أعلنت «مايكروسوفت كورب» عن نمو بنسبة 35 في المائة في الخدمات السحابية. في الوقت ذاته، نجحت الوحدة الحسابية التابعة لـ«ألفابيت إنك» في التفوق على جميع التقديرات وتقليص خسائرها. ومع ذلك، تراجعت أسهم الشركتين.
ونشر اثنتان من عمالقة التكنولوجيا أرقاماً قوية على صلة بأعمال تجارية ذات أهمية استراتيجية في خضم انهيار سوق الأسهم، وارتفاع الدولار الأميركي والركود الذي يلوح في الأفق. ومع ذلك، جاء رد فعل المستثمرين غاضباً ومحبطاً، وبدوا غاضبين من كل شيء، وكان رد فعلهم غريباً للغاية. ومع أن إحباطهم مفهوم، لكنه ليس مفيداً.
وقد علمنا أن الأقسام التي تتعامل مع المستهلكين داخل «مايكروسوفت» كانت تواجه مشكلات. واللافت أن وحدة «الحوسبة الشخصية» التابعة للشركة، أعلنت عن إيرادات تكاد تكافئ إيرادات العام الماضي، عندما توقع محللون تكبدها لتراجع بنسبة 2 في المائة، مما يشكل إنجازاً هائلاً.
كان من الممكن أن يحقق أصغر قطاع من قطاعات الأعمال الثلاثة للشركة نمواً بنسبة 3 في المائة. ومع ذلك، تراجعت مبيعات منتجاتها الرئيسية التي تعمل بنظام «ويندوز» بمعدل 6 في المائة لسبب بسيط، وهو أن المستهلكين والشركات يشعرون بأزمة ويقلصون مشترياتهم من أجهزة الكمبيوتر الشخصية، الأمر الذي أثر بشكل مباشر على الطلب على البرامج. وانخفضت إيرادات محتوى وخدمات «إكس بوكس»، مما يدل على أن المستهلكين ليسوا في حالة مزاجية للألعاب.
كما ارتفع قطاع الإنتاجية والأعمال، ثاني أكبر قطاع، بنسبة 9 في المائة، مما يُعد مستوى أفضل مما توقعه محللون. وتراجعت مبيعات منتجات «أوفيس»، في الوقت الذي استمرت فيه أعمال الشبكات الاجتماعية عبر «لينكد إن» في إضافة مزيد من الزخم، لكن نسبة نمو بلغت 20 في المائة في القطاع الأكبر، ويدعى «السحابة الذكية»، لم تكن كافية لإرضاء المساهمين.
من ناحيتها، حققت «أزوري» والمنتجات الحسابية المرتبطة بها أداءً مذهلاً، لكن ذلك لم يكن كافياً. وكتب محللون في «باركليز بي إل سي»، أنه من دون تأثير العملة كان النمو 42 في المائة؛ أي ما يقل قليلاً عن المستوى الذي أجمعت حوله التوقعات ويبلغ 42.6 في المائة. وتكشف جولة سريعة حول ردود فعل المحللين فيما يخص جانب البيع وضعاً مشابهاً: مع أن أعمال «أزوري» لم تفوت سوى القليل، فإن مشاعر الإحباط هائلة. وإذا انتقلنا بعد ذلك إلى «ألفابيت»، الشركة التي كانت تُعرف مسبقاً باسم «غوغل»، نجد أن أعمالها التجارية الحسابية لا تزال خاسرة. ومع ذلك، فإن هذا الجانب يحمل في الوقت ذاته القدر الأكبر من الإمكانات. وفي الوقت الذي سجلت فيه الشركة بأكملها نمواً بنسبة 6 في المائة، وأحرزت جميع مجالاتها الأخرى أعداداً تتألف من رقم واحد - سواء كانت إيجابية أو سلبية - نمت الأعمال السحابية بنسبة 38 في المائة في هذا الربع. وتقلص هامش خسارة التشغيل لهذا القسم إلى 10 في المائة من الإيرادات، بدلاً من 16 في المائة العام السابق.
تكمن مشكلة «ألفابيت» ومستثمريها بالمجال السحابي في أن هذا القطاع ضئيل للغاية لا يتجاوز 10 في المائة فقط من إجمالي العائدات. في تلك الأثناء، تعتمد بقية الشركة على أعمال متقلبة إلى حدٍّ ما، متمثلة في بيع الإعلانات، التي أصبحت مهمة صعبة على نحو متزايد في البيئة الاقتصادية الكلية الحالية.
من جهتهم، يبالغ المساهمون في رد فعلهم تجاه تقارير أرباح هاتين الشركتين، وذلك بسبب بسيط مخادع؛ أنهم بحاجة إلى المزيد.
وفي مواجهة واحدة من أخطر فترات الانكماش الاقتصادي في التاريخ الحديث، أصبح من المقبول على نطاق واسع أن الشركات التي تعتمد على ثقة المستهلك، مثل الإعلانات ستعاني.
ومع ذلك، يجب أن تكون الخدمات السحابية، وهي منتج جديد نسبياً لم يواجه ركوداً عالمياً، أكثر قوة. والمعروف أنه بمجرد قيام الأفراد والشركات بترحيل المزيد من معلوماتهم وقدراتهم الحاسوبية والمحتوى الترفيهي إلى خادم شخص آخر، يصبحون مرتبطين إلى حدٍّ ما بهذا المزود، والاحتمال الأكبر أن يستمروا في دفع الرسوم المطلوبة. في الواقع، إنها تبدو بمثابة النسخة الرقمية من نموذج ماكينة الحلاقة والشفرة. وكان من شأن هذا الحصن في مواجهة الركود إضفاء مزيد من المرونة على أسهم «مايكروسوفت» عن الشركات الأخرى المعتمدة على الإعلانات، مثل «ألفابيت» و«ميتا بلاتفورمز إنك»، إلا أن الفكرة التي ظهرت فجأة والتي تقول إن القطاع السحابي لا يحقق الأداء المتوقع منه، بحماية الشركات في مواجهة التضخم المرتفع والنمو المنخفض، دفعت المستثمرين للهروب. ويسلط رد الفعل السريع تجاه توقعات «مايكروسوفت» خلال ربع السنة المنتهي في ديسمبر (كانون الأول)، الضوء على مدى الحساسية التي تتسم بها الأسواق في الوقت الحاضر. وبمجرد أن أعلنت المديرة المالية، إيمي هود، خلال مؤتمر عبر الهاتف، أن عائدات أعمال «أزوري» السحابية ستنخفض بنسبة 5 في المائة عن الربع السابق - الأمر الذي يعني نمواً بنسبة 37 في المائة على أساس سنوي - تراجعت الأسهم. ومن المقرر أن ينخفض قطاع الحوسبة الشخصية في الشركة بنسبة 16 في المائة، وترتفع أعمال الإنتاجية بنسبة 5 في المائة تقريباً، كما سترتفع وحدة السحابة الذكية التي هي أوسع نطاقاً (والتي تشمل كلاً من «أزوري» وبرامج الخادم الأخرى) بنسبة 17 في المائة. ومع ذلك، يشعرون أن زيادة بنسبة 37 في المائة في «أزوري» مخيبة للآمال.
قد يكون المستثمرون غير راضين عن أداء قطاع الخدمات السحابية، لكن لا يوجد حقاً خيار أفضل، لذلك من الأفضل أن يتعلموا قبوله.
* بالاتفاق مع «بلومبرغ»
7:49 دقيقه
TT
المستثمرون وقطاع الخدمات السحابية
المزيد من مقالات الرأي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة