دراسة مراجعة علمية: فمك قد يكون مرآة لـ«متلازمة الأيض»

أمراض اللثة والأسنان تؤدي إلى تفاقمها

دراسة مراجعة علمية: فمك قد يكون مرآة لـ«متلازمة الأيض»
TT

دراسة مراجعة علمية: فمك قد يكون مرآة لـ«متلازمة الأيض»

دراسة مراجعة علمية: فمك قد يكون مرآة لـ«متلازمة الأيض»

هل يمكن أن تكشف رائحة فمك، أو نزيف لثتك، أو التهاب بسيط حول أسنانك عن مشكلة في القلب أو ارتفاع في السكر أو خلل في ضغط الدم؟

الإجابة المفاجئة: نعم. هذا ما خلصت إليه مراجعة علمية حديثة قادتها الدكتورة هبة السيد، من كلية طب الأسنان في جامعة «كنغز كوليدج لندن» (King´s College London)، ونُشرت في 13 يونيو (حزيران) 2025 في مجلة «المجلة البريطانية لطب الأسنان» (British Dental Journal).

وتسلط الدراسة الضوء على العلاقة المتشابكة بين ما يحدث في فم الإنسان وما يحدث في جسده، وتحديداً في حالة تُعرف باسم متلازمة الأيض (التمثيل الغذائي).

العلاقة الخفية بين اللثة والتمثيل الغذائي

لطالما كانت أمراض الفم -مثل تسوس الأسنان، والتهاب اللثة، والتهاب جذور السن- مشكلات موضعية تُحل في عيادة طبيب الأسنان. لكنَّ الدراسة الحديثة قلبت هذا المفهوم رأساً على عقب، فقد كشفت عن أن هذه الحالات ليست مجرد مضايقات يومية، بل نوافذ سريرية تفضح خلفها اضطرابات مزمنة أكثر خطورة، أبرزها متلازمة الأيض (Metabolic Syndrome).

* ما متلازمة الأيض Metabolic Syndrome؟ ويطلق عليها أيضاً تسميات متعددة مثل: «القاتل الصامت»، أو «متلازمة إكس»، أو «الرباعي القاتل»، أو «متلازمة مقاومة الإنسولين»، وهي حالة صحية معقّدة تجمع بين عدة اضطرابات في الجسم في آنٍ واحد، أبرزها:

- دهون زائدة في محيط البطن (ما يعرف بالكرش).

- ارتفاع ضغط الدم.

- ارتفاع سكر الدم الصائم.

- انخفاض الكوليسترول الحميد (HDL).

- ارتفاع الدهون الثلاثية (Triglycerides).

ويُعد الشخص مصاباً بالمتلازمة إذا كان يعاني من ثلاثة عوامل أو أكثر من هذه الخمسة. وغالباً ما ترتبط هذه الحالة بنمط الحياة العصري: قلة النشاط البدني، وسوء التغذية، والتوتر المزمن.

كل هذه العوامل مجتمعة تُضاعف من خطر الإصابة بأمراض القلب التاجية، والسكري من النوع الثاني، والسكتة الدماغية. ويكمن خطرها في أنها لا تُظهر أعراضاً واضحة في المراحل المبكرة، مما يجعل اكتشافها المبكر تحدياً طبياً حقيقياً.

* لماذا يهتم أطباء الأسنان بهذا الرابط العجيب؟ لأن الفم، ببساطة، لم يعد منطقة معزولة عن باقي الجسد. فالمراجعة العلمية الحديثة ربطت بين أمراض اللثة ومتلازمة الأيض من خلال تحليل أكثر من 30 دراسة عالمية.

وكانت النتيجة لافتة: 67.1 في المائة من المصابين بمتلازمة الأيض يعانون من أمراض اللثة، مقارنةً بـ55.4 في المائة فقط من غير المصابين.

