الصحة الرقمية والعلاج الخلوي والجيني

رعاية طبية مبتكرة ومتكاملة

الصحة الرقمية والعلاج الخلوي والجيني
TT

الصحة الرقمية والعلاج الخلوي والجيني

الصحة الرقمية والعلاج الخلوي والجيني

يشهد العالم ثورة طبية حيوية وتكنولوجية تقوم على تحويل الرعاية الصحية بوتيرة لم يسبق لها مثيل، في مجال العلاج الخلوي والجيني، إضافة إلى الصحة الرقمية. في هذا السياق، أقامت شركة «باير» يوم الأربعاء الماضي بمدينة دبي ندوة إعلامية صيدلانية «فارما»، عرضت فيها تقدمًا مثيرًا في مجال تحويل أعمال صناعة الأدوية عبر ابتكار حقيقي في مجال الرعاية الصحية، من شأنه أن يساعد كثيرًا المرضى الذين يعانون أمراضًا لا تزال معالجتها صعبة في الوقت الراهن، حيث إن المعيار الحالي للرعاية ما زال يعالج الأعراض فقط وبدرجات مختلفة. وأوضح الدكتور ستيفان أورليش رئيس قسم الأدوية وعضو مجلس الإدارة أن الهدف يتمثل في تقديم علاجات فعالة للمرضى وجعل أنظمة الرعاية الصحية أكثر استدامة على المدى المتوسط والبعيد.

الصحة الرقمية
تحدث في الندوة الدكتور جيف داتشيس Jeff dachis، المؤسس والرئيس التنفيذي لأنظمة البيانات (قطرة واحدة one drop) حول الصحة الرقمية (Digital Health) وكيف أصبحت ركيزة مهمة في الرعاية الصحية الحديثة، وأوضح أن الجمع بين نهج الرعاية الصحية التقليدية والتقنيات الرقمية سوف يساعد المرضى بشكل أفضل من خلال تقديم حلول أكثر كفاءة ومصممة بشكل متزايد لظروفهم الفردية وقادرة على التكيف مع حياتهم. ومن المتوقع أن تشكل المنتجات والخدمات الرقمية حصة سوقية تبلغ 12 في المائة في قطاع الرعاية الصحية بحلول عام 2025، مع ارتفاع الإنفاق العالمي على الصحة الرقمية إلى 979 مليار يورو.

الرعاية المتكاملة
وتحدث البروفسور مارتن سي هيرش Martin C. Hirsch، أستاذ الذكاء الصناعي (Al) الطبي بجامعة فيليبس – ماربورغ، حول الرعاية المتكاملة (Integrated Care) وأنها تطبيق للصحة الرقمية تسعى لتطوير مفاهيم منسقة للرعاية، والاستعداد للأمراض المتعددة، ودعم المرضى طوال حياتهم بما يحتاجون إليه، في أي وقت وفي أي مكان. وتهدف الرعاية المتكاملة إلى تمكين المرضى بعد أن سمحت الحلول الرقمية بتتبع وإدارة صحتهم في كل لحظة من حياتهم اليومية، ونقل مفهوم الرعاية إلى ما وراء عيادة الطبيب إلى عالم الحياة اليومية.
ويتيح استخدام الذكاء الصناعي والكميات الهائلة من البيانات للأشخاص التحكم في صحتهم من خلال رؤى تنبؤية واستباقية قابلة للتنفيذ. ومن خلال الرعاية المتكاملة، ستتحسن الرعاية الصحية من علاج الأمراض المزمنة إلى إدارة الصحة والبقاء بصحة جيدة.
إن صناعة المستحضرات الصيدلانية هي نهج تقليدي لمعالجة «مرض واحد» وقد واجهت صعوبات في الماضي. أما النهج الشامل للرعاية المتكاملة فإنه يضع المريض، وليس المرض، في المقدمة لعملية الرعاية الصحية، مما يسمح بتصميم عروض الدعم لتناسب احتياجات كل مريض على حدة. وقد يعاني المريض من أمراض أخرى مصاحبة لمرضه الأساسي، فتؤثر على بعضها البعض، إضافة لتأثير الظروف الفردية على تطور المرض والقدرة على تنفيذ العلاج والمشورة، فكل رحلة صحية هي فريدة من نوعها.
ومن خلال نهج الرعاية المتكاملة، يتم تغيير النظرة للصحة والمرض في نظام الرعاية الصحية، من الملاحظات المنفصلة إلى الوصف المستمر الذي سيخلق وجهات نظر جديدة للأساليب العلاجية. وتعتبر الرعاية المتكاملة بمثابة الطريق إلى رعاية صحية شاملة ومتخصصة فعلًا من خلال التركيز على كل مريض على حدة وليس على مرضه، وفقاً للسيدة جين كيهرين، نائب الرئيس الأول للابتكار الرقمي وعضو اللجنة التنفيذية للأدوية في شركة باير المساهمة.

