في عيد الفطر الماضي، لم تكن أسعار النفط بهذا السوء وكان هناك تفاؤل كبير حول الطلب من الصين.
أما الآن ونحن نحتفل بعيد الأضحى المبارك، فقد تدهورت الأسعار بشكل كبير وأصبحت حالة الكنتانغو مهيمنة على الأسعار، وهنا نقصد بها أن أسعار عقود النفط آخر العام أعلى من مستوياتها القريبة وذلك لأن سوق النفط يعتقد أن فيها تخمة في المعروض حالياً وشحا بنهاية العام.
لكن هذه الحالة موجودة بقوة في السوق الورقية وهي سوق العقود الآجلة للنفط، بينما في السوق الفعلية تشهد الأسعار حالة مختلفة حيث يشعر التجار والمشترون هناك بأن إمدادات النفط بدأت تتقلص، خاصة الخامات المتوسطة والثقيلة، التي يحبها الصينيون لأنها تنتج ديزل بكميات أكبر عند التكرير.
هذا الانفصال بين السوق الفعلية والورقية نقطة محورية في سياسة منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) الحالية، التي عبر عنها وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان بأنها حالة يجب الوقوف عندها، وجار العمل على حلها.
الانفصال بين السوقين هو ما جعل أوبك وحلفاءها يقلصون الإمدادات بشكل كبير حتى تلحق السوق الورقية بالفعلية.
إلا أن السوق الورقية لا تزال لا تلحق بالفعلية، وهنا قدمت السعودية تخفيضاً إضافيا طوعيا بنحو مليون برميل يوميا يبدأ في يوليو (تموز) بعد أيام.
هذا الخفض كان هدية للسوق، وتمديده لمدة أطول هو العيدية التي ستقدمها السعودية للسوق على ما يبدو.
كل هذه التحولات يجب ألا تبعد نظرنا عن الصورة الكبرى وهي نقص الإمدادات على المديين المتوسط والبعيد، وهذا أمر سنتركه لمؤتمر أوبك الدولي الذي سينعقد في فيينا الأسبوع القادم، والذي سيكون مخصصاً لنقاش التحديات طويلة الأجل التي نواجهها ولا أحد يلتفت إليها.