مؤتمر دولي للرعاية الصحية المنزلية في السعودية

ناقش أهم أمراض الشيخوخة الشائعة وسلامة المرضى ومقدمي الرعاية

مؤتمر دولي للرعاية الصحية المنزلية في السعودية
TT

مؤتمر دولي للرعاية الصحية المنزلية في السعودية

مؤتمر دولي للرعاية الصحية المنزلية في السعودية

شهدت بنية قطاع الرعاية الصحية في السعودية تغيّراً جذرياً خلال السنوات العشر الأخيرة، كان من أهمها ازدهار خدمات الرعاية الصحية المنزلية التي توفر فرصة التعافي في المنزل والتماثل للشفاء بوقت أسرع ضمن أجواء أسرية تمنح المريض المزيد من الدعم والراحة النفسية والشعور بالأمان؛ كونه متواجداً بين أفراد أسرته وضمن نظام حياته اليومي الذي اعتاد عليه.
لأهمية هذا الموضوع؛ عُقد في مدينة جدة الأسبوع الماضي مؤتمر علمي متخصص «مؤتمر (سلام) الدولي الأول للرعاية الصحية المنزلية» تحت مظلة الجمعية السعودية لطب الأسرة والمجتمع ونظمته شركة «سلام» للرعاية الصحية المنزلية بالتعاون مع ملتقى الخبرات. وأكدت الأستاذة مرام بن عفيف، رئيسة اللجنة المنظمة للمؤتمر، أن المؤتمر حظي بدعم ومساندة ومشاركة العديد من الجمعيات والهيئات والمنظمات العلمية المحلية والدولية، وفي مقدمتها الجمعية السعودية لطب الأسرة والمجتمع والمنظمة الدولية لدول شرق المتوسط لطب الأسرة والمجتمع (وُنكا WONCA) والملتقى الصحي السعودي - الهندي؛ ما يؤكد مدى الاهتمام الكبير لدى هذه الجهات بمجال الرعاية الصحية المنزلية والذي توليه الحكومة السعودية أهمية فائقة. من جهتها، أضافت الدكتورة ازدهار المدني، رئيسة اللجنة العلمية، أن المؤتمر قدم أكثر من 45 ورقة عمل بحثية عالمية ومحلية ناقشت المستجدات الطبية والعلاجية كافة المتعلقة بمجال الرعاية الصحية المنزلية وأمراض الشيخوخة والأمراض المزمنة، بالإضافة إلى مدى تأثير فيروس كورونا على الحالات المرضية المزمنة التي تحتاج إلى رعاية طبية ممتدة للمرضى من كبار السن والمقعدين وغيرهم. وفي هذا الموضوع نقدم مقتطفات من أهم ما نوقش في المؤتمر.
أمراض الشيخوخة الشائعة
* داء السكري. تحدث الدكتور أحمد هارون، استشاري الغدد الصماء الأستاذ المساعد بجامعة القاهرة، مشيراً إلى أن السعودية تسجل واحداً من أعلى معدلات الإصابة بمرض السكري. ووفقاً لأطلس الفيدرالية الدولية للسكري، فقد وصل عدد المصابين بالمملكة عام 2019 إلى 4.3 مليون شخص، أكثر من ثلثهم لم يتم تشخيصهم بعد، وبالتالي لا يتلقون أي رعاية طبية خاصة بالسكري. وما يزيد الأمر سوءاً الارتباط الوثيق بين السكري ومرض قصور الشرايين التاجية وضعف عضلة القلب، حيث تشير الإحصائيات إلى إصابة نحو ثلث مرضى السكري من النوع الثاني بأمراض شرايين القلب؛ مما يجعله هو السبب الرئيسي في الوفيات بين مرضى السكري.
ومن حسن الحظ وجود مجموعات جديدة من الأدوية، بالإضافة إلى فاعلياتها في ضبط سكر الدم فإنها تقدم حماية إضافية من مرض تصلب الشرايين التاجية. وتقدم مجموعة الأدوية التي تعمل على مستقبلات GLP - 1 قدرة عالية علي ضبط سكر الدم، كما تساعد على إنقاص الوزن وحماية شرايين القلب والكلي.
ومن ضمن هذا المجموعة مركب السيماغلوتايد الذي يُستخدم منذ فترة بالمملكة لعلاج مرض السكري، ولكن رغم فاعليته فإن استخدامه ما زال أقل من المتوقع. ويرجع السبب في ذلك لطريقة حقنه تحت الجلد.
والآن، توفرت تقنية جديدة تتيح استخدامه عن طريق الفم مع احتفاظه بفاعليته وتفوقه في ضبط السكر وإنقاص الوزن على أدوية السكر المستخدمة عن طريق الفم سابقاً. كما أن له آثاراً محمودة خفيفة على ضغط الدم والكوليسترول ومؤشرات الالتهاب.
• أمراض القلب. تركزت محاضرة الدكتور علاء خليل، استشاري ورئيس مركز أمراض القلب ورئيس وحدة العناية المركزة بمستشفى الموسى التخصصي بالأحساء، على التعريف بالمعلومات الأساسية حول الموجات المختلفة والقياسات الأساسية لمكونات أجزاء تخطيط القلب، وأن لا بد من اتباع مجموعة من النقاط كي يتم التشخيص الدقيق لأمراض القلب، ومنها: حساب عدد ضربات القلب، التناغم، محور القلب، قياس المسافات بين موجات القلب بدقة. وتم عرض نماذج من تخطيط القلب من أجل التطبيق العملي. وأكد، أن تخطيط القلب الكهربائي هو الوسيلة الأولى والسريعة لتشخيص معظم أمراض القلب والمتمثلة في قصور الشريان التاجي بشقيه الذبحة الصدرية والجلطة، وكذلك اضطراب ضربات القلب كتسارع أو بطء الضربات وما يصاحبها من اضطراب درجات الوعي عند المريض كذلك تضخم عضلة القلب وخلل أملاح ومعادن الدم. لذا؛ وجب على جميع الأطباء وخصوصاً أطباء الطوارئ والممارسين العامين وأطباء الأسرة أن يتمتعوا بالقدر الكافي من المعلومات الأساسية لتخطيط القلب حتى يتمكنوا من دقة تشخيص الأمراض.
• التهابات الجهاز التنفسي السفلي. يقول الدكتور رائد الدهش، استشاري ورئيس قسم الغدد الصماء ومركز السكري بكلية الطب بمدينة الملك عبد العزيز الطبية - الحرس الوطني بالرياض الأستاذ المساعد بجامعة الملك سعود بن عبد العزيز للعلوم الصحية، إنها تعدّ السبب الخامس للوفيات في كل الأعمار على مستوى العالم وتزيد نسبة المرض والوفاة بسببها مع تقدم العمر، كما ترتفع نسبة التنويم، حيث تشكل حالات الالتهاب الرئوي البكتيري 25 في المائة من التنويم بسبب التهاب الصدر وغير البكتيري يشكل 75 في المائة. والمرضى الأكثر عرضة للالتهابات الصدرية هم مرضى السكري في المقام الأول، ومرضى الالتهابات الصدرية المزمنة مثل الربو، ومرضى القلب المزمن. وكما هو معروف، فإن داء السكري يقلل المناعة في جسم الإنسان ويعرضه للالتهابات، ومنها الالتهابات الرئوية التي تشكل تقريبا 29 في المائة من دخول المستشفيات والوفيات. وتزيد نسبة الالتهاب الصدري عند مرضى السكري كلما ارتفع العمر، وتكون الزيادة 8 أضعاف إذا كان لدى الشخص مشكلة مرضية واحدة، و19 ضعفاً إذا كانت لديه مشكلتان فأكثر. وهنا تكمن أهمية التحصين واللقاحات، ومنها اللقاح الخاص بالمكورات الصدرية الذي يقي من دخول المستشفيات، وقد وضع ضمن جدول اللقاحات السنوية لكبار السن ومرضى الأمراض المزمنة، وفقا للمراجع العلمية من جمعية السكري الأميركية وسي دي سي الأميركي والكندي.
• داء الانسداد الرئوي المزمن. يقول الدكتور عمر شما، استشاري العناية المكثفة وأمراض الرئة بمستشفى الدكتور سمير عباس بجدة، إنه يعدّ أحدَ الأمراض التنفسية الشائعة، ويُعد التدخين أهم مسبباته مؤدياً للسعال وضيق التنفس وتدهور في صحة الرئة.
ومن الجديد في الفهم الطبي الحديث لهذا المرض الاهتمام بارتباطه بالآثار غير التنفسية المصاحبة له، والتي تنتج من التداخل بين أجهزة الجسم المختلفة، حيث يؤثر الالتهاب الرئوي المزمن مثلاً على القلب، وعلى العظام مسبباً هشاشة العظام، وعلى العضلات مسبباً ضموراً فيها، وعلى الحالة النفسية... إلخ. ولذلك؛ تركّز التوصيات العلاجية الحديثة على الاهتمام بجميع هذه الجوانب، وبالصحة النفسية والغذائية وبالنشاط الجسدي.
من هذا المنطلق، تعدّ «الرعاية الصحية المنزلية» أفضل طرق العلاج لهذا المرض المزمن الشائع، حيث توفر رعاية شاملة متعددة الجوانب، تبدأ بتقييم شامل للحالة الصحية ولحالة التغذية والنشاط البدني. تقدم الرعاية الصحية المنزلية أيضاً العلاجات الطبية المختلفة في المنزل مع التركيز على فهم المريض والعائلة للخطة العلاجية. بالإضافة إلى ذلك، يقوم فريق الرعاية المنزلية بتجهيز المستلزمات الطبية كأجهزة الأوكسجين والبخار الطبي، وأجهزة التنفس الصناعي بأنواعها مع التركيز أيضاً على شرح طريقة عملها وصيانتها. وتم التأكيد على النقاط الرئيسية التالية:
- رغم أن داء الانسداد الرئوي المزمن مرض تنفسي في المقام الأول، فإنه يؤثر على أعضاء وأجهزة عدة في الجسم، بالإضافة إلى الحالة الذهنية والنفسية والتغذية.
- تعدّ الرعاية المنزلية أفضل سبل العلاج لهذا المرض بما توفر من عناية شاملة تضع المريض في محور الاهتمام وليس المرض.
- الإقلاع عن التدخين هو أكثر التدخلات الطبية جدوى حتى في المراحل المتقدمة من المرض.
• القرحة الهضمية. يقول الدكتور إياد سبيعي، استشاري أمراض الجهاز الهضمي والكبد بمستشفى الدكتور عرفان بجدة، إنها تحدث نتيجة عدم التوازن بين العوامل الدفاعية والهجومية في الغشاء المخاطي المعدي. يعاني معظم كبار السن من العديد من الاضطرابات المرضية الأخرى التي تزيد من مخاطر حدوث مضاعفات أو قد تؤدي إلى تكون القرحة (تليف الكبد والفشل الكلوي وزرع الأعضاء... إلخ). ويتعاطى الكثيرون أدوية متعددة، إما أنها تسبب التقرح أو تزيد من مخاطر حدوث مضاعفات القرحة، خصوصاً أن لدى كبار السن نسبة أعلى من عدم ظهور الأعراض أو لا يمكنهم التعبير عن معاناتهم للآخرين بشكل صحيح.
يتم علاج القرحة الهضمية أولاً بإثبات أو نفي وجود جرثومة المعدة (هليكوباكتر)، فيتم استئصالها للشفاء السريع للقرحة ولمنع تكرار حدوثها باستخدام أحد بروتوكولات العقاقير المتفق عليها. وإذا كانت القرحة ناتجة من مضادات الالتهاب غير الستيرويدية و-أو الأسبرين، فيفضل إيقافها ما لم تكن هناك حاجة ماسة إليها، وأفضل دواء في هذه الحالة هو مثبطات مضخة البروتون.
• ارتفاع ضغط الدم. يقول الدكتور توفيق البسام، استشاري باطنة وارتفاع ضغط الدم السريري نائب رئيس الجمعية السعودية لرعاية مرضى الضغط، إن كبار السن يشكلون نسبة كبيرة في المجتمع وهم معرّضون للإصابة بارتفاع ضغط الدم بنسبة 75 في المائة واستعرض في محاضرته الأسباب التي تودي إلى ارتفاع الضغط في هذه الفئة العمرية، وأيضاً بعض الدراسات التي تمت في هذا الموضوع. وأيضاً تم استعراض طريقة التشخيص عن طريق قياس الضغط بالطريقة الصحيحة. ومن ثم يتم إعطاء العلاج المناسب، سواء كان دوائياً أو غير دوائي.
برامج الرعاية المنزلية
تحدث في المؤتمر الدكتور محمد قاروت، أستاذ مشارك طب المجتمع والصحة العامة - كلية الطب جامعة أم القرى بمكة المكرمة واستشاري الأوبئة السريرية ومكافحة العدوى، مشيراً إلى تقارير منظمة الصحة العالمية حول «الصحة والشيخوخة» وأنه يُتوقع أن يصل عدد المسنين وكبار السن إلى نحو 1.5 مليار شخص في العالم مع حلول عام 2050. ومع التطور المتسارع في الخدمات الطبية خلال العقود القليلة الماضية يشهد العالم متغيرات عديدة في طريقة ونوعية تقديم هذه الخدمات لفئات عديدة من أفراد المجتمع ومن أهمهم كبار السن خصوصا من تجاوزت أعمارهم 65 سنة. ومن ضمن هذه المتغيرات التوجه العام لتقليص مدة الإقامة في المستشفيات للحد من انتشار أو الإصابة بعدوى الأمراض المعدية المكتسبة من داخل المستشفيات، بالإضافة إلى زيادة رغبات المرضى والأسر لتلقي الرعاية الطبية في المنزل.
* استشاري طب المجتمع