علاجات مضادة للتخثر
أوضحت الدكتورة سو يونج كيمSo - Young Kim، رئيسة قسم التخثر وأمراض الأوعية الدموية، ضمن محاضرتها التي ألقتها في الندوة أن مضادات التخثر تستخدم في الوقاية من تجلط الدم وعلاجه منذ أوائل القرن العشرين مع ضرورة مراقبة التجلط بدقة مما يجعل تلك العلاجات خارج المستشفى صعبة خوفا من حدوث النزيف خاصةً في المرضى الذين يعانون من أمراض مصاحبة. وقد أدى ذلك إلى عدم إعطاء مضادات التخثر لبعض المرضى المحتاجين لها أو إعطائهم جرعات أقل من المثالية، مما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالسكتات الدماغية. لذلك، ظهرت الحاجة لفئة جديدة من مضادات التخثر، وقد يوفر تثبيط العامل الحادي عشر (XI) أملا جديدًا للسلامة والفعالية من شأنه أن يجعل من الممكن علاج الملايين من مرضى القلب والأوعية الدموية المحتاجين لها.
إن مثبطات العامل (XI) هي فئة جديدة من المركبات الدوائية التي يجري تطويرها حاليًا بشكل أساسي في مجال منع تخثر الدم، وتم اكتشاف أهميتها في مكافحة الخثار من خلال دراسة المجموعات العرقية التي لديها مخاطر أقل للإصابة بالسكتات الدماغية والجلطات الدموية مثل اليهود الأشكناز Ashkenaz الذين وجد لديهم نقص في العامل (XI) الموروث أعلى من المتوسط ويحملون مخاطر أقل للإصابة بتجلط الأوردة العميقة والسكتة الدماغية مقارنة بعموم السكان، مما يدل على أن تثبيط إنتاج هذا العامل قد يكون طريقة واعدة لمنع تكوين جلطات الدم مع الحفاظ على الإرقاء الدموي hemostasis طبيعيا. العامل (XI) هو إنزيم موجود بشكل طبيعي ويشكل جزءًا من مجموعة التخثر ويلعب دورًا رئيسيًا في تكوين جلطات دموية مرضية.

مستقبل الطب الخلوي
تحدث في الندوة الدكتور إميل نويصر Emile Nuwaysir الرئيس التنفيذي ورئيس شركة بلو روك ثيرابيوتكس blue rock therapeutics حول «مستقبل الطب الخلوي» وأوضح أن العلاج بالخلايا يتضمن إدخال الخلايا في جسم المريض من أجل تحقيق تأثير طبي لإدارة أو علاج مرض معين أو لإصلاح الخلايا التالفة وتجديدها. ويعتمد نوع الخلايا التي يتم إدخالها على المرض المفترض معالجته. يهدف العلاج الجيني إلى علاج المرض عن طريق توصيل مادة وراثية إلى خلايا المريض بحيث إن الخلايا التي تفتقر للتعليمات الصحيحة للعمل بشكل صحيح تتلقى معلومات جينية تسمح لها باستعادة وظيفتها. ويتم تسليم المعلومات الجينية إلى خلايا الشخص إما عن طريق إضافة تسلسل جيني مفقود أو تصحيحه أو إلغائه، فتتغير كيفية إنتاج هذه الخلايا للبروتينات كتقليل إنتاج البروتينات التي تسبب المرض أو إنتاج بروتينات جديدة كانت مفقودة.
وتحدثت الدكتورة شيلا ميخائيل Sheila Mikhail المؤسسة المشاركة والرئيسة التنفيذية لشركة أسكبيو askbio - Pharmaceutical حول تطوير الطب الجيني عبر العلاج الجيني القائم على الفيروسات المرتبطة بالجهاز الغدي aav (Adeno - Associated Virus) وأوضحت أن الأمراض الوراثية تنجم عن جينات معيبة موجودة في كل خلية تقريبًا من جسم المريض مما يجعل من المستحيل معالجتها عن طريق الأدوية التقليدية، وكان العلاج مقصورًا على تخفيف الأعراض.
إن العلاجات الجينية لديها القدرة على تحويل نموذج علاج المرض إلى الشفاء مع آثار إيجابية هائلة على حياة المرضى. وتكشف الخلايا الجذعية المستحثة متعددة القدرات عن طرق جديدة واعدة في العلاج بالخلايا الجذعية، مثل استعادة الوظيفة الحركية للمرضى الذين يعانون من مرض باركنسون أو تجديد تلف أنسجة القلب بعد احتشاء عضلة القلب كما يقدم العلاج الخلوي مجموعة متنوعة من الأساليب التطبيقية مثل عمليات نقل الدم وتجديد الخلايا الجذعية لنخاع العظم التي لها تاريخ طويل من النجاح. وقد أظهر العلاج الجيني بالفعل إمكانية استعادة تخثر الدم لدى الأشخاص المصابين بالهيموفيليا، واستعادة الدورة البصرية في الأطفال الذين يعانون من مرض ليبر الخلقي leber‘s congenital amaurosis (وهو شكل نادر من العمى الوراثي) وتحسين النتائج فيما يتعلق ببقائهم على قيد الحياة والوظيفة الحركية لمن يعانون من ضمور العضلات الشوكي.
* استشاري طب المجتمع



شعبية حليب الحمير تزداد في ألبانيا لخصائصه الغذائية والجمالية

يُعدّ حليب الحمير الذي يرى منتجوه أنه استثنائي نادراً (أ.ف.ب)
يُعدّ حليب الحمير الذي يرى منتجوه أنه استثنائي نادراً (أ.ف.ب)
TT

شعبية حليب الحمير تزداد في ألبانيا لخصائصه الغذائية والجمالية

يُعدّ حليب الحمير الذي يرى منتجوه أنه استثنائي نادراً (أ.ف.ب)
يُعدّ حليب الحمير الذي يرى منتجوه أنه استثنائي نادراً (أ.ف.ب)

تؤكد فاتيكو باشا وهي تداعب بلطف حمارتها «ليزا» قبل أن تجمع حليبها أنّ «حليب الحمير له طعم الحب»... منه تصنّع المزارعة من منطقة جيروكاستر الألبانية مصل اللبن أو اللبن الرائب أو نوعاً من الجبن هو الأغلى في العالم.

ووفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، فإن فوائد حليب الحمير معروفة منذ آلاف السنين. تقول الأسطورة إن كليوباترا كانت تستحم في حوض مليء بحليب الحمير؛ للمحافظة على جمالها وشبابها.

بالإضافة إلى الخصائص الجمالية لملكة مصر، من شأن حليب الحمير أن «يشفي الأطفال، إذ هو علاج طبيعي للجهاز التنفسي والحساسية والجهاز المناعي»، على ما تقول فاتيكو.

يراقب حمار صغير كيف تنظّف فاتيكو ضرعي أمّه. ولإنتاج الحليب، ينبغي أن تكون أنثى الحمار في فترة رضاعة، ويبدأ حلبها عندما يبلغ صغيرها 3 أشهر.

