مشعل السديري
صحافي وكاتب سعودي ساخر، بدأ الكتابة في الصحف السعودية المحلية، ثم في صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية، تتميز كتاباته بالسخرية اللاذعة، ويكتب عموداً ثابتاً في «الشرق الأوسط».
TT

ماذا عن «ستنا» العربية؟!

البخل والكرم صِنوان لا يلتقيان، مثلهما مثل الشروق والغروب، وأريد أن أضرب لكم مثالين في هذا المجال؛ الأول هو: الملياردير الألماني ديتمار هوب، أحد مؤسسي شركة «ساب إيه جي» للبرمجيات، التي تصنف على أنها رابع شركة ناشطة في هذا المجال بالعالم، ويقول ذلك الملياردير: إن التبرع بالأموال يُدخِل السعادة إلى قلب المتبرع.
وللمعلومية فقد رصد نصف ثروته للأعمال الخيرية.
ويمضي في هذا الصدد قائلاً: إنني أتلقى باستمرار رسائل شكر وامتنان، وهذا الأمر يضفي سعادة غامرة على قلبي ويجعلني أشعر بالرضا.
والآخر هو الملياردير المكسيكي اللبناني الأصل كارلوس سليم حلو، الذي هو على النقيض من الأول تماماً، وهو إمبراطور الاتصالات ويعتبر الرجل الأغنى في المكسيك، ومن شدّة بخله ينطبق عليه المثل القائل: إنه يرفض حتى التبول على الجرح لكي يشفى – ومعذرة على هذا المثل، لكن ماذا أفعل إذا كان هو يقول بملء فيه: إنني أعتبر التبرع بالأموال للأعمال الخيرية أمراً «سخيفاً»، وإذا كان ولا بد فيجب أن تقدم تلك التبرعات «قروضاً»، يشرف عليها أشخاص يتمتعون بكفاءة.
ويُزعم أن السنيور كارلوس الذي تقدر ثروته بـ73 مليار دولار، ما هو إلا واجهة لرجال عصابات يستثمرون أموالهم في هذه الشركة العملاقة – والله أعلم.
يا ليتني أملك هذه الـ73 مليار دولار وساعتها أعاهدكم أنني سوف أتبرع رأساً بـ72 ملياراً منها، ولا أستبقي سوى مليار واحد منها فقط، أضعه في البنك وديعةً، وحصيلة الفائدة ألعب بها على كيفي إلى أن ينطحن الحب المسوس الذي في رأسي.
وعندما أموت إن شاء الله بعد عمر طويل، أكون قد وصيت أن يُشيّد بالمليار كله جامع ضخم وكبير، ويكتب على بوابته اسمي المبجّل بالخط العريض المذهّب، عندها سوف أموت وأنا قرير العين.
***
نشرت صحيفة «ديلي إكسبرس» البريطانية، أن المرأة البريطانية العادية تثرثر لمدة 295 دقيقة في اليوم الواحد، أي ما يعادل أكثر من ثلث ساعات يقظتها.
وأفادت بأن مناقشة مشاكل الناس الآخرين والعلاقات العاطفية وسلوك أطفال الجيران والجنس والتسوق والماكياج والموضة والمسلسلات التلفزيونية الدارجة، تستأثر بالحيز الأكبر من أحاديث القيل والقال للمرأة البريطانية.
هذا هو ما نشرته الصحيفة عن المرأة البريطانية، فماذا عن المرأة العربية؟!
إنني شخصياً لا أستطيع أن أدلي بدلائي في الموضوع الشائك؛ لأنني بالأصل لست مؤهلاً له، وفوق ذلك جبان أمشي بجانب الحيط وأقول «يا الله السلام»، وأترك لكم أنتم التقييم، وحساب ساعات الثرثرة والقيل والقال عند «ستنا» العربية.