لذا؛ سيكون من الضروري التفكير في بعض التساؤلات، من أهمها: كيف ستكون أو يُتوقع أن تكون أوضاع المسنين من الناحية الصحية؟ هل ستكون مصحوبة بفترة أطول من الصحة الجيدة والمشاركة الاجتماعية والإنتاجية لفترات طويلة؟ أم أنها ستترافق مع المزيد من المرض والعجز والتبعية؟ وهل يمكننا العمل على توفير بنية تحتية صحية واجتماعية قد تعزز صحة ورفاهية أفضل في سن الشيخوخة؟
ويجيب بأنه لإيجاد حلول فعالة والإجابة عن هذه التساؤلات يجب معرفة الأمراض المعدية الشائعة بين كبار السن، مثل التهابات الرئة والمسالك البولية وتعفن الدم والتهاب القولون ببكتيريا «كلوستريديوم ديفيسيل» وعدوى مرض «كورونا» المستجد «كوفيد - 19» وغيرها، وأن نأخذ دائماً في عين الاعتبار كيفية التعامل مع أسباب وعوامل الخطر المسببة لانتشار هذه الأمراض سواء المتعلقة بالمرضى، مثل ضعف الاستجابة المناعية أو ما يعرف «بالتقلص المناعي» وسوء التغذية وإصابة المسنين بالعديد من الأمراض المزمنة والإعاقات الوظيفية مثل عدم الحركة والسكري وأمراض القلب والكلية وداء ألزهايمر وسلس البول وغيرهم، وكذلك القصور المعرفي لهؤلاء المرضى والذي قد يقلل من الامتثال للممارسات الصحية الأساسية مثل غسل اليدين بالطرق الصحيحة يضاف إلى ذلك ضعف القدرة عند المسنين للشكوى أو التعرف على الأعراض المعروفة للأمراض المعدية مع وزيادة احتمالية ظهور أعراض وعلامات غير نمطية للعدوى مثل عدم ارتفاع درجة الحرارة. وأخيراً، الحاجة المستمرة والمتزايدة إلى استخدام الأجهزة الطبية مثل القسطرة أو أجهزة التنفس أو أنابيب التغذية خلال تقديم الرعاية الصحية لهؤلاء المرضى أو المتعلقة بالممارسات الخاطئة من بعض الكوادر الطبية خلال تقديم الرعاية الصحية بالمنزل، مثل عدم الالتزام بغسل اليدين أو عدم الالتزام بالاستخدام الأمثل لأدوات الحماية الشخصية كلبس الكمامة والقفازات الطبية، وغيرها.
بناءً على ما سبق طرحه يجب على صناع القرار في المجال الصحي وشركائهم في التخصصات الأخرى أن يعملوا على تشجيع وتطوير الخدمات الصحية المنزلية بإيجاد برامج صحية للرعاية المنزلية لا تقوم فقط على تقديم خدمات صحية حديثة ولكن أيضاً تأخذ في عين الاعتبار منع وتقليل مخاطر العدوى وانتشار الأمراض المعدية بين المرضى والممارسين الصحيين. ولتحقيق هذه الأهداف الضرورية لا بد من توفر برنامج متكامل لمكافحة العدوى أثناء تقديم الرعاية الصحية المنزلية مماثل لبرامج مكافحة العدوى بالمنشئات الصحية الأخرى كالمستشفيات ومراكز الرعاية الصحية الممتدة وغيرها.

برامج تأهيلية
تحدث الدكتور فؤاد الجمال، استشاري الطب الطبيعي والتأهيل بمستشفى عبد اللطيف جميل بجدة، عن الشيخوخة، إنها تكون مصحوبة بانخفاض تدريجي في احتياطي كل أعضاء الجسم، وزيادة إمكانية الإصابة بالأمراض الحادة والمزمنة، وارتفاع معدل الإصابة بالحوادث الجسدية والضعف والعجز الوظيفي. كما أن وجود عدد كبير من كبار السن، والزيادة المخيفة لأمراض السمنة التي ارتفعت في بعض البلدان لأكثر من 50 في المائة وازدياد الأمراض غير المعدية في هذه المرحلة من الحياة تحتم علينا إيلاءها مزيداً من الاهتمام والرعاية، من خلال:
- الاهتمام بالصحة الوقائية في المنزل.
- فهم الآليات للتدهور الوظيفي الثانوي للمرض وصياغة مناهج فعالة للتأهيل.
- إعادة تأهيل المسنين في المنزل بالارتكاز على النتائج الوظيفية للأمراض واستخدامات متنوعة التدخلات العلاجية لاستعادة الوظيفة، حيث يعاني المسنون من مضاعفات متعددة الظروف، تتفاعل لتنتج إعاقة.
ومن أمثلة على إعادة التأهيل في المنزل: هي ما بعد السكتة الدماغية، الشلل الرعاشي، البتر، أو بعد الجراحة في الركبة أو الورك، أو بعد عملية أخرى.
وخلال التأهيل في المنزل نعمل وفق المناخ العلاجي، بالتشجيع على ممارسة ما هو ضروري للعمل بشكل مستقل بأسرع ما يمكن. وضمن برنامج إعادة التأهيل هذا، نعمل مع العلاجات التي تم تطويرها من قبل تخصصات عدة لتحقيق كامل الأهداف العلاجية، تحت إشراف طاقم الرعاية الصحية من الخبراء في إعادة التأهيل، وهم استشاري التأهيل، الباطنة، العلاج الفيزيائي، العلاج الوظيفي، علاج النطق والتخاطب، علاج البلع، التغذية، التمريض، والمرشد الاجتماعي.
أما عن كيفية إدارة مريض في الرعاية المنزلية، فتحدثت في المؤتمر الدكتورة نجوى نشأت حجازي، استشاري طب الأسرة أمين المنظمة العالمية لأطباء الأسرة (ونكا)، عن دور طبيب الأسرة الريادي في إدارة علاج مريض في الرعاية المنزلية وأن أولى اهتماماته تأمين بيئة آمنة لتلقى العلاج دون إحداث أي توتر أو قلق من خلال مراعاة بيئة المريض، كالتالي:
- القيام بالمسح والتعلم ومراقبة محيط المريض وذلك لبناء الثقة الأولية وتخصيص خطة الرعاية بناءً على المحيط.
- الاستعداد للمفاجأة، وانفتاح الذهن، وتعلم الارتجال وذلك لمجابهة أي أمر قد يحدث مع المريض.
- طلب الإذن دوما وباستمرار قبل الإقدام على تقديم الخدمة.
- الهدوء والابتسامة لخلق الشعور بالأمان.

سلامة الرعاية المنزلية
تحدث في المؤتمر الدكتور عبد المحسن الشريم، استشاري إدارة ومسح وتقييم سلامة المرافق الصحية (سيباهي CBAHI)، وأشار إلى أن الرعاية الصحية المنزلية تعدّ القطاع الأسرع نمواً في مجال الرعاية الصحية في جميع أنحاء العالم؛ ففي الولايات المتحدة فقط هناك نمو متوقع بنسبة 66 في المائة على مدى السنوات العشر المقبلة. ومع ارتفاع الاحتياج إلى الرعاية المنزلية، من المهم تحديد عوامل الخطر التي توثر على كل من المرضى ومقدمي الرعاية.
لقد وجد في دراسة استقصائية أجريت في الولايات المتحدة- مدينة نيويورك، أن كلاً من العاملين في الرعاية الصحية المنزلية والمرضى في خطر محتمل بسبب تأثرهم بمجموعة متنوعة من المخاطر الصحية لذلك فمن المهم تحديد المخاطر كخطوة أولى في الوقاية والإدارة.
تعد بيئة الرعاية المنزلية بيئة عمل مليئة بالتحديات من حيث سلامة المرضى لأسباب عدة، قد تتمثل في الأماكن السكنية: مخاطر مرتبطة بالمنزل (رداءة نوعية الهواء الداخلي، الطلاء المحتوي على الرصاص، المواد السامة) ومخاطر مرتبطة بالرعاية الصحية - مثل انتشار عدوى المستشفيات، تطور الكائنات الحية المقاومة، الأخطاء الدوائية.
وقد يتم تقديم الرعاية المنزلية في ظل ظروف قد تكون غير خاضعة للرقابة وقد يكون لمقدمي الرعاية الصحية تدريب أو خبرة محدودة في مجال سلامة المرضى وغالباً ما يكون لديهم إشراف مباشر ضئيل أو معدوم. وتعد إدارة المخاطر إشكالية خاصة في الرعاية المنزلية لأنه قد لا تكون جميع وسائل الحماية الضرورية للرعاية الصحية لكل من العمال والمرضى متاحة بسهولة، مما يوجب على المنظمات التي تقدم خدمات الرعاية المنزلية أن تقوم بتدريب وتوعية العاملين والمرضى وأسرهم. وإجراء تقييم متكرر للمخاطر على بيئة الرعاية والإبلاغ عن الأخطاء الوشيكة والتصرف بشأنها ليس فقط عند وقوع الحوادث.
ويجب أن يشمل تقييم المخاطر التعرف على المخاطر المحتملة داخل وحول منزل مستخدم الخدمة وعلى سبيل المثال: السلوك الخطير للأشخاص خارج المسكن، التدبير المنزلي العام داخل السكن، الوصول والنظافة والإضاءة، خطر العدوى، الحريق، والمرضى الذين يعانون من مشاكل نفسية، الأفراد الذين يتحولون للعنف تجاه مقدمي الرعاية.
ولكي نحقق إدارة مناسبة للرعاية الصحية المنزلية، يجب أن نطبق معايير السلامة البيئية، وأن يتم الإشراف من مهنيين مؤهلين لتخطيط وتنفيذ برنامج لضمان بيئة رعاية منزلية آمنة وفعالة. وأن تلتزم منظمة الرعاية المنزلية بالقوانين واللوائح لضمان السلامة الجسدية في بيئة الرعاية المنزلية، وأن يكون جميع المرضى والموظفين في مأمن من الحرائق المحتملة أو حالات الطوارئ الأخرى. وتكون لدى المنظمة خطة لتحديد ومعالجة وتخزين واستخدام المواد الخطرة ثم التخلص منها. وأن تكون خدمات الطوارئ متوفرة على مدار الساعة وتوفير نظام احتياطي عندما يكون العطل في المعدات قد يهدد صحة المريض الذي يتم تقديم الخدمة له.

الجودة والاعتماد في الرعاية
تحدثت في المؤتمر الدكتورة ليزا الحاج، مدير مجموعة الجودة وسلامة المرضى (QPS Group) بالمستشفى السعودي - الألماني بالإمارات العربية المتحدة، حول الاعتماد (Accreditation) في الرعاية الصحية المنزلية، معايير الأهلية (Eligibility Criteria) لاعتماد اللجنة الدولية المشتركة للرعاية الصحية المنزلية، رحلة الاعتماد، معايير الرعاية الصحية المنزلية (JCIA) وأخيرا التحديات والتوصيات.
يساعد الاعتماد منظمات الرعاية الصحية المنزلية من خلال المعايير القائمة على الأدلة من خلال توفير خريطة الطريق لبناء العمليات الأساسية من أجل تحقيق التميز في الأداء، وتتناول المعايير أفضل الممارسات للرعاية داخل منزل المريض، بما في ذلك الرعاية في نهاية العمر، وكذلك التأكد من أن الرعاية تركز على المريض، سلامة البيئة، ومؤهلات العاملين وتدريبهم.
تنطوي الخدمات الصحية المنزلية على توفير خدمات الرعاية الصحية للمريض في مكان إقامته، وتشمل الأنشطة المختلفة: الحياة اليومية، خدمات إعادة التأهيل، العلاج المهني، الدوائي، علاج التسريب الوريدي، جهاز التنفس الصناعي، إدارة وتوفير المعدات الطبية، وغيرها.
أما التوصيات، فتشمل:
- لسلامة المرضى، تحديد معايير واضحة للخدمات المتضمنة أو غير المتضمنة في الرعاية الصحية المنزلية، تثقيف مقدمي الرعاية الصحية المنزلية وإدخالها في المنهج التدريسي في كليات الطب، مع تحسين تصميم الأجهزة الطبية المنزلية والتدريب عليها وإعداد المنزل، وكذلك تقديم أدوات دعم لتثقيف ومشاركة المرضى وعائلاتهم لفهم ديناميكية عمل «الفريق».
- أنظمة وأجهزة الاتصالات المتنقلة، الزيارات المنتظمة، التسليم، نظام الاستجابة للطوارئ، التطبيب عن بعد.
وأخيراً، هل يُحسّن الاعتماد رعاية المرضى في الرعاية الصحية المنزلية؟
لفد أظهر العديد من الدراسات، أن برامج الاعتماد تحسّن بشكل كبير النتائج السريرية ونوعية الرعاية، حيث إنها خفضت حالات الدخول إلى الطوارئ بنسبة 19 في المائة/ واستدعاء سيارات الإسعاف بنسبة 9 في المائة، كما إن مجموعة المرضى الذين عولجوا في منازلهم كانوا أقل عرضة بكثير للسماح بدخول المستشفى أو إعادة الدخول (23.7 في المائة مقابل 33.0 في المائة)، كما كان مجموع تكاليف الصحة المنزلية لمدة 90 يوماً أقل من تكاليف الدخول للمشفى.