لكن الأدلة لم تقف عند التهاب اللثة فقط؛ فقد أظهرت الأبحاث أن الالتهاب المزمن في جذور الأسنان -والمعروف طبياً باسم Apical Periodontitis- يمكن أن يرفع مؤشرات التهابية خطيرة في الدم مثل بروتين سي التفاعلي (C-reactive protein) والإنزيم MMP-2 (Matrix Metalloproteinase-2)، وهي نفسها العلامات التي تثير قلق أطباء القلب والغدد الصماء.

علاج الفم يخفف الأمراض

ما يُثير الاهتمام أكثر هو أن علاج جذور الأسنان بنجاح لم يكن مفيداً فقط للفم، بل ساهم أيضاً، حسب نفس المراجعة، في تحسّن واضح في مستويات السكر في الدم لدى مرضى السكري من النوع الثاني، مما يفتح آفاقاً علاجية غير متوقعة في الوقاية من مضاعفات الأيض.

تُظهر هذه النتائج أن البكتيريا الضارة في الفم ليست مجرد مصدر لروائح كريهة أو تسوس، بل يمكن أن تشق طريقها عبر اللثة الملتهبة إلى مجرى الدم، وتُطلق سلسلة من التفاعلات الالتهابية التي تُسرّع من تطوّر الأمراض المزمنة، كالقلب والسكري.

إن الأشخاص الذين يعانون من أمراض لثوية مزمنة، غالباً ما يكون لديهم مستويات مرتفعة من المؤشرات الالتهابية العامة في الجسم -وهي نفس المؤشرات المرتبطة بمتلازمة الأيض. من هنا، أصبح فحص الفم واللثة أداة محتملة لرصد المخاطر الأيضية مبكراً، وربما التدخل قبل فوات الأوان.

من الفم إلى الجسد والعكس بالعكس

العلاقة بين صحة الفم ومتلازمة الأيض ليست طريقاً باتجاه واحد، بل هي حلقة متبادلة التأثير، يتغذى فيها الفم والجسم كل منهما على الآخر -سلباً أو إيجاباً.

فعندما تُصاب اللثة أو أنسجة الفم بالتهاب مزمن، ترتفع مستويات الالتهاب العام في الجسم، وهو ما يفاقم بدوره مقاومة الإنسولين، ويزيد من احتمالات ارتفاع ضغط الدم والخلل في تنظيم الدهون. وهذه الحالة الالتهابية المستمرة تخلق بيئة بيولوجية مشحونة تؤثر على الأعضاء الحيوية بصمت وهدوء.

وفي الاتجاه المعاكس، فإن الشخص الذي يعاني من اضطرابات في الأيض -كالسمنة أو ارتفاع الدهون الثلاثية- يكون أكثر عرضة للإصابة بأمراض الفم، بسبب تأثير الدهون الحشوية والهرمونات الالتهابية التي تُفرزها الخلايا الدهنية على أنسجة اللثة. هذه الهرمونات تُضعف قدرة الجسم على مقاومة البكتيريا الفموية، مما يجعل الفم ساحة سهلة لانتشار الالتهاب.

بعبارة أخرى، اللثة والقلب قد يتشاركان في نفس المعركة، ووقاية أحدهما قد تعني حماية الآخر.

أرقام مقلقة في العالم العربي

ليست متلازمة الأيض خطراً بعيداً أو مشكلة غربية فحسب، بل تضرب عمق المجتمعات العربية بصمت مقلق.

في السعودية، تُظهر دراسات وطنية أن نحو 40 في المائة من البالغين يعانون من السمنة المفرطة، التي تُعد المحرّك الأول لمتلازمة الأيض، بحكم علاقتها المباشرة بمقاومة الإنسولين واضطرابات الدهون.

أما في مصر، فقد تجاوز عدد المصابين بالسكري حاجز 15 مليون شخص، أغلبهم يعانون من النوع الثاني المرتبط ارتباطاً وثيقاً بمتلازمة الأيض. هذا الرقم لا يهدد النظام الصحي فقط، بل يعكس عبئاً اقتصادياً واجتماعياً متزايداً.

وفي دول الخليج العربي، تتفاقم الصورة أكثر، حيث تُظهر الإحصاءات أن أكثر من 50 في المائة من البالغين فوق سن الأربعين يعانون من واحد أو أكثر من عوامل متلازمة الأيض، مثل ارتفاع الضغط أو الدهون أو محيط الخصر الزائد.

كل هذه الأرقام تضع صحة الفم في موقع غير متوقع، بوصفها عنصراً قد يُسهم في كسر هذه الدائرة... إذا ما تم دمجه ضمن الجهود الوقائية الشاملة.

دعوة لتوسيع منظور الرعاية الصحية

في ضوء هذه الأدلة المتراكمة، وجّهت الدكتورة هبة وفريقها البحثي دعوة واضحة وصريحة إلى إعادة التفكير في دور طب الأسنان، ودمجه بشكل فعّال ضمن منظومة الوقاية من الأمراض المزمنة، خصوصاً في المجتمعات العربية التي تشهد ازدياداً مثيراً للقلق في معدلات السكري، السمنة، وأمراض القلب.

فلم يعد كافياً أن يُنظر إلى طبيب الأسنان على أنه يعالج التسوس فقط، بل ينبغي أن يكون جزءاً من الخط الدفاعي الأول ضد متلازمة الأيض ومضاعفاتها.

ولهذا، شدّد الباحثون على أهمية تعزيز الدراسات السكانية الطولية (Longitudinal Population Studies) في العالم العربي، لفهم ديناميكيات العلاقة بين الفم والجسم على المدى البعيد، وتحويل صحة الفم إلى مؤشر مبكر وفاعل في تشخيص المخاطر الأيضية.

إن التعامل مع اللثة والأسنان على أنها جزء لا يتجزأ من الصحة العامة لم يعد ترفاً علمياً، بل ضرورة صحية ملحة، قد تُحدث فرقاً في معدلات الإصابة والوفيات المرتبطة بأمراض العصر.

خلاصة: عندما يصبح الفم ناقوس خطر

فمك لا يهمس فقط... بل يصرخ أحياناً لتحذيرك من أزمة صحية صامتة!

في عصرٍ تتداخل فيه أجهزة الجسد أكثر من أي وقت مضى، لم يعد طبيب الأسنان مجرّد حارس للابتسامة، بل أصبح راداراً بيولوجياً يرصد إشارات مبكرة عن أمراض القلب، وارتفاع السكر، واضطرابات التمثيل الغذائي.

إنّ تجاهل نزيف اللثة أو التهاب الجذور لم يعد مجرد إهمال لجماليات الفم، بل تفويت لفرصة ذهبية لرصد ما يدور في أعماق الجسم.

لذلك، في المرة القادمة التي تزور فيها طبيب الأسنان، تذكّر أنك لا تفحص أسنانك فقط... بل تفتح نافذة على صحتك الشاملة.

* المصدر:

https://www.nature.com/articles/s41415-025-8324-0


مقالات ذات صلة

قطرات العين... بدلاً من نظارات القراءة

علوم قطرات العين... بدلاً من نظارات القراءة

قطرات العين... بدلاً من نظارات القراءة

تساعد المصابين بطول النظر الشيخوخي

هايدي غودمان (كمبردج (ولاية ماساتشوستس الأميركية))
صحتك الأشخاص المصابون بالاكتئاب تزيد احتمالات إصابتهم بالصرع خلال مرحلة لاحقة من العمر (بيكسباي)

دراسة: الاكتئاب يزيد من احتمالات الإصابة بالصرع

توصلت دراستان جديدتان إلى أن الاكتئاب يزيد من صعوبة علاج مرض الصرع، وقد يؤدي أيضاً إلى الإصابة بهذا المرض.

