طلال الحمود
إعلامي وكاتب سعودي، رئيس تحرير الأخبار الرياضية في قناة العربية.
TT

مونديال المغرب والسعودية

ينتظر عشاق كرة القدم في العالم أن يعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم مساء الحادي عشر من ديسمبر (كانون الأول) المقبل، عن فوز المغرب إلى جانب إسبانيا والبرتغال بحق تنظيم مونديال 2030، وحصول السعودية على الحق نفسه لاستضافة نسخة 2034، وبحسب برنامج الاجتماع الاستثنائي لـ«فيفا» سيتم اتخاذ القرار التاريخي بإقامة كأس العالم في البلدان العربية للمرة الثانية والثالثة خلال 12 عاماً، في حدث من شأنه أن يضع المنطقة في الواجهة رياضياً واقتصادياً وثقافياً.

ولا يمكن أن يمر تنظيم بطولة كأس العالم في بلد دون أن يغير وجهه، بعدما أصبحت الاستضافة تعني تحديث الأنظمة المحلية وتطوير البنية التحتية وتغيير كل ما يمكن لاستيعاب اشتراطات الاتحاد الدولي في مستوى الخدمات الخاصة بالنقل والإسكان والاتصالات والترفيه، ومن ثمّ تعمير أو إعادة تأهيل المدن المستضيفة لتصبح أكثر تطوراً وجاذبية عن غيرها من الوجهات التي لم تنجح في نيل هذا الشرف، وغالباً ما يتضح الفرق حين تقام البطولة خارج أوروبا أو أميركا، ويظهر التأثير بشكل أكبر عندما يسند التنظيم إلى الدول الطموحة الباحثة عن مكان في واجهة العالم.

ويمكن للذين طالعوا ملف السعودية 2034 الخاص باستضافة بطولة كأس العالم أن يدركوا حجم التغيير في مجالات الرياضة والاقتصاد والسياحة، من خلال بناء سلسلة ملاعب حديثة ومد شبكة قطارات سريعة داخل المدن وبينها، وإنشاء أو تطوير مجموعة من المطارات الدولية، فضلاً عن إضافة مئات المنشآت السياحية والفنادق والوجهات الترفيهية التي من شأنها أن تصنع تحولاً غير مسبوق في أسلوب حياة سكان السعودية وزوارها.

وتبدو جنوب أفريقيا وقطر والبرازيل أمثلة يمكن من خلالها إدراك أهمية استضافة مناسبة بحجم كأس العالم، بعدما أضاف تنظيم المونديال إلى واقع هذه البلدان أشياء غيرت ملامحها وجعلتها أكثر جذباً للسياحة والاستثمارات، ومنحت سكانها مستقبلاً أفضل بما تركته كراسة «فيفا» على الأرض من مشاريع وفرت للسكان والسياح وسائل نقل مريحة، وأماكن سكن راقية وغيرها من وسائل تحسين جودة الحياة.

وفي بلد يتنفس كرة القدم مثل المغرب يمكن للمونديال أن يضيف الكثير من خلال تقديم هذه البلاد إلى العالم بصورتها الحديثة وقدرتها على أن تكون وجهة لا تقل عن جيرانها في الطرف المقابل من البحر الأبيض المتوسط، خاصة أن محاولات الاستضافة السابقة جعلت المغرب أكثر اهتماماً بتحويل هذه الفرصة إلى مشروع كبير لتحديث البلاد بما يوازي الانتقال إلى عصر جديد.

لهذا لن يكون الحادي عشر من ديسمبر المقبل يوماً عادياً، في انتظار أن يواكب الإعلان عن فوز المغرب والسعودية بحق استضافة كأس العالم، ما يوازيه من تغطية إعلامية تبرز أهميته وتبرهن على قدرة البلدين على استقبال أنصار كرة القدم في تجربة تمزج بين العراقة والتطور.