مقالات ذات صلة

العلاج بالكتابة يقلل الصدمات النفسية المرتبطة بالسرطان

صحتك العلاج بالكتابة لمواجهة الصدمات النفسية لمرضى السرطان (جامعة كولورادو)

العلاج بالكتابة يقلل الصدمات النفسية المرتبطة بالسرطان

أفادت دراسة أميركية، بأن العلاج بالكتابة يساعد مرضى السرطان في مرحلة متأخرة على مواجهة أكبر المخاوف والصدمات النفسية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق تنتشر جزيئات البلاستيك الدقيقة في كل مكان حولنا (رويترز)

ما هي الأطعمة التي تحتوي على جزيئات بلاستيكية؟

تنتشر جزيئات البلاستيك الدقيقة في كل مكان حولنا، حيث تستخدم هذه الجزيئات في تغليف المواد الغذائية والطلاء والكثير من الصناعات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
علوم الذكاء الاصطناعي التوليدي يصل إلى عالم «التحرير الجيني»

الذكاء الاصطناعي التوليدي يصل إلى عالم «التحرير الجيني»

الذكاء الاصطناعي يبتكر مخططات لتعديل الحمض النووي.

كيد متز (نيويورك)
صحتك البدينون يتعرضون أكثر للتنمر على منصات التواصل الاجتماعي

البدينون يتعرضون أكثر للتنمر على منصات التواصل الاجتماعي

دراسة استقصائية حول خطورة التنمر المرتبط بالوزن.

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
صحتك أقراص دوائية (أرشيفية - رويترز)

دواء شائع ورخيص الثمن قد يكون سر طول العمر

أكدت دراسة علمية جديدة أن هناك دواءً شائعاً رخيصاً، يستخدم في الأساس لعلاج مرض السكري، قد يساعدك على العيش حياة أطول وأكثر صحة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

العلاج بالكتابة يقلل الصدمات النفسية المرتبطة بالسرطان

العلاج بالكتابة لمواجهة الصدمات النفسية لمرضى السرطان (جامعة كولورادو)
العلاج بالكتابة لمواجهة الصدمات النفسية لمرضى السرطان (جامعة كولورادو)
TT

العلاج بالكتابة يقلل الصدمات النفسية المرتبطة بالسرطان

العلاج بالكتابة لمواجهة الصدمات النفسية لمرضى السرطان (جامعة كولورادو)
العلاج بالكتابة لمواجهة الصدمات النفسية لمرضى السرطان (جامعة كولورادو)

أفادت دراسة أميركية، بأن العلاج بالكتابة يساعد مرضى السرطان في مرحلة متأخرة على مواجهة أكبر المخاوف والصدمات النفسية. وأوضح الباحثون، أن الكتابة يمكن أن تقلل من الصدمات المرتبطة بالسرطان والاكتئاب والقلق واليأس، ونُشرت نتائج الدراسة، الاثنين، بدورية «الطب التلطيفي».

حالياً، يعاني نحو 700 ألف شخص في الولايات المتحدة من السرطان النقيلي، أو المرحلة الرابعة من السرطان، الذي انتشر إلى أعضاء متعددة، وفقاً للمعهد الوطني للسرطان.

ومع ذلك، فإن معظم علاجات الصحة العقلية مصممة لمساعدة المرضى في المراحل المبكرة، والتي غالباً ما تكون قابلة للشفاء، بهدف مساعدتهم على التغلب على خوف تكرار أو تقدم المرض. لكن الدراسة الجديدة ركزت على 29 بالغاً مصاباً بالسرطان في المرحلة الثالثة أو الرابعة، أو سرطان الدم غير القابل للشفاء؛ إذ أتيحت لهم الفرصة للتعبير عن مخاوفهم من خلال كتابة قصصهم. وخضع المشاركون لـ5 جلسات عبر تطبيق «زووم»، استمرت كل جلسة ساعة واحدة، حيث ناقشوا أكبر مخاوفهم المتعلقة بالسرطان، بما في ذلك الخوف من الألم وفراق أطفالهم.

وبعد الجلسة الأولى، طُلب منهم كتابة قصة تحتوي على مقدمة ونهاية، تعبر عن مشاعرهم تجاه هذا السيناريو الصعب. وفي الجلسات الأخيرة، تم تحفيزهم لتقييم واقعية السيناريو في قصتهم والعمل نحو كتابة نهاية أفضل.

ووجد الباحثون أن مستويات الصدمة، والقلق، والاكتئاب، والخوف من الموت، والتعب، وحتى اليأس، قد تحسنت بشكل ملحوظ بعد العلاج بالكتابة، واستمر التحسن لمدة 5 أشهر ونصف الشهر بعد الدراسة. وانضمت ميليسا سانشيز، وهي أم لأربعة أطفال، إلى التجربة لمعالجة نوبات الهلع والقلق بعد معاناتها من سرطان الجلد من المرحلة الثالثة وخضوعها لثلاث عمليات جراحية و16 جولة من العلاج المناعي.

وقالت ميليسا: «كنت أعيش حياتي متظاهرة بأن كل شيء على ما يرام وأدفنه». وأضافت أنها لم تتعرض لنوبة هلع منذ العلاج، وتشعر بأنها في حالة بدنية جيدة، متمنية لو أنها بدأت الكتابة في وقت سابق.

وتابعت: «أتذكر ذلك اليوم الأول الذي كنت أبكي فيه، وكان صوتي مدفوناً في أعماقي، لكن الكتابة ساعدتني على امتلاك مشاعري، وأشعر الآن بالسلام مع الأمور».

من جانبها، قالت الباحثة الرئيسية للدراسة في قسم علم النفس وعلم الأعصاب بجامعة كولورادو، الدكتورة جوانا آرتش، إن التمرين الكتابي قد يكون شاقاً، خاصة لمرضى السرطان في المراحل المتقدمة الذين يعانون من القلق ومشاكل صحية عقلية أخرى، عادّة إياه خياراً علاجياً فعالاً. وأضافت عبر موقع الجامعة: «كتابة التجارب الصادمة قد تكون أسهل من التحدث عنها بصوت عالٍ، خاصة مع من لا تعرفه جيداً».


البدينون يتعرضون أكثر للتنمر على منصات التواصل الاجتماعي

البدينون يتعرضون أكثر للتنمر على منصات التواصل الاجتماعي
TT

البدينون يتعرضون أكثر للتنمر على منصات التواصل الاجتماعي

البدينون يتعرضون أكثر للتنمر على منصات التواصل الاجتماعي

​أظهرت أحدث دراسة استقصائية شملت نحو 12 ألف مراهق من مختلف دول العالم خطورة التنمر المرتبط بالوزن «weight-related bullying» على المراهقين في العالم كله؛ حيث أعرب نحو 17 في المائة من المراهقين المشاركين في البحث عن تعرضهم للتنمر بسبب وزنهم بشكل أو بآخر عبر الإنترنت؛ خصوصاً بين مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي. ونُشرت هذه النتائج في مجلة «بلوس ون» (PLOS ONE) في منتصف شهر أبريل (نيسان) الحالي.

وقام باحثون من جامعة تورونتو بكندا بتحليل البيانات الخاصة بمراهقين تتراوح أعمارهم بين 10 و17 عاماً من أستراليا وكندا وتشيلي والمكسيك والمملكة المتحدة والولايات المتحدة، أُخذت من استبيان سابق تم إجراؤه في عام 2020 لدراسة السياسة الغذائية الدولية «International Food Policy Study» وأثرها على صحة الشباب بشكل عام، سواء العضوية أو النفسية.

وتم سؤال المشاركين عن عدد الساعات التي يقضونها أم منصات التواصل الاجتماعي بشكل يومي وأسبوعي؛ سواء كانت هذه الساعات بمشاركة سلبية من خلال المشاهدة فقط، مثل الفيديوهات أو الألعاب والبحث العشوائي، أو مشاركة إيجابية بالتعليق ونشر الصور ومقاطع الفيديو المصورة.

المضايقة والسخرية

أجاب المراهقون على سؤال: «هل تتعرض للمضايقة أو السخرية بسبب وزنك؟». وتضمنت خيارات الإجابة: (في كل وقت) و(كثيراً) و(أحياناً) و(نادراً) و(أبداً). وقام العلماء بتثبيت العوامل التي يمكن أن تؤثر في النتيجة، مثل العمر لكل فئة تتم مقارنتها، والعرق، ومؤشر كتلة الجسم (BMI) ودخل الأسرة، ونوعية الغذاء.

أوضحت الإجابات أن معظم المراهقين الذين شملهم الاستطلاع قضوا في المتوسط 7.5 ساعة أمام منصات التواصل المختلفة كل يوم، وأعربت نسبة منهم عن تعرضهم للتنمر بسبب وزنهم في بعض الأحيان، ونسبة أخرى عن تعرضهم للتنمر بشكل ملحوظ، ونسبة أخرى تعرضوا للتنمر طوال الوقت. وكانت هناك زيادة بنسبة 13 في المائة في التنمر المُبلغ عنه لكل ساعة إضافية على المنصات.

مستخدمو «تويتر» الأكثر تعرضاً

وعلى وجه التحديد أبلغ ما يقرب من 70 في المائة من مستخدمي «تويتر» («إكس» حالياً) عن تعرضهم للتنمر، وكان الارتباط بين استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والتنمر المرتبط بالوزن أقوى لدى المراهقين في كندا وأستراليا والمملكة المتحدة. وفي الأغلب كان المراهقون الذكور أقل عرضة للتنمر المرتبط بالوزن من الفتيات؛ خصوصاً عند استخدام منصات التواصل أو ممارسة ألعاب الفيديو.