صحتك حبات من الرمان في إحدى أسواق كابل (إ.ب.أ)

ما فوائد وسلبيات شرب عصير الرمان؟

قال موقع «إيفري داي هيلث» إن عصير الرمان غني بمضادات الأكسدة وغيرها من العناصر الغذائية الأساسية. وأضاف أنه على الرغم من أن العصير يُعد خياراً منعشاً، فإن له…

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تناول العنب يمنح الجسم فوائد صحية مختلفة (رويترز)

أفضل وقت لتناول العنب لتحسين النوم وإنقاص الوزن وتعزيز الطاقة

العنب ليس مجرد وجبة خفيفة، بل فاكهة تقدم فوائد صحية مختلفة حسب وقت تناولها. وقد يساعد العنب في تعزيز الطاقة، ودعم أهداف إنقاص الوزن، وتحسين جودة النوم.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك يُؤثر العمل لساعات إضافية بشكل مُزمن على الجهاز العصبي (بيكسباي)

13 عادة يومية تتسبب بالشيخوخة المبكرة دون أن تشعر

لا تُمثّل جيناتك سوى جزء صغير من متوسط ​​عمرك المتوقع، حيث تؤثر عوامل نمط الحياة، مثل شرب الماء الكافي، وإدارة التوتر، وعادات النوم، على سرعة تقدمك في العمر.

«الشرق الأوسط» (لندن)

توقيت الطفرة الجينية يحدد مدى شراسة اللوكيميا في الأطفال

توقيت الطفرة الجينية يحدد مدى شراسة اللوكيميا في الأطفال
TT

توقيت الطفرة الجينية يحدد مدى شراسة اللوكيميا في الأطفال

توقيت الطفرة الجينية يحدد مدى شراسة اللوكيميا في الأطفال

كشفت دراسة حديثة، نُشرت في النصف الأول من شهر ديسمبر (كانون الأول) من العام الحالي في مجلة أبحاث السرطان «Cancer Discovery» التابعة للجمعية الأميركية لأبحاث السرطان عن سبب اختلاف نتائج الأطفال المصابين بنفس الطفرة الجينية المسببة لسرطان الدم. وأوضحت أن ذلك يعتمد على توقيت حدوث هذه الطفرة حتى مع وجود نفس الجين.

وقال الباحثون، من كلية إيكان للطب في ماونت سيناي Icahn School of Medicine at Mount Sinai، في الولايات المتحدة، إن سرطان الدم (اللوكيميا) الذي يبدأ قبل الولادة في الأغلب يكون أكثر شراسة، وينمو بشكل أسرع، ويصعب علاجه بعد تشخيصه، وأكدوا أن هذا الاكتشاف سوف يساهم مستقبلاً في تحديد نوعية العلاج.

توقيت الطفرة الجينية

حاول الباحثون معرفة تأثير التوقيت الذي تحدث فيه الطفرة على شراسة المرض، وأُجريت هذه الدراسة في المختبر باستخدام نماذج لخلايا جذعية تحاكي خلايا الدم البشرية الطبيعية، وقاموا بإحداث طفرة جينية في هذه الخلايا باستخدام تقنية كريسبر CRISPR لتعديل الجينات، ثم قاموا بمراقبة تطور هذه الخلايا في مراحل نموها المختلفة (قبل الولادة، وبعدها، والطفولة المبكرة، والطفولة المتأخرة، والمراهقة، والبلوغ).

سرطان الدم قبل وبعد الولادة

أظهرت النتائج تحول الخلايا الجذعية التي تم إنتاجها خلال مرحلة تطور الجنين بسهولة إلى خلايا سرطانية، ما أدى إلى ظهور شكل أكثر شراسة من المرض، أما الخلايا الجذعية التي تم إنتاجها بعد الولادة، فقد أصبحت أكثر قدرة على مقاومة التحول لخلايا خبيثة، وتطلبت طفرات إضافية لتصبح سرطانية.

أوضح الباحثون أن الخلايا الجذعية الخاصة باللوكيميا التي تنشأ قبل الولادة تميزت بأنها أكثر خمولاً (ساكنة)، وتعتمد بشكل كبير على مصادر طاقة محددة، وهو ما لم يحدث في حالات اللوكيميا التي تنشأ لاحقاً في حياة الطفل، ورغم خمول هذه الخلايا الجذعية، فإن هذه الحالة تجعل القضاء عليها بالعلاج التقليدي أكثر صعوبة، ما يفسر السبب وراء شراسة اللوكيميا التي تنشأ قبل الولادة أكثر من الأنواع الأخرى التي تنشأ في مراحل الحياة المختلفة رغم تطابق التركيب الجيني.

بصمة جينية

من خلال الدراسة قام الباحثون بتحديد بصمة جينية خاصة بالخلايا الجذعية التي تنشأ قبل الولادة، والتي تتنبأ باحتمالية بدء إصابة الطفل بسرطان الدم قبل الولادة، ولاحظوا أن هذه البصمة ارتبطت ارتباطاً وثيقاً بنتائج سريرية أسوأ بشكل واضح، وأكد الباحثون أن هذه النتائج تشير إلى أهمية توقيت حدوث الطفرة الجينية، حيث يختلف سلوك الطفرة نفسها اختلافاً كبيراً باختلاف وقت حدوثها.

اكتشف الباحثون أن هذه الخلايا السرطانية شديدة التأثر بدمج العلاج الكيميائي التقليدي مع دواء فينيتوكلاكس venetoclax، وهو دواء معتمد من إدارة الغذاء والدواء الأميركية FDA (هذا الدواء يعمل على تثبيط بروتين معين يساعد الخلايا السرطانية على النمو)، ما أدى إلى تقليل شراسة المرض بشكل ملحوظ في النماذج التجريبية.

دعم علمي للعلاجات

وتوفر هذه النتائج للأطباء دعماً علمياً لاستخدام العلاج المدمج (فينيتوكلاكس، والعلاج الكيميائي) في علاج اللوكيميا، خاصة في الأطفال الأصغر عمراً، الذين يمكن أن يكون مرضهم قد بدأ قبل الولادة، لأن فهم أهمية توقيت بدء الإصابة قد يساعد الأطباء على اختيار علاج أكثر فاعلية في وقت مبكر من دون مخاوف من حدة العلاج.

أكد أعضاء الفريق البحثي أنهم بصدد تطوير نوعية علاجات في المستقبل القريب تستهدف بشكل مباشر التمثيل الغذائي الخاص بخلايا اللوكيميا التي تنشأ قبل الولادة، بهدف القضاء الانتقائي على الخلايا الجذعية السرطانية، مع الحفاظ على الخلايا الجذعية السليمة في الدم.


8 أطعمة غنية طبيعياً بفيتامين «B12»

تُعدّ اللحوم الحمراء من المصادر الممتازة لفيتامين «B12» (أرشيفية - رويترز)
تُعدّ اللحوم الحمراء من المصادر الممتازة لفيتامين «B12» (أرشيفية - رويترز)
TT

8 أطعمة غنية طبيعياً بفيتامين «B12»

تُعدّ اللحوم الحمراء من المصادر الممتازة لفيتامين «B12» (أرشيفية - رويترز)
تُعدّ اللحوم الحمراء من المصادر الممتازة لفيتامين «B12» (أرشيفية - رويترز)

يساعد فيتامين «B12» الجسم على إنتاج خلايا الدم الحمراء، وتوليد الطاقة، والحفاظ على صحة الدماغ والأعصاب، غير أن الحصول عليه يكون عبر الغذاء أو المكمّلات الغذائية، مثل البيض، والأسماك الدهنية، وغيرها.

