بسذاجة ظللنا نعتقد بوجود احتمال أن تقدم الحكومة الأميركية المزيد من الحوافز رغم أن احتمال حدوث ذلك في هذه المرحلة لا يتعدى الواحد في المليون.
وقد بدد الرئيس ترمب مؤخراً كل أمل في ذلك حين كتب في تغريدة له على موقع «تويتر» عن توقف المحادثات الخاصة بخطط الإنقاذ والمساعدات؛ وهو ما مثّل إهانة جديدة لنانسي بيلوسي، رئيسة مجلس النواب الأميركي. وقد غيّر ترمب رأيه، حيث دعا مرة أخرى إلى تقديم حوافز.
مع ذلك، هناك مشكلة كبيرة بالنسبة للرئيس ترمب وأي شخص يريد المزيد من المساعدات والحوافز بحسب ما كتب جوناثان برنشتاين؛ ألا وهي عدم رغبة مجلس الشيوخ حقاً في تقديم مثل تلك الحوافز؛ فقد كان أعضاؤه متشككين تجاه هذا الأمر منذ مايو (أيار)، فحين أقرّ مجلس النواب مشروع قانون يقضي بتقديم 3 تريليونات دولار، تجاهل مجلس الشيوخ هذا المشروع لأشهر.
سيكون ذلك نبأً مريعاً إذا كان صحيحاً؛ لأن تعافي الاقتصاد الأميركي الملحوظ حتى هذه اللحظة لم يحدث بفعل السحر بحسب ما أشار محررون بارزون في «بلومبرغ». وليس ذلك عمل مصرف الاحتياطي الفيدرالي فحسب، بل أيضاً سياسة مالية نادرة وغير اعتيادية. وقد كان للجمهوريين دور كبير في نجاح ذلك الأمر، حيث كتب مايكل سترين أنهم في حاجة إلى البناء على ذلك النجاح.
ومع انخفاض ما لدى المصرف المركزي (بنك الاحتياطي) وعدم السيطرة على الوباء، ربما يواجه الااقتصاد من دون خطة إنقاذ مالي كارثة. وقد يزداد الوضع سوءاً إلى درجة تجعل كارل سميث يعتقد أنه على الديمقراطيين التراجع ومنح ترمب ربع رغيف الحوافز الذي يقول حالياً إنه يريده عوضاً عن انتظار جزء أكبر. مع ذلك، ربما تظل احتمالات موافقة الجمهوريين على ذلك ضعيفة للغاية.
ويظل في جعبة بنك الاحتياطي الفيدرالي سهم يتمثل في برنامج إقراض الأموال الذي ينبغي أن يمتد، ويتضمن أسعار فائدة منخفضة بدرجة أكبر. وحتى من دون المزيد من الحوافز، ستكون هناك فوضى مالية كبيرة حين ينتهي هذا الوضع. وتبدو زيادة الضرائب أمراً حتمياً، لكن تشارلز روسوتي، الرئيس السابق لدائرة الإيرادات الداخلية، يوضح أن الحكومة الأميركية قادرة على جمع عائدات تقدّر بمئات المليارات سنوياً فقط من خلال تحسين أدائها في تحصيل الضرائب المستحقة لها بالفعل. وسوف يساعد تحسن التمويل المقدم من جانب دائرة الإيرادات الداخلية في تحسين الوضع، لكنه سيقتضي تغيير بعض الممارسات الخاصة بالإبلاغ عن الدخل، وتعزيز التكنولوجيا المستخدمة في الدائرة.
حتى قبل ظهور فيروس «كورونا» كان عدم توافر وحدات سكنية بأسعار معقولة في متناول يد المواطنين يمثل مشكلة كبرى في هذا البلد، لكن قد يساعد إدخال تعديل بسيط في تحسين الوضع أيضاً بحسب ما كتب دونالد لايتون، الرئيس التنفيذي السابق لـمؤسسة «فريدي ماك». وقد يساعد تقديم قروض رهن عقاري أفضل بأسعار فائدة أقل في خفض التكلفة بالنسبة إلى أصحاب المنازل، وكذلك في حماية المنظومة من المقرضين الذين يواجهون صعوبات مثلما حدث في الأزمة المالية.
على الجانب الآخر، رغم أن التكنولوجيا تسهل عملية تعقب انتشار فيروس «كوفيد - 19» داخل البيت الأبيض، ربما لن نتمكن من التكهن بالرقم الحقيقي الصحيح؛ لأن البيت الأبيض يرفض الإفصاح عن الأمر. ويكفي القول إن الرئيس، أو شخصاً مقرباً منه، قد تسبب في إصابة الكثير من المحيطين به بالفيروس. وقد قام الرئيس نفسه برحلة؛ بناءً على نصيحة غير موفقة، إلى نادي الغولف الخاص به في مدينة بيدمينستر بولاية نيوجيرسي رغم علمه أنه كان على اتصال بشخص مصاب بالفيروس وهي هوب هيكس. وكان هدف تلك الزيارة هو جمع المال، وهي تتزامن في الوقت نفسه مع بطولة غولف ضرورية لدعم الوضع المالي الضعيف المتداعي لناديه. بعبارة أخرى، ربما يكون ترمب قد عرّض المئات من مؤيديه، وأفراد فريق عمله، والعملاء للإصابة بفيروس «كورونا» فقط من أجل زيادة الأرباح.
* بالاتفاق مع «بلومبرغ»
8:7 دقيقه
TT
أميركا: فقدان الأمل في الحوافز الاقتصادية
المزيد من مقالات الرأي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة