> لم تفتقر السينما العربية، إذا نظرنا إلى تاريخها المديد، للتجارب الفنية والإنتاجية ولا إلى تفعيل تلك الرغبة الصادقة في تحقيق العلامة الفارقة في مسيرتها.
> حالياً، تمرّ السينما السعودية، ومنذ ثلاثة أعوام، بمرحلة إنجازات متوالية على أكثر من صعيد. فهي عاصمة لمهرجانين مهمّين («مهرجان الأفلام السعودية» و«مهرجان البحر الأحمر») ولهيئة حكومية تُشرف على كل نواحي العمل السينمائي، بما فيها الناحية الثقافية المتمثلة في عدد كبير من الكتب السينمائية التي وضعها بعض أفضل نقاد السينما العرب.
> للأسف، هناك تجارب عربية سابقة، في الستينات والسبعينات، لم يتحقّق لها الاستمرار، وذلك تبعاً لظروف معقّدة منها ما هو سياسي، ومنها ما هو أمني، وبعضها الأكبر تبعاً لعدم معرفة «الكيفية» (أو كما يقولون في الغرب The Know How).
> على سبيل المثال كانت هناك موجات من الأفلام العربية التي حاولت، خصوصاً في مصر ولبنان، توفير بديل للسّائد. لحين اشترك في هذه الرغبة سينمائيون من لبنان والعراق ومصر وسوريا والمغرب وتونس وموريتانيا والكويت، لكنها احتاجت في نهاية المطاف لمنهج يوحّدها ويضمن لها التوزيع. هذا لم يحدث.
> في الثمانينات سعى مخرجون عراقيون لتحقيق أفلام تاريخية ضخمة. في الواقع هذا المسعى كان نوعاً من استنساخ تجربة المخرج الراحل مصطفى العقاد. التجربة العراقية ضمّت أعمالاً للعراقي محمد شكري جميل، والمصريَين توفيق صالح وصلاح أبو سيف، لكن التمويل المغدق في هذه الحالة ليس كل شيء، والموجة توقّفت بسبب عدم الخبرة الإنتاجية والتسويقية أولاً.
> الثقافة السينمائية احتلت أهمية كبيرة من قبل مؤسسات مختلفة، فصدرت على شكل كتبٍ ومجلاتٍ ورقية ناجحة بوصفها سبيلاً وغاية ومخفقة من حيث التنظيم والإشراف والتمتع برؤية فعلية لما هو مطلوب لإنجاح هذه المجلات. حالياً هناك أكثر من مجلة سينما على «النت»، لكن لا شيء يوازي أهمية المجلة المطبوعة.
> التجربة المستمرّة إلى الآن في أكثر من موقع هي، تجربة المهرجانات السينمائية. نجدها في السعودية والأردن ومصر والعراق والجزائر ولبنان والمغرب وتونس.
> كل ما سبق ما زال مطلوباً وضرورياً كون السينما هي المرآة العاكسة لنا ولجهودنا وبذلنا ورغباتنا، وكونها أهم الفنون الحاضرة منذ سنواتها الأولى.