وفي حال عدم الحصول على كميات كافية منه، قد يشعر الشخص بالتعب والإرهاق والضعف، وقد يتطور الأمر في بعض الحالات إلى الإصابة بفقر الدم.

إليكم 8 مأكولات غنية بفيتامين «B12»:

1- اللحوم الحمراء

تُعدّ اللحوم الحمراء من المصادر الممتازة لفيتامين «B12». ويوفّر نحو 85 غراماً (ثلاث أونصات) من لحم البقر المفروم بنسبة دهن 80 في المائة أكثر بقليل من 100 في المائة من الكمية اليومية الموصى بها من هذا الفيتامين. كما يُعدّ لحم البقر مصدراً جيداً لعناصر غذائية أساسية أخرى، من بينها حمض الفوليك، والنياسين، والحديد، والزنك، والبوتاسيوم، والبروتين.

غير أن اللحوم الحمراء قد تحتوي على نسب مرتفعة من الدهون المشبعة. ويوصي الخبراء الأشخاص الذين يسعون إلى خفض مستويات الكوليسترول بألا تتجاوز الدهون المشبعة 6 في المائة من إجمالي السعرات الحرارية اليومية.

2- الأسماك الدهنية

تُعرف الأسماك الدهنية على نطاق واسع بأنها من أفضل المصادر لأحماض «أوميغا-3» المفيدة لصحة القلب، لكنها تُعدّ أيضاً مصدراً جيداً لفيتامينات أخرى، من بينها فيتامين «B12».

ومن أمثلة الأسماك الدهنية: السردين والتونة والسلمون والتروتة.

ويُوفّر نصف شريحة من سمك السلمون، بوزن نحو 198 غراماً، ما يعادل نحو 260 في المائة من الاحتياج اليومي الموصى به من فيتامين «B12».

3- البيض

تتركّز معظم الفيتامينات والمعادن الموجودة في البيض في صفار البيض. وإلى جانب فيتامين «B12»، توفّر البيضة الواحدة نحو 6 غرامات من البروتين، و92 مليغراماً من البوتاسيوم، و24 مليغراماً من الكالسيوم، و155 مليغراماً من الكولين، و90 ميكروغراماً من فيتامين «A»، إضافة إلى 50 وحدة دولية من فيتامين «D».

4- منتجات الألبان

تُعدّ منتجات الألبان، مثل الحليب والجبن واللبن (الزبادي)، مصادر جيدة للفيتامينات والمعادن. ويحتوي كوب من اللبن اليوناني الخالي من الدسم على نحو 50 في المائة من الاحتياج اليومي من فيتامين «B12»، إضافة إلى 230 مليغراماً من الفوسفور، و240 مليغراماً من البوتاسيوم، و187 مليغراماً من الكالسيوم، ونحو 17 غراماً من البروتين.

5- الصدفيات

تُعدّ المحاريات، مثل المحار والكركند وبلح البحر، من المصادر الممتازة للبروتين والفيتامينات والمعادن. فعلى سبيل المثال، يوفّر الكركند فيتامين «B12»، إضافة إلى نحو 16 غراماً من البروتين، و62 ميكروغراماً من السيلينيوم، و9 ميكروغرامات من حمض الفوليك، و68 ميكروغراماً من الكولين.

6- اللحوم الداخلية

تُعدّ لحوم الأحشاء الحيوانية، مثل الكبد والكِلى، غنية جداً بالعناصر الغذائية، رغم تراجع شعبيتها مقارنة بالماضي. وبما أن فيتامين «B12» يُخزَّن في الكبد، فإن هذه اللحوم تُعدّ من أغنى المصادر الغذائية بهذا الفيتامين.

ويُوفّر الكبد وحده نحو 2500 في المائة من الكمية اليومية الموصى بها من فيتامين «B12». كما تحتوي حصة تزن نحو 85 غراماً (ثلاث أونصات) من الكبد على 25 غراماً من البروتين، و5 مليغرامات من الحديد، و422 مليغراماً من الفوسفور، و299 مليغراماً من البوتاسيوم، و215 ميكروغراماً من حمض الفوليك.

