مشاري الذايدي
صحافي وكاتب سعودي. عمل في عدة صحف ومجلات سعودية. اشتغل في جريدة المدينة السعودية في عدة أقسام حتى صار عضو هيئة التطوير فيها. ثم انتقل لـ«الشرق الأوسط» من 2003، وتدرَّج بعدة مواقع منها: المشرف على قسم الرأي حتى صار كبير المحررين في السعودية والخليج، وكاتباً منتظماً بها. اختير ضمن أعضاء الحوار الوطني السعودي في مكة المكرمة. وشارك بأوراق عمل في العديد من الندوات العربية. أعدَّ وقدَّم برنامجي «مرايا» وبرنامج «الندوة». في شبكة قنوات «العربية».
TT

ترمب وأوباما و«حرب الكتب»

يبدو أننا في مرحلة «حرب الكتب» في المواجهات السياسية والدعائية خاصة بالمسرح الأميركي.
عن الرئيس ترمب فقط، صدرت مجموعة كتب في فترة قياسية، من مؤلفين هامشيين، أو رئيسيين مثل الصحافي الأميركي الشهير بوب وودورد الذي سيصدر كتابه «Fear: Trump in the White House» (خوف: ترمب في البيت الأبيض) الثلاثاء المقبل، لكن تعوز المصداقية والنزاهة القصدية جلّ هذه الكتب، لتصبح فقط، آلات نحاسية وأبواق نفخ في الحرب العوان بين الميديا الأميركية اليسارية والرئيس ترمب.
جرت العادة أن تكتب الكتب «الرصينة» بعد نهاية فترة أو فترتي الرئاسة، وربما بعد عقد أو أكثر من نهاية الولاية، حتى تصبح الرؤية أنقى وأشمل، لكن ما جرى مع ترمب، وقبله بوش الابن، من قِبل قبائل المؤلفين، لا علاقة له بهذه الشيم التأليفية. عن حديث الكتب هذا، صدر مؤخراً، وبترجمة عربية، عن الدار العربية للعلوم، كتاب LOSING an ENEMY – «خسارة عدو» بعنوان فرعي «أوباما وإيران وانتصار الدبلوماسية» تأليف الناشط الإيراني السياسي في أميركا تريتا بارسي، رئيس المجلس الوطني الإيراني الأميركي، إحدى مؤسسات اللوبي الإيراني بأميركا. طبعاً دافع هذا الناشط الخطير عن «صفقة القرن» بين الغرب وإيران على حساب العرب، تلك الصفقة اللئيمة التي نسجها الآفل أوباما، ووزيره العتيد كيري.
المؤلف قابل الأشخاص الذين طبخوا ذلك العشاء السامّ، ومنهم وزير الخارجية الأميركي الأسبق جون كيري، ونائب مستشار الرئيس للأمن القومي بن رودز - (هذا صدر له كتاب أيضاً، جدّ خطير عن مرحلة أوباما)، ومن الجانب الإيراني، وزير الخارجية جواد ظريف، وغيرهم.
على ذكر كيري، خياط الاتفاق السري الغادر بالعرب - أو جلّ العرب! - مع إيران، فهو أدلى بدلوه مع دلاء الكتب، فأصدر كتابه الجديد «كل يوم.. إضافي» «Every Day Is Extra» عن سيرته وذكر فيه روايته عن المأساة السورية، التي اعترف، بشكل أو بآخر، أن رئيسه أوباما هو من «فتح جرحها» وتركه مفتوحاً.
من فضائح الاعترافات الكيرية عن بشار وسوريا قال: «نعم، كنا نعلم أن هناك مواد كيماوية» لدى بشار. هذا بعد أن أعلنت إدارة أوباما أن سوريا سلمت مخزونها من الأسلحة الكيماوية بالكامل! وهو التضليل الذي تبّين لاحقاً مع هجمات النظام الكيماوية على خان شيخون مثلاً.
استعرض كيري «المفاوضات الشاقة» حول الصفقة الإيرانية والساعات وقدّم نفسه بطلاً للاتفاق، الأمر الذي التقطه الرئيس ترمب فهاجم كيري الذي يجهّز نفسه للسباق الانتخابي 2020 من الآن، سباق سجّل فيه إخفاقاً بالأمس، وعيّر ترمب كيري بأنه «أبو الاتفاق النووي الإيراني».
بصرف النظر عن نوايا مؤلفي هذه الكتب، إلا أننا، في خضم التنابز والتنابذ والتفاخر أيضاً، نظفر بمعلومات كانت سرية... أشياء فعلت في كنف الظلام بالأمس القريب، تفسّر لنا اليوم، طرفاً مما نراه بسوريا واليمن والعراق.

[email protected]