وأوضح الباحثون أن خطورة التنمر المرتبط بالوزن تأتي من تأثيره السلبي على صورة الجسد «body image» ما يدفع المراهق إلى عمل محاولات متعددة لتغيير هذه الصورة والوصم المتعلق بالوزن «weight stigma». ويحدث اضطراب في علاقته بالطعام؛ سواء بالامتناع شبه الكامل عن تناوله في حالة الوزن الزائد، أو الإفراط في تناول الأطعمة الضارة صحياً في حالة النحافة الزائدة؛ خصوصاً للفتيات، مما يؤدي إلى خلل في التمثيل الغذائي.

ضغوط التنمر لخفض الوزن

كل محاولات التعامل مع السمنة أو زيادة الوزن الناتجة من ضغط التنمر في الأغلب تفشل؛ سواء كان ذلك بطرق طبيعية عن طريق عدم تناول كميات كافية من الطعام، وإجبار الذات على القيء، أو تناول حبوب لتثبيط الشهية؛ لأن ذلك يؤدي إلى كثير من المشكلات الصحية، وفقدان كثير من المعادن والفيتامينات، ما يؤثر بالسلب على الصحة العضوية والنفسية أيضاً، ويدخل المراهق في دائرة مفرغة من محاولات إنقاص الوزن والفشل وتراجع صورة الذات وتدني الحالة النفسية.

قال الباحثون إن الآباء في بعض الأحيان ينصحون أبناءهم بضرورة تغيير صورة الجسد حتى يتجنبوا التنمر. والحقيقة أن هذه النصيحة في وقت تعرض الأطفال للأذى تزيد من آلامهم النفسية؛ لأنهم يشعرون بالذنب، بجانب اعتقادهم بأنهم يستحقون بالفعل السخرية بسبب شكل جسدهم، وهو الأمر الذي يضاعف من المشكلة. ويجب على الآباء تقديم الدعم النفسي غير المشروط لأطفالهم، مع التأكيد على أن الخطأ في التنمر وليس في جسده، مع توضيح أهمية الاعتدال في النظام الغذائي للحفاظ على الصحة العضوية في المقام الأول.

في النهاية، نصحت الدراسة بضرورة وضع حد للتنمر الإلكتروني المرتبط بالوزن، ووضع رقابة قوية على منصات التواصل تمنع وصول العبارات المسيئة والسخرية للأطفال لحمايتهم.

حقائق

7.5 ساعة في المتوسط

قضاها معظم المراهقين الذين شملهم الاستطلاع في منصات التواصل كل يوم

حقائق

13 %

نسبة الزيادة في التنمر المُبلغ عنه لكل ساعة إضافية على المنصات


دواء شائع ورخيص الثمن قد يكون سر طول العمر

أقراص دوائية (أرشيفية - رويترز)
أقراص دوائية (أرشيفية - رويترز)
TT

دواء شائع ورخيص الثمن قد يكون سر طول العمر

أقراص دوائية (أرشيفية - رويترز)
أقراص دوائية (أرشيفية - رويترز)

أكدت دراسة علمية جديدة أن هناك دواءً شائعاً رخيصاً، يستخدم في الأساس لعلاج مرض السكري، قد يساعدك على العيش حياة أطول وأكثر صحة.

وبحسب صحيفة «نيويورك بوست» الأميركية، فقد أجريت الدراسة، التي استمرت لمدة 6 سنوات، على 3 آلاف شخص تتراوح أعمارهم بين 65 و79 عاماً، لمعرفة ما إذا كان الدواء، الذي يدعى الميتفورمين، الذي يساعد الأشخاص على خفض نسبة السكر في الدم ويعالج مرض السكري من النوع الثاني، يمكن أن يبطئ شيخوختهم ويحميهم من مختلف الأمراض.

وقال الباحثون إنهم وجدوا أن تأثير الدواء لا يقتصر على علاج السكري، بل يمكن أن يحمي أيضاً من السرطان والتدهور المعرفي وأمراض القلب ومشكلات المسالك البولية والجهاز الهضمي.

ويمكن أن يرجع ذلك إلى خصائصه المضادة للالتهابات، وفقاً للدراسة.

واستشهد الباحثون أيضاً بكلام عمدة بلدة ويست هارتفورد بولاية كونيتيكت شاري كانتور، وزوجها المحامي مايكل كانتور، وكلاهما في منتصف الستينات من العمر، واللذان أكدا أن الدواء ساهم في تحسين نمط حياتهما.

وبدأ مايكل بتناول الدواء منذ 10 سنوات لمساعدته على التحكم في وزنه وفي سكر الدم، في حين بدأت شاري في تناوله أثناء وباء كورونا لأنها سمعت أنه يمكن أن يمنع العدوى.

ولفت الزوجان إلى أنهما شعرا بفارق كبير في صحتهما وفي جودة حياتهما بعد تناول الدواء.

وأكد ستيفن أوستاد، كبير المستشارين العلميين في الاتحاد الأميركي لأبحاث الشيخوخة، الذي شارك في الدراسة الجديدة أن الأدلة العلمية المتاحة تؤكد أن الميتفورمين يزيد من عمر الإنسان.

وأشار أوستاد إلى دراسة بريطانية وجدت أن الدواء قلل من خطر الإصابة بالخرف، والوفاة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية، لدى الأشخاص الذين تناولوه لعلاج مرض السكري من النوع الثاني.

ويسعى أوستاد وفريقه لإجراء تجارب سريرية على الدواء للتأكد من نتائجهم، حيث إن دراستهم كانت قائمة على الملاحظة فقط.


دراسة: تلقي العلاج على يد طبيبة يقلل من فرص وفاتك

المرضى يكونون أكثر عرضة للبقاء على قيد الحياة إذا تم علاجهم من قبل طبيبة (رويترز)
المرضى يكونون أكثر عرضة للبقاء على قيد الحياة إذا تم علاجهم من قبل طبيبة (رويترز)
TT

دراسة: تلقي العلاج على يد طبيبة يقلل من فرص وفاتك

المرضى يكونون أكثر عرضة للبقاء على قيد الحياة إذا تم علاجهم من قبل طبيبة (رويترز)
المرضى يكونون أكثر عرضة للبقاء على قيد الحياة إذا تم علاجهم من قبل طبيبة (رويترز)

توصلت دراسة جديدة إلى أن المرضى يكونون أكثر عرضة للبقاء على قيد الحياة إذا عولجوا من قِبل طبيبة.

وبحسب صحيفة «التلغراف»، فقد فحص الباحثون الأميركيون أكثر من 775 ألف مطالبة تأمين طبي بين عامي 2016 و2019، ولاحظوا عدد الأشخاص الذين ماتوا خلال 30 يوماً من رؤية الطبيب.

وبلغ معدل الوفيات بين المرضى الإناث 8.15 في المائة عندما عالجتهن طبيبات مقابل 8.38 في المائة عندما كان الطبيب ذكراً.

وهذا يعني أنه من بين كل 1000 مريض يتم علاجهم، من المتوقع أن يبقى اثنان إضافيان على قيد الحياة إذا تم علاجهما من قبل امرأة، وفقاً للدراسة.

وفي حين أن الفرق بين المرضى الذكور كان أصغر، إلا أن الطبيبات لا يزال لديهن الأفضلية بمعدل وفيات يبلغ 10.15 في المائة مقارنة بمعدل وفيات المرضى الذين يعالجهم الأطباء الذكور والذي يبلغ 10.23 في المائة، أي بفارق نحو حالة وفاة واحدة في الألف.

ووجد الباحثون نفس النمط بالنسبة لمعدلات عودة المرضى إلى المستشفى.

الطبيبات «يقدمن رعاية عالية الجودة»

وقال الدكتور يوسوكي تسوغاوا، الأستاذ في كلية الطب بجامعة كاليفورنيا:«ما تشير إليه النتائج التي توصلنا إليها هو أن الأطباء والطبيبات يمارسون الطب بشكل مختلف، وهذه الاختلافات لها تأثير ملموس على النتائج الصحية للمرضى».

وأضاف: «الطبيبات يقدمن رعاية عالية الجودة، أما الأطباء الذكور، فإنهم في كثير من الأحيان يقللون من خطورة تعب مرضاهم».

وقد أظهرت أبحاث سابقة أن الأطباء الذكور يقللون من تقدير مستويات الألم لدى مرضاهم، ولا يهتمون بالكثير من الأعراض الخاصة بأمراض الجهاز الهضمي والقلب والأوعية الدموية والسكتة الدماغية، مما قد يؤدي إلى تأخير الرعاية أو عدم اكتمالها.

ولفت فريق الدراسة الجديدة إلى ضرورة إجراء المزيد من الأبحاث حول الآليات الأساسية التي تربط بين جنس الطبيب وصحة المريض، ولماذا تكون فائدة تلقي العلاج من قبل الطبيبات أكبر بالنسبة للمرضى الإناث.


الأسبرين يحد من الإصابة بسرطان القولون والمستقيم

الأسبرين دواء شائع يُستخدم لعلاج مجموعة واسعة من الحالات (أ.ف.ب)
الأسبرين دواء شائع يُستخدم لعلاج مجموعة واسعة من الحالات (أ.ف.ب)
TT

الأسبرين يحد من الإصابة بسرطان القولون والمستقيم

الأسبرين دواء شائع يُستخدم لعلاج مجموعة واسعة من الحالات (أ.ف.ب)
الأسبرين دواء شائع يُستخدم لعلاج مجموعة واسعة من الحالات (أ.ف.ب)

أفادت دراسة إيطالية بأن أبحاثاً سابقة أكدت فائدة الاستخدام اليومي للأسبرين على المدى الطويل في المساعدة على منع سرطان القولون والمستقيم وتطوره، لكن آليات حدوث ذلك لم تكن واضحة.

وكشف الباحثون أن الأسبرين يساعد جهاز المناعة في الجسم على اكتشاف الخلايا السرطانية واستهدافها، ونشرت النتائج، الاثنين، في دورية «كانسر» التابعة لجمعية السرطان الأميركية.

والأسبرين دواء شائع الاستخدام لعلاج مجموعة واسعة من الحالات، منها تسكين الآلام وخفض الحرارة، ومنع تجلط الدم.

وأظهرت دراسات أن تناول الأسبرين بانتظام قد يقلل الإصابة بأنواع معينة من السرطان، مثل سرطان القولون والمستقيم، والمعدة، لكن يجب استخدامه بحذر بسبب خطر النزف، ومن الضروري استشارة الطبيب لتقييم الفوائد والمخاطر.

ولفحص تأثير الأسبرين على مرضى سرطان القولون والمستقيم، جمع الباحثون عينات أنسجة من 238 مريضاً خضعوا لجراحة لإزالة أورام القولون والمستقيم في مستشفى جامعة بادوفا الإيطالية، حيث كان 12 في المائة منهم من مستخدمي الأسبرين.

وبالمقارنة مع عينات الأنسجة من المرضى الذين لم يستخدموا الأسبرين، أظهرت العينات المأخوذة من مستخدمي الأسبرين انتشاراً أقل للسرطان إلى الغدد الليمفاوية وتسللاً أكبر للخلايا المناعية إلى الأورام.

ووجد الباحثون أن الأسبرين قد يمارس هذه التأثيرات الوقائية من خلال تعزيز جوانب معينة من الاستجابة المناعية للجسم ضد الخلايا السرطانية.

وبعد تحليل خلايا سرطان القولون والمستقيم في المختبر، وجدوا أن تعريض الخلايا للأسبرين تسبب في زيادة التعبير عن بروتين يسمى (CD80) في بعض الخلايا المناعية، مما عزز قدرة الخلايا على تنبيه الخلايا المناعية الأخرى لوجود البروتينات المرتبطة بالورم.

ودعماً لهذه النتيجة، وجد الباحثون أن مستخدمي الأسبرين من مرضى سرطان المستقيم أظهروا تعبيراً أعلى لبروتين (CD80) في الأنسجة السليمة للمستقيم، مما يدل على التأثير المناعي للأسبرين.

وقال الباحث الرئيسي للدراسة من جامعة بادوفا، الدكتور ماركو سكاربا لـ«الشرق الأوسط»: «لاحظنا خلال دراستنا أن استخدام مرضى سرطان القولون والمستقيم للأسبرين أدى إلى انخفاض النقائل العقدية بشكل ملحوظ، وزيادة عدد الخلايا الليمفاوية المتسللة للورم أعلى بين مستخدمي الأسبرين».

وتعد النقائل العقدية عاملاً مهماً في تشخيص مراحل السرطان. أما الخلايا الليمفاوية، فهي جزء من الجهاز المناعي وتلعب دوراً محورياً في الاستجابة للسرطان، وتعد زيادة عدد هذه الخلايا المتسللة إلى الورم علامة إيجابية تشير إلى أن الجهاز المناعي يحاول مهاجمة السرطان وتدميره.

وأضاف سكاربا أنه بالإضافة إلى تأثيره على الخلايا السرطانية، فإن الاستخدام المنتظم للأسبرين قد يؤدي دوراً مباشراً في تعزيز الرقابة المناعية ضد سرطان القولون والمستقيم.

ونوه إلى أنه ينبغي أن تركز الدراسات المستقبلية، على تقديم أدلة سريرية قوية تؤكد فوائد استخدام الأسبرين لمرضى سرطان القولون والمستقيم، وتأثيره في معدلات البقاء، والفوائد المحتملة لجرعات محددة على المرضى.


وفقا لعلم النفس... 5 أحلام شائعة ومعانيها

لطالما حملت الأحلام نوعاً من الغموض وعبر الثقافات والأزمنة كان هذا الجانب من وعينا مصدراً دائماً للتفسير والتحليل (د.ب.أ)
لطالما حملت الأحلام نوعاً من الغموض وعبر الثقافات والأزمنة كان هذا الجانب من وعينا مصدراً دائماً للتفسير والتحليل (د.ب.أ)
TT

وفقا لعلم النفس... 5 أحلام شائعة ومعانيها

لطالما حملت الأحلام نوعاً من الغموض وعبر الثقافات والأزمنة كان هذا الجانب من وعينا مصدراً دائماً للتفسير والتحليل (د.ب.أ)
لطالما حملت الأحلام نوعاً من الغموض وعبر الثقافات والأزمنة كان هذا الجانب من وعينا مصدراً دائماً للتفسير والتحليل (د.ب.أ)

لطالما حملت الأحلام نوعاً من الغموض، وعبر الثقافات والأزمنة، كان هذا الجانب من وعينا مصدراً دائماً للتفسير والتحليل. وبدأ كل من الأكاديميين والأشخاص العاديين على حد سواء في اكتشاف أهمية الأحلام، وكذلك محاولة فهم معانيها الأعمق.

وجهات نظر نفسية حول الأحلام

بحسب موقع «سايكولوجي توداي»، تحدث الأحلام أثناء مرحلة حركة العين السريعة خلال النوم. ويقدر الباحثون أن الشخص العادي يحلم حوالي أربعة إلى ستة أحلام في الليلة الواحدة.

يعتقد سيغموند فرويد، الملقب بـ«أبو التحليل النفسي»، أن الأحلام هي الطريق إلى اللاوعي، وأنها البوابة إلى أعمق رغباتنا ومخاوفنا وصراعاتنا، التي غالباً ما تكون محجوبة عن الوعي.

واقترح نظريات المحتوى الظاهر (السرد الحرفي للحلم) والمحتوى الكامن (المعنى الرمزي) المخفي في الداخل. ومن خلال التحليل النفسي، سعى إلى فك رموز هذه الرسائل الخفية، وكشف كيف يشكل اضطراب العقل الباطن حياتنا اليقظة.

أما كارل يونغ، وهو شخصية رائدة في علم النفس، قدم وجهة نظر بديلة للأحلام. فبالنسبة له، الأحلام ليست مجرد مظهر عشوائي للعقل الباطن، بل هي تعبير له معنى عن سعينا النفسي إلى الكمال، وأنه من خلال الانخراط في أحلامنا، اعتقد يونغ أنه يمكننا القيام بمحاولات لاكتشاف الذات ومواجهة الجوانب الغامضة لشخصياتنا.

أما بالنسبة لعلم النفس الحديث، هناك الكثير من النظريات المتنوعة فيما يتعلق بطبيعة الأحلام. تقترح النظريات المعرفية أن الأحلام هي نتيجة ثانوية لمعالجة الدماغ للمعلومات، وتعمل على تعزيز ذكرياتنا مع تعزيز التعلم أيضاً. وعلى الرغم من أن وجهات النظر الحديثة تقدم رؤية قيمة، فإنها غالباً ما تلتف حول الرمزية العميقة والأهمية الشخصية التي تحملها الأحلام لكل واحد منا.

رموز الأحلام الشائعة ومعانيها

تظهر الأبحاث التي أجرتها مجلة «Motivation and Emotion» أنه في جميع أنحاء العالم، هناك الكثير من العناصر المشتركة في أحلامنا. في حين أن التفسيرات قد تختلف، فإن بعض المواضيع تتكرر عبر الثقافات.

السقوط:

من المحتمل أن تكون أحلام السقوط من أكثر أشكال الأحلام انتشاراً، وغالباً ما تثير إحساساً بالضعف وفقدان السيطرة.

من الناحية النفسية، قد ترمز هذه الأحلام إلى الخوف من الفشل أو الانحدار الملحوظ. ويمكن أن يشير السقوط أيضاً إلى الحاجة إلى التخلي عن الموانع وتبني التغيير.

فسّر فرويد السقوط على أنه مظهر من مظاهر القلق، مما يعكس الشوق إلى التحرر أو الاستسلام.

الطيران:

وعلى عكس ما سبق، تمثل أحلام الطيران تحرراً كبيراً من القيود. من الناحية النفسية، يمكن أن ترمز أحلام الطيران إلى الحرية والتمكين والسمو. حيث رأى يونغ أن الطيران يدل على رحلة نحو التنوير، وأنه غالباً ما تتزامن هذه الأنواع من الأحلام مع مشاعر البهجة والسعادة.

التعرض للهجوم أو المطاردة:

من الناحية النفسية، قد ترمز هذه الأحلام إلى تجنب مواجهة الصراعات أو العواطف التي لم يتم التعامل معها. وقد تعكس الشعور بالإرهاق من الضغوط الخارجية أو الاضطرابات الداخلية. فسر يونغ هذه الأحلام على أنها مواجهة مع الجوانب المظلمة والمقموعة في شخصياتنا والتي تتطلب الاعتراف.

سقوط الأسنان:

على الرغم من غرابتها، فإن الأحلام التي تنطوي على فقدان الأسنان شائعة بشكل كبير، وغالباً ما تثير مشاعر عدم الارتياح والضعف. من الناحية النفسية، قد ترمز هذه الأحلام إلى الخوف من الشيخوخة، أو فقدان الحيوية. وبدلاً من ذلك، يمكن أن تشير أيضاً إلى الحاجة إلى التجديد، والتخلص من العادات أو المعتقدات القديمة لإفساح المجال للنمو.

العري في الملأ:

تؤدي أحلام التعري في الأماكن العامة إلى مشاعر عميقة بالضعف والانكشاف. من الناحية النفسية، يمكن أن ترمز هذه الأحلام إلى الخوف من الحكم أو الرفض أو التدقيق الاجتماعي. وقد تعكس عدم الأمان بشأن الصورة الذاتية أو الرغبة في إخفاء العيوب ونقاط الضعف.

فسر يونغ العري على أنه التجرد من الأقنعة المجتمعية، وكشف الذات الحقيقية تحت واجهة التوافق الاجتماعي.


لمواجهة الاكتئاب والشعور بالوحدة... هل علينا الابتعاد عن وسائل التواصل الاجتماعي؟

تطبيقات على هاتف جوال (رويترز)
تطبيقات على هاتف جوال (رويترز)
TT

لمواجهة الاكتئاب والشعور بالوحدة... هل علينا الابتعاد عن وسائل التواصل الاجتماعي؟

تطبيقات على هاتف جوال (رويترز)
تطبيقات على هاتف جوال (رويترز)

وفق موقع «سيكولوجي توداي»، طلبت دراسة بحثية أجريت عام 2022 من 154 شخصاً (متوسط أعمارهم 29.6 عاماً) إما التوقف عن استخدام منصات التواصل الاجتماعي لمدة أسبوع واحد (فيسبوك، وإنستغرام، وإكس، وتيك توك) وإما الاستمرار في استخدامها كالمعتاد.

وتبين أن المجموعة التي أخذت استراحة من وسائل التواصل شهدت انخفاضاً ملحوظاً في معدلات القلق والاكتئاب، مقارنة بالمجموعة الثانية.

وبين طلاب الجامعات، أظهرت إحدى الدراسات التي أجريت على 555 شخصاً أن استراحة لمدة أسبوع واحد من وسائل التواصل الاجتماعي قلّلت بشكل كبير من مستويات التوتر، خاصة بين الأشخاص الذين يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي بشكل مفرط.

كما كشفت دراسة بحثية أخرى أجريت عام 2022 على فتيات، تتراوح أعمارهن بين 10 و19 عاماً، أن التوقف عن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لمدة 3 أيام فقط قلّل بشكل كبير من مراقبتهن لأجسادهن فيما يتعلق مثلاً بالخجل من شكل أجسادهن أو ملاءمة الملابس لهن.

لماذا تعزز أوقات الراحة من وسائل التواصل الاجتماعي الصحة العقلية؟

عادة ما تقارن نفسك بالآخرين أثناء استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى نقد الذات، وهو ما يسبب كثيراً من مشكلات الصحة العقلية. على سبيل المثال لا الحصر، القلق والاكتئاب وتعاطي المخدرات واضطرابات الأكل وإيذاء النفس.

كيف يمكننا تقليل استخدام وسائل التواصل الاجتماعي؟

يمكنك مثلاً حذف التطبيقات الموجودة على هاتفك مع الاحتفاظ بها على جهاز كمبيوتر. أو إبعاد هاتفك المحمول عنك وتخصيص مكان محدد له لاستخدامه بحيث لا يكون قريباً منك متى شئت وينتهي بك الأمر بتمضية أوقات أطول مما تريد على منصات التواصل.

يمكنك أيضاً الانضمام لمجموعات رحلات الاستشفاء من التكنولوجيا حيث تشترط تلك المجموعات الاستغناء عن الهواتف وأجهزة الكمبيوتر المحمولة طوال أيام الرحلة بهدف التحرر التام من التعلق بمنصات التواصل الاجتماعي والانخراط في أنشطة أخرى أكثر فائدة وتعزز من القدرات العقلية.

هل الاستراحة الكاملة ضرورية؟

تظهر الأبحاث أن الحد من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن يؤدي بالفعل إلى تحسين الإحساس بالرضا، وكذلك إنتاجية الفرد.

وأفادت إحدى الدراسات التي أجريت على 230 طالباً جامعياً أن المشاركين الذين حدّوا من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي إلى 30 دقيقة فقط في اليوم لمدة أسبوعين، عانوا بشكل ملحوظ من الاكتئاب والوحدة والقلق والخوف من تفويت شيء ما، في حين زادت مشاعرهم الإيجابية.

وتظهر أبحاث أخرى أن تقليل استخدام الهاتف الذكي لمدة ساعة واحدة لمدة أسبوع كان مرتبطاً بزيادة في الرضا عن الحياة.

كما تشير الأدلة مجتمعة إلى أن تقليل استخدام وسائل التواصل الاجتماعي أو أخذ قسط من الراحة يمكن أن تكون له فوائد كبيرة قد تستمر مع مرور الوقت.


في المستقبل القريب... «الإنفلونزا» السبب الأكثر احتمالاً للوباء المقبل

العلماء يعتقدون أن الإنفلونزا أكبر تهديد وبائي في العالم (رويترز)
العلماء يعتقدون أن الإنفلونزا أكبر تهديد وبائي في العالم (رويترز)
TT

في المستقبل القريب... «الإنفلونزا» السبب الأكثر احتمالاً للوباء المقبل

العلماء يعتقدون أن الإنفلونزا أكبر تهديد وبائي في العالم (رويترز)
العلماء يعتقدون أن الإنفلونزا أكبر تهديد وبائي في العالم (رويترز)

أكدت مجموعة من العلماء أن الإنفلونزا هي العامل الممرِض الذي من المرجح أن يؤدي إلى جائحة جديدة في المستقبل القريب.

وبحسب صحيفة «الغارديان» البريطانية، فقد كشفت الدراسة الاستقصائية الدولية أن 57 في المائة من كبار خبراء الأمراض يعتقدون الآن أن سلالة من فيروس الإنفلونزا ستكون السبب في الوباء العالمي التالي.

وقال جون سلمانتون غارسيا من جامعة كولونيا، الذي أجرى الدراسة، إن الاعتقاد بأن الإنفلونزا هي أكبر تهديد وبائي في العالم يعتمد على أبحاث طويلة الأمد تظهر أنها تتطور وتتحور باستمرار.

العلماء يعتقدون أن الإنفلونزا أكبر تهديد وبائي في العالم (رويترز)

وأضاف: «في كل شتاء تظهر الإنفلونزا وتتفشى. ويمكنك وصف حالات التفشي هذه بأنها جوائح صغيرة يتم التحكم فيها بشكل أو بآخر لأن السلالات المختلفة التي تسببها ليست شديدة الخطورة بشكل كبير. ولكن هذا لن يكون بالضرورة هو الحال إلى الأبد».

وسيتم الكشف عن تفاصيل الدراسة، التي تتضمن أدلة ومدخلات من 187 من كبار العلماء، في مؤتمر الجمعية الأوروبية لعلم الأحياء الدقيقة السريرية والأمراض المعدية (ESCMID) في برشلونة، نهاية الأسبوع المقبل.

ومن المرجح أن يكون السبب التالي الأكثر ترجيحاً لحدوث جائحة، بعد الإنفلونزا، هو فيروس (يُطلَق عليه اسم المرض «إكس»)، وفقاً لـ21 في المائة من العلماء الذين شاركوا في الدراسة.

و«المرض (إكس)» غير موجود بعد، لكن يتم إطلاق هذه التسمية بواسطة «منظمة الصحة العالمية» للإشارة إلى بعض الحالات المعدية غير المعروفة حالياً التي يمكن أن تكون قادرة على التسبب في وباء أو جائحة، في حال انتشارها في بلاد عدة. ويقول العلماء إنه يمكن أن يكون أكثر فتكاً بـ20 مرة من «كوفيد - 19».

ويعتقد بعض العلماء الذين شاركوا في الدراسة الجديدة أن فيروس «كورونا» لا يزال يشكل تهديداً، حيث صنفه 15 في المائة من العلماء على أنه السبب الأكثر احتمالاً للوباء في المستقبل القريب.

أما الكائنات الحية الدقيقة القاتلة الأخرى - مثل فيروسات «لاسا» و«نيباه» و«إيبولا» و«زيكا» - فقد تم تصنيفها على أنها تهديدات عالمية خطيرة من قبل 1 في المائة إلى 2 في المائة فقط من العلماء.

وقال غارسيا: «وفقاً لهذه النتائج، يمكننا استنتاج أن الإنفلونزا تشكل التهديد الأول، من حيث قدرتها على الانتشار الوبائي، من وجهة نظر الغالبية العظمى من علماء العالم».

وفي الأسبوع الماضي، أثارت «منظمة الصحة العالمية» مخاوف بشأن الانتشار المقلق لسلالة الإنفلونزا (H5N1) التي تسبب الملايين من حالات إنفلونزا الطيور في جميع أنحاء العالم.