زادت شهرة حليب الحمير خلال جائحة «كوفيد - 19»، فقررت فاتيكو وزوجها إحضار مجموعة صغيرة من الحمير وإناث الحمير إلى مزرعتهما، لكنّهما لم يتخيّلا أنهما سيبيعان حليب هذه الحيوانات في ألبانيا ومقدونيا الشمالية ومونتينيغرو واليونان.

في نهاية عام 2024، بات لديهما نحو ثلاثين أنثى حمار و4 ذكور حمير، ويرغبان بدءاً من يناير (كانون الثاني) في زيادة عدد هذه الحيوانات، مستفيديْن من المراعي الطبيعية عند سفح جبال جيروكاستر الغنية بالتنوع البيولوجي.

وباتت هذه المنطقة من جنوب ألبانيا تضم 15 مزرعة للحمير.

ذهب أبيض

يُعدّ حليب الحمير الذي يرى منتجوه أنه استثنائي، نادراً. في يوم الحلب، يمكن جمع نصف لتر من الحليب من كل حيوان. وتُباع هذه الكمية بسعر مرتفع يراوح بين 52 و63 دولاراً للتر الواحد.

ويقول زوج فاتيكو إنّ «حليب الحمير هو ذهب أبيض».

بدأ وعائلته منذ عام بإنتاج الجبن اللذيذ والطازج والقشدي، بالإضافة إلى اللبن الرائب ومصل اللبن. ويرتفع الطلب على هذه المنتجات بشكل كبير، لدرجة أنهم يشترون الحليب من المزارعين في محيطهم.

توضح المنتجة شيكو باشا، وهي تحضّر الجبن لتوفيره لأحد المطاعم في المنطقة «إنّ جبن الحمير مطلوب جداً، ويصعب تحضيره».

يتطلّب إنتاج كيلوغرام من الجبن 25 لتراً على الأقل من حليب الحمير، وهي كمية يصل سعرها إلى 1049 دولاراً.

يباع الكيلوغرام الواحد من الجبن بأكثر من 1573 دولاراً، ويشتهر بأنه أغلى نوع جبن في العالم.

يقول جاكو ميسي، وهو طبيب بيطري ومنتج جبن حمير تقدّمه مطاعم فاخرة في تيرانا إنّ «الفرنسيين يقولون إن وجبة خالية من الجبن كامرأة جميلة من دون عين، لكنّ التفصيل الأهم في الطبق هو جبن الحمير».

يقول إليو تروكي، رئيس مطعم «أوكسهاكيت» في العاصمة إنّ «الزبائن يفضلون الجبن الطازج، أي بعد 48 ساعة من تحضيره لا أكثر»، مضيفاً أنّ «سعره مرتفع لكنه لذيذ جداً، فهو يضفي نكهة شهية على الوجبة مع نبيذ جيّد».

جمال

في مختبرها الصغير، لا تخمّر الصيدلانية الشابة فابجولا ميسي الحليب لصنع الجبن، بل لتوفير مجموعة من مستحضرات التجميل المصنوعة من حليب الحمير والتي اكتسبت شعبية أيضاً خلال السنوات الأخيرة.

تقول المرأة التي أسست ماركتها «ليفا ناتشرل» وهي تستعجل لإنهاء طلبية أخيرة تتألف من مستحضر للبشرة مخصص للنهار يوفر نعومة، «إن حليب الحمير هو سر الجمال الفعلي». وفي هذه الفترة التي تقترب فيها أعياد نهاية العام، تصف منتجاتها بأنها تتمتع بـ«رائحة الحب».

وترغب في أن تتمكن قريباً من تصدير هذه المنتجات المصنّعة من حليب الحمير، حتى تصبح معروفة في مختلف أنحاء العالم.

وتقول إنّ «مستحضر الوجه المصنوع من حليب الحمير يعزز الجمال، ويتغلغل بسرعة في البشرة، ويعطيها نعومة. رائحته الخفيفة تعطي شعوراً بالراحة والانتعاش، وبمجرد استخدامه يصعب التخلي عنه».