولة أكبر».

القيمة الغذائية للجبن القريش مقابل الحليب

ترى ليا أنه من الناحية الغذائية، يتشابه الجبن القريش والحليب. وتوضح: «يحتوي كل من الجبن القريش والحليب على مزيج من الكربوهيدرات والدهون والبروتين».

وتابعت: «سيختلف محتوى الدهون اعتماداً على نوع الحليب والجبن القريش، بينما يميل محتوى الكربوهيدرات إلى أن يكون متشابهاً. الاختلاف الرئيسي هو أنه عند تساوي حجم الحصة، يحتوي الجبن القريش على بروتين أكثر بنحو ثلاثة أضعاف مما يحتويه الحليب».

وتؤكد أليسا رامسي أن «الحليب هو أحد أسهل الطرق للحصول على الكالسيوم وفيتامين (د). بالنسبة للأشخاص الذين يستمتعون بشرب الحليب ويتحملونه، يمكن أن يكون تناول كوب إلى كوبين يومياً خياراً مفيداً ومريحاً للمساعدة في تلبية احتياجات الكالسيوم وفيتامين (د)».

يحتوي كوب من الحليب كامل الدسم على 149 سعراً حرارياً و8 غرامات بروتين ومثلها من الدهون، و12 غراماً كربوهيدرات و95 ملغ من الصوديوم و306 ملغ من الكالسيوم و251 ملغ من الفوسفور. بينما تحتوي حصة من الجبن القريش مقدارها نحو 110 غرامات على 116 سعراً حرارياً و13 غرام بروتين و5 غرامات دهون، ومثلهم كربوهيدرات، و385 ملغ من الصوديوم و97 ملغ من الكالسيوم و169 ملغ من الفوسفور.


هل تحسن الحمية الإسكندنافية صحة القلب والكبد؟

الأسماك غنية بالفيتامينات والمعادن (رويترز)
الأسماك غنية بالفيتامينات والمعادن (رويترز)
TT

هل تحسن الحمية الإسكندنافية صحة القلب والكبد؟

الأسماك غنية بالفيتامينات والمعادن (رويترز)
الأسماك غنية بالفيتامينات والمعادن (رويترز)

أشارت دراسة علمية جديدة إلى أن اتباع حمية غذائية إسكندنافية غنية بالأسماك والخضراوات والتوت والبقوليات، يمكن أن يقلل بشكل كبير من الأضرار الناجمة عن مرض السكري من النوع الثاني وأمراض الكبد.

تعرف هذه الحالة طبياً باسم مرض الكبد الدهني المرتبط بالتمثيل الغذائي (MASLD)، وهي لا ترتبط باستهلاك الكحول المفرط، الذي يعد السبب الأكثر شيوعاً لمشاكل الكبد.

يحدث مرض الكبد الدهني المرتبط بالتمثيل الغذائي (MASLD) عندما تتراكم الدهون الزائدة في الكبد، وفقاً للخبراء.

اكتشف علماء سويديون، تابعوا أكثر من 100 شخص، أن هذه الطريقة في الأكل تحسن السيطرة على مستويات السكر في الدم لدى مرضى السكري من النوع الثاني، وتقلل بشكل كبير من كمية الدهون في الكبد، وفقاً لموقع «جازيت إكسبريس».

كما وجدوا أن نصف المرضى المصابين بمرض الكبد الدهني المرتبط بالتمثيل الغذائي (MASLD) دخلوا في حالة تعافٍ، بينما انخفضت مستويات الكوليسترول الضار (LDL) بشكل ملحوظ.

وصف الخبراء النتائج بأنها «مهمة للغاية»، وقالوا إن الحمية الإسكندنافية يمكن أن تكون أداة فعالة لتحقيق استقرار الحالة الصحية للأشخاص المصابين بالنوع الثاني من مرض السكري أو مرض الكبد الدهني المرتبط بالتمثيل الغذائي (MASLD).

وقال أولف ريسيروس، خبير التغذية السريرية والتمثيل الغذائي في جامعة «أوبسالا» والمشارك في تأليف الدراسة: «قدمت الحمية الإسكندنافية الصحية أفضل النتائج لدى المشاركين المصابين بالسكري».

وأظهرت الدراسة انخفاض دهون الكبد بنسبة تزيد على 20 في المائة وتحسنت السيطرة على سكر الدم على مدى عام. أكثر من نصف المشاركين شهدوا تعافياً من مرض الكبد الدهني. وهذا يجعل هذه النتائج بالأهمية نفسها لمرضى الكبد الدهني المرتبط بالتمثيل الغذائي (MASLD) كما هي لمرضى السكري من النوع الثاني.

وأضاف الطبيب مايكل فريدن، باحث التغذية ومرض الكبد الدهني المرتبط بالتمثيل الغذائي (MASLD) في جامعة «أوبسالا» والمشارك في تأليف الدراسة: «على الرغم من أنه سمح للمشاركين بتناول الكميات التي يريدونها من الأطعمة الموصى بها، لكنهم ما زالوا يفقدون الوزن». وتابع: «في العديد من الدراسات السابقة، كانت الحميات الغذائية تعتمد على تقييد السعرات الحرارية، وهو ما ينجح على المدى القصير، لكن الجوع المتزايد يجعل من الصعب الالتزام بها على المدى الطويل».

في الدراسة، قسم العلماء 150 شخصاً إلى ثلاث مجموعات: اتبعت المجموعة الأولى حمية نباتية منخفضة الكربوهيدرات، مع استهلاك منخفض للحوم والأسماك والبيض ومنتجات الألبان، واتبعت المجموعة الثانية حمية إسكندنافية صحية، فيما عملت المجموعة الثالثة كمجموعة ضابطة، وواصلت نظامها الغذائي المعتاد. طلب من جميع المشاركين الحد من المشروبات المحلاة والحلويات والأطعمة المضاف إليها سكر.

بعد عام من المتابعة، تبيّن أن النظام الغذائي النباتي المنخفض الكربوهيدرات والنظام الغذائي الإسكندنافي كانا متساويين في الفعالية في تقليل دهون الكبد والكوليسترول الضار. لكن النظام الغذائي الإسكندنافي أثبت فاعليته أكثر في خفض سكر الدم على المدى الطويل، كما كانت له تأثيرات أكثر إيجابية على وزن الجسم.

لم يتمكن العلماء من تحديد السبب الدقيق وراء تأثير الحمية الإسكندنافية بهذا الشكل، لكنهم اقترحوا، في ورقة بحثية نشرتها مجلة «نيتشر كوميونيكيشنز»، أن التأثير قد يكون مرتبطاً بالاستهلاك العالي للشوفان وخبز القمح الكامل، بالإضافة إلى الاستخدام المنخفض للزبدة.

ورأى ريسيروس أن «هذا مثير للاهتمام، إذ يشير إلى أن النظام الغذائي نفسه ساهم في تقليل ترسبات الدهون في الكبد، وربما أيضاً في تحسين سكر الدم، وتقليل الالتهابات».

يحدث السكري من النوع الثاني عندما لا ينتج الجسم ما يكفي من الإنسولين أو عندما تقل حساسية الخلايا له، ما يؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم. وتشمل الأعراض التعب، وزيادة العطش، وكثرة التبول، وفقدان الوزن غير المبرر، وضبابية الرؤية، وبطء التئام الجروح.