7- الخميرة الغذائية

تُعدّ الخميرة الغذائية من الإضافات الشائعة على الأطعمة ومن مكوّنات الطهي المستخدمة على نطاق واسع في الأنظمة الغذائية النباتية الصرفة، إذ هي نوع من الخمائر يُزرع خصيصاً للاستهلاك الغذائي ويمنح الطعام نكهة غنية ومحببة.

غير أن الخميرة لا تنتج فيتامين «B12» بشكل طبيعي، ما يستدعي تدعيمها بهذا الفيتامين كي تُعدّ مصدراً غذائياً له. وتُصنّع الخميرة الغذائية لتوفّر محتوى غنياً من البروتينات، إلى جانب مجموعة من الفيتامينات والمعادن.

8- الحليب غير المشتق من الألبان

لا يحتوي الحليب غير المشتق من الألبان، مثل حليب اللوز أو الصويا أو الشوفان أو الكاجو، على فيتامين «B12» بشكل طبيعي، لكنه غالباً ما يكون مُدعّماً لتوفير مجموعة من الفيتامينات والمعادن.


دراسة: الاكتئاب يزيد من احتمالات الإصابة بالصرع

الأشخاص المصابون بالاكتئاب تزيد احتمالات إصابتهم بالصرع خلال مرحلة لاحقة من العمر (بيكسباي)
الأشخاص المصابون بالاكتئاب تزيد احتمالات إصابتهم بالصرع خلال مرحلة لاحقة من العمر (بيكسباي)
TT

دراسة: الاكتئاب يزيد من احتمالات الإصابة بالصرع

الأشخاص المصابون بالاكتئاب تزيد احتمالات إصابتهم بالصرع خلال مرحلة لاحقة من العمر (بيكسباي)
الأشخاص المصابون بالاكتئاب تزيد احتمالات إصابتهم بالصرع خلال مرحلة لاحقة من العمر (بيكسباي)

توصلت دراستان جديدتان إلى أن الاكتئاب يزيد من صعوبة علاج مرض الصرع، وقد يؤدي أيضاً إلى الإصابة بهذا المرض.

وأظهرت دراسة تحليلية شملت أكثر من 90 ألفاً من مطالبات التأمين الصحي في الولايات المتحدة أن المرضى الذين أصيبوا حديثاً بالصرع ويعانون من الاكتئاب في نفس الوقت تزيد احتمالات توقفهم عن تناول الأدوية التي تمنع الإصابة بنوبات الصرع بنسبة 40 في المائة خلال أول عدة أشهر بعد الإصابة بالمرض.

ويعني ذلك أنهم إما توقفوا عن تناول الأدوية، أو استبدلوا أدوية أخرى بها، أو أضافوا إليها أدوية تكميلية.

وبحسب نتائج الدراسة، فإن المرضى في هذه الفئة أيضاً تزيد لديهم احتمالات الإصابة بأمراض نفسية أخرى، منها القلق، واضطرابات النوم، وبعض الأمراض الصحية، منها السكري، وأمراض الرئة، والكلى، والسكتات القلبية.

وتوصلت دراسة ثانية إلى أن الأشخاص المصابين بالاكتئاب تزيد احتمالات إصابتهم بالصرع خلال مرحلة لاحقة من العمر بواقع مثلين ونصف. وأرجع رئيس فريق الدراسة السبب في هذه الصلة إلى وجود شبكات عصبية في المخ مشتركة بين المرضين، أو التوتر، أو مشكلات تتعلق بالنوم.

ويقول الطبيب هوارد جودكين رئيس جمعية الصرع الأميركية، في تصريحات نقلها الموقع الإلكتروني «هيلث داي»: «الخلاصة هي أن العناية الجيدة بمرضى الاكتئاب تساعد في الحفاظ على صحة المخ».