أثارت «منظمة الصحة العالمية» مخاوف بشأن الانتشار المقلق لإنفلونزا الطيور (أ.ف.ب)

وفي الآونة الأخيرة، انتشر الفيروس إلى أنواع الثدييات، بما في ذلك الماشية المحلية التي أصيبت الآن بالعدوى في 12 ولاية في الولايات المتحدة، مما زاد من المخاوف بشأن المخاطر التي قد يتعرض لها البشر. وقال دانييل جولدهيل، من الكلية البيطرية الملكية في هاتفيلد، لمجلة «نيتشر»، الأسبوع الماضي، إنه كلما زاد عدد أنواع الثدييات التي يصيبها الفيروس، زادت فرص تطوره إلى سلالة تشكل خطراً على البشر.

ومن جهته، أكد عالم الفيروسات إد هاتشينسون من جامعة غلاسكو أن ظهور فيروس H5N1 في الماشية كان بمثابة «مفاجأة صادمة».

إن احتمال انتشار جائحة الإنفلونزا أمر مثير للقلق، رغم أن العلماء أكدوا أنه تم تطوير لقاحات ضد العديد من السلالات، بما في ذلك فيروس H5N1.


رصد حالة إصابة بـ«كوفيد 19» استمرت 613 يوماً

تم تسجيل إصابات طويلة بـ«كوفيد - 19» لدى أشخاص مناعتهم كانت غير قادرة على محاربة الفيروس بشكل كافٍ (رويترز)
تم تسجيل إصابات طويلة بـ«كوفيد - 19» لدى أشخاص مناعتهم كانت غير قادرة على محاربة الفيروس بشكل كافٍ (رويترز)
TT

رصد حالة إصابة بـ«كوفيد 19» استمرت 613 يوماً

تم تسجيل إصابات طويلة بـ«كوفيد - 19» لدى أشخاص مناعتهم كانت غير قادرة على محاربة الفيروس بشكل كافٍ (رويترز)
تم تسجيل إصابات طويلة بـ«كوفيد - 19» لدى أشخاص مناعتهم كانت غير قادرة على محاربة الفيروس بشكل كافٍ (رويترز)

أفاد باحثون من هولندا برصد حالة إصابة استمرت لفترة طويلة للغاية بـ«كوفيد - 19»، وهي لرجل توفي العام الماضي، وحذروا من ظهور متحورات أكثر خطورة لفيروس كورونا.

ووفقاً لبيان، تم إدخال الرجل المسن، الذي كان يعاني من ضعف في جهاز المناعة بسبب الأمراض السابقة، في مستشفى بأمستردام في فبراير (شباط) 2022، بعد إصابته بـ«كوفيد - 19».

وظلت الإصابة بالفيروس إيجابية حتى وفاته في أكتوبر (تشرين الأول) 2023 لمدة إجمالية تبلغ 613 يوماً، وفق ما ذكرته وكالة الأنباء الألمانية.

وسبق أن تم تسجيل حالات أخرى من الإصابات الطويلة للغاية لدى أشخاص كان جهاز مناعتهم غير قادر على محاربة الفيروس بشكل كافٍ.

وتعد الحالة مثيرة للاهتمام أيضاً للباحثين، لأن فيروس كورونا يمكن أن يتغير بقوة خصوصاً في مثل هؤلاء الأشخاص المصابين على المدى الطويل.

وينطوي هذا على خطر ظهور متحورات الفيروس التي يمكن أن تتغلب بسهولة أكبر على الجهاز المناعي للأشخاص الأصحاء.


ما أفضل وقت لممارسة الرياضة من أجل النوم العميق؟

تمارين المقاومة تساعد في النوم بشكل أفضل (أرشيفية - موقع «هيلث»)
تمارين المقاومة تساعد في النوم بشكل أفضل (أرشيفية - موقع «هيلث»)
TT

ما أفضل وقت لممارسة الرياضة من أجل النوم العميق؟

تمارين المقاومة تساعد في النوم بشكل أفضل (أرشيفية - موقع «هيلث»)
تمارين المقاومة تساعد في النوم بشكل أفضل (أرشيفية - موقع «هيلث»)

يعد الحصول على نوم جيد ليلاً أحد أسرار الحياة العظيمة. إن قضاء بعض الوقت في الاسترخاء وممارسة النظافة الجيدة للنوم وتزويد جسمك بالوقود بشكل صحيح، سيساعدك، لكن المحاولة بشكل شاق للحصول على نوم جيد قد تجعل المشكلة أسوأ بعشر مرات، إلا أنه إذا كان هناك شيء واحد يمكن أن يحدث فرقاً في مدى جودة نومك، فهو ممارسة الرياضة. ولا يمكن أن يجعلك تشعر بمزيد من التعب فحسب - مما يزيد من دافع نومك - ولكنه قد يؤدي أيضاً إلى تغيرات فسيولوجية تجعل النوم أسهل.

وتقول خبيرة النوم الدكتورة نيرينا راملاخان، مؤلفة العديد من الكتب: «يمكن للحركة الجسدية أن تساعدنا على إنتاج مادة الأدينوزين الكيميائية، التي تعزز النعاس وتمكن الميلاتونين من العمل بشكل أكثر فاعلية».

وتتابع خبيرة النوم: «إن تراكم مستويات الأدينوزين هو المحفز لوقف إنتاج الأدرينالين والهرمونات المحفزة الأخرى وبدء التغيرات البيوكيميائية الضرورية للنوم».

ويعد أحد أهم ثلاثة محفزات حالياً لممارسة المزيد من التمارين هو الرغبة في النوم بشكل أفضل، وفقاً لأحدث مؤشر صادر عن «Nuffield Health» في بريطانيا. ووفقاً للخبيرة البريطانية، فإن الكثير من الناس تبحث عن طرق لتحسين نومها من خلال العادات الصحية. ولكن ما هو أفضل أشكال التمارين الرياضية لتحسين النوم؟ وكيف ينبغي أن يبدو روتين التمارين الملائمة للنوم؟

وتعد خبيرة النوم أن ممارسة الرياضة من أجل النوم لا تعني أنك يجب أن تدخل في جلسة رياضة مكثفة في يوم الراحة الذي تستحقه فقط حتى تتمكن من النوم ليلاً. في الواقع، أفضل شكل من أشكال الحركة للغفوة قد لا يكون تمارين الكارديو على الإطلاق.

وفي دراسة أجريت عام 2022، نُشرت في مجلة جمعية القلب الأميركية، قارن الباحثون بين التمارين الهوائية والمقاومة والتمارين المشتركة للعثور على الأفضل لتحسين النوم. ووجدوا أن مدة النوم والكفاءة والجودة زادت بشكل أكبر في المجموعة التي مارست رياضة المقاومة فقط. وعلى وجه الخصوص، فإن أولئك الذين مارسوا تمارين المقاومة ناموا في المتوسط لمدة 40 دقيقة إضافية في الليلة، مقارنة بزيادة قدرها نحو 23 دقيقة في مجموعة التمارين الرياضية، و17 دقيقة في مجموعة التمارين المجمعة. في حين يؤكد البحث أن أي تمرين أفضل من لا شيء للنوم، فإن السبب وراء كون تدريبات المقاومة أفضل هو أن الجسم يفرز هرمونات تشير إلى تلف الأنسجة وتشجع الجسم على الحصول على نوم أفضل للتعافي بشكل صحيح.

ووفقاً لموقع «ستايل» البريطاني، فإنه من المهم أن تتذكر أنك لست بحاجة إلى «قتل» نفسك برفع الأثقال لتنام أكثر. ويقول راملاخان: «ليس عليك القيام بكميات كبيرة من النشاط المكثف لجني الفوائد، فمجرد التحرك كل ساعة أو نحو ذلك طوال اليوم مفيد».

ما هو أفضل وقت لممارسة الرياضة؟

وعن أفضل وقت في اليوم لممارسة الرياضة من أجل النوم العميق، فإنه وفقاً للدكتور راملاخان: «بطبيعة الحال، ينبغي أن ينخفض ضغط دمك بنسبة تصل إلى 20 في المائة في الليل. ومع ذلك، مباشرة بعد التمرين، يمكن أن يرتفع ضغط الدم، مما يجعل من الصعب عليك الاسترخاء».

ومن ناحية أخرى، تساعد ممارسة الرياضة في وقت مبكر من اليوم على خفض مستويات هرمونات التوتر - الأدرينالين والنورادرينالين والكورتيزول - والتي لها تأثير مضاد لارتفاع ضغط الدم (خفض ضغط الدم).

وأضافت خبيرة النوم: «إن إنتاج الإندورفين أثناء وبعد ممارسة التمارين الرياضية ينتج أيضاً عامل شعور بالسعادة يمكن أن يكون له تأثير إضافي يتمثل في خفض ضغط الدم لمساعدتنا على النوم».

وأردفت الخبيرة: «دعونا لا ننسَ أن العلاقة بين النوم والتمرين تعمل في كلا الاتجاهين، فالسحر الناتج عن تمرينك يحدث بالفعل عندما تنام؛ إذ إنه أثناء الليل تتعافى العضلات وتعيد بناء نفسها بشكل أقوى». وفي الواقع، تشير الدراسات إلى أن قلة النوم تؤدي في الواقع إلى فقدان العضلات.