هو ليس نسخة من ليونيل ميسي وليس طبق الأصل من كريستيانو رونالدو، هو متفرد، وهو ربما رحيق منهما معاً.
هو كيليان مبابي الذي انتصب ملكاً على قلوب الفرنسيين والذي قدم أوراق اعتماده رسمياً كأحد أفضل نجوم المونديال القطري، وأكثرهم فاعلية ونحن لا نزال فقط في الدور الثاني من العرس العالمي.
لسنا إزاء اكتشاف موهبة كيليان مبابي أو الانبهار بما قدمه ويقدمه من أداء وما يسجله من أهداف وما يقوم به من تمريرات حاسمة، فذلك نعلمه منذ مونديال «روسيا 2018» ومع «البي إس جي» منذ سنوات، بل نحن نعاين تعملق هذا النجم وصعوده الصاروخي في سلم الريادة والإقناع والإمتاع بإنجازات خارقة وأرقام قياسية.
اليوم رفع مبابي رصيده من الأهداف في كأس العالم إلى خمسة والرقم مرشح للارتفاع أكثر في كل مباراة سيشارك فيها مع المنتخب الفرنسي، وكان قد سجل أربعة أهداف في مونديال روسيا ليصبح أول لاعب فرنسي يصل إلى هذا الرقم من الأهداف.
وهو كذلك حطم الرقم القياسي الذي كان يملكه أسطورة البرتغال إيزيبيو كأصغر لاعب سجل أكثر من ثمانية أهداف وهو في سن 23 عاماً فقط في كأس العالم. كما حطم رقماً آخر يملكه كريستيانو رونالدو، وهو عدد الأهداف في دورات كأس العالم، حيث يملك رونالدو ثمانية أهداف في حين رفع مبابي رصيده إلى تسعة أهداف.
وعادل مبابي رقم ليونيل ميسي في عدد الأهداف في كأس العالم، حيث سجل كل منهما ثمانية أهداف.
يحصل كل هذا وكليان مبابي لا يزال بعمر 23 عاماً و349 يوماً، هذا يعني أن أمامه مسافة عمر في المستوى العالي لن تقل عن عشر سنوات أخرى. وهذا يعني أنه سيحقق أرقاما أخرى على كل المستويات الرياضية والمالية.
أكاد أجزم دون مواربة بأن عصر كيليان مبابي كنجم أول على العام بدأ بقوة وأنها بالتوازي بداية نهاية عصر الثنائي ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو اللذين سيطرا بالطول والعرض على زعامة كرة القدم العالمية لأكثر من عشرية وتقاسما معاً مع أفضلية للأسطورة الأرجنتينية الفوز بكل الجوائز العالمية وبخاصة منها الكرة الذهبية.
ما يجعل من مبابي لاعب كرة قدم فريداً هو حزمة الخصال التي تميِّزه عن غيره، فهو سريع بالكرة ودون كرة، هو يسجل الأهداف من كل الزوايا، ومن كل المناطق، بالرجل اليمنى كما بالرجل اليسرى، وبالرأس. وهو ممرر للكرات الحاسمة على درجة عالية من الدقة. أما بدنياً فهو يمتلك إمكانات جيدة جداً تجعل من قدرته على ربح الصراعات الثنائية أمراً محسوماً.
وجود كيليان مبابي في أي تشكيلة يجعله دائماً في طريق الانتصار لأنه لاعب بحجم فريق خُلق ليسجل الأهداف ويصنع الانتصارات.
الفرحة متاحة باستمرار مع كيليان مبابي بفضل سرعته ومرواغاته وأهدافه الجميلة.
قريباً ستغيب شمس رونالدو وميسي ويزداد بريق نجم فرنسا مبابي.
إنه حقاً عصر كيليان مبابي.
TT
مبابي يعلن نهاية عصر ميسي ورونالدو
المزيد من مقالات الرأي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة