مشاري الذايدي
صحافي وكاتب سعودي. عمل في عدة صحف ومجلات سعودية. اشتغل في جريدة المدينة السعودية في عدة أقسام حتى صار عضو هيئة التطوير فيها. ثم انتقل لـ«الشرق الأوسط» من 2003، وتدرَّج بعدة مواقع منها: المشرف على قسم الرأي حتى صار كبير المحررين في السعودية والخليج، وكاتباً منتظماً بها. اختير ضمن أعضاء الحوار الوطني السعودي في مكة المكرمة. وشارك بأوراق عمل في العديد من الندوات العربية. أعدَّ وقدَّم برنامجي «مرايا» وبرنامج «الندوة». في شبكة قنوات «العربية».
TT

العبادي والتفاهم السعودي

قبل يومين استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، رئيس الوزراء العراقي، الدكتور حيدر العبادي، في جدة.
هذا خبر مهم في هذا الوقت، والعراق يخوض حرباً كبرى ضد «داعش» في الموصل وغير الموصل، والعبادي يسعى بقوة، وليس لنا إلا الظاهر، إلى المزيد من الاستقلال العراقي، و«تمكين» الدولة العراقية من دورها.
السعودية أعادت العلاقات مع العراق، وبعثت الرياض سفيرها الأول، ثامر السبهان، الذي صار وزيراً للدولة في شؤون الخليج، وتم تعيين سفير لاحق، الشمري، وزار عادل الجبير، وزير الخارجية السعودي، بغداد.
العبادي يخوض مهمة صعبة، في ظل التنافرات العراقية الداخلية، وطغيان الحس السياسي الطائفي، وتهشم الأمن، وتزايد الفساد، وتفشي نفوذ لوردات الحرب، فضلاً عن التغلغل الإيراني العميق، والدور التركي المثير، والسطوة الأميركية، وغير ذلك كثير.
نحن نعلم أن العبادي من قيادات حزب الدعوة العراقي، ونعلم ما هو حزب الدعوة، ولكن الرجل أثبت مع الأيام أنه لديه الحس بالمسؤولية، و«الرغبة» في مصلحة العراق أولاً وآخراً، وهذا هو بالضبط الذي تساند فيه الرياض بغداد.
الأمر يحسب للسيد العبادي، خاصة وقد قالت صحيفة «المدى» العراقية ذات الصوت «غير الطائفي»، إن العبادي قد أرجأ زيارته إلى السعودية، التي كانت مقررة يوم الأربعاء الماضي، إثر انتقادات وجهتها له أطراف سياسية، وتفادياً للانتقادات، أعلنت أوساط رئيس الوزراء أنه سيزور الكويت وإيران بعد السعودية. حسب «المدى».
وحسب الصحيفة قال العبادي: «نحن مغادرون لزيارة دول إقليمية وهي دول مجاورة من أجل التواصل وتعزيز العلاقات الثنائية».
وأعرب في مؤتمره الصحافي الأسبوعي عن «وجود رغبة قوية لدى القيادة السعودية في الانفتاح على العراق، ظهرت بوادرها منذ عام 2015؛ حيث كان مقررًا أن يقوم وزير الخارجية السعودي الراحل سعود الفيصل بزيارة العراق، وأن يشرف على إعادة افتتاح السفارة السعودية في بغداد، إلاّ أن وفاته حالت دون ذلك».
في مايو (أيار) الماضي كان العبادي قد تحدث عن أن العراق لكل العراقيين، ويسع الجميع، ولا يجوز احتكاره من طائفة أو قومية معينة. وأنه لا توجد «مواطنة من درجة ثانية». ومما قاله عن الجوار الإقليمي، حينها، في حوار مع فضائية «الحرّة» الأميركية: «هناك انطباع لدى السعودية بأن العراق يتبع إيران، وهناك انطباع لدى عامة الشعب العراقي بأن السعودية تدعم الإرهاب، والانطباعان خاطئان».
إذن لدى العراق والسعودية كثير ليعملاه سوياً لتكريس الأمن، وإنعاش التنمية و«الشراكات» الاقتصادية الحقيقية... لم لا؟
تمنيت هنا سابقاً هذه الأمنية: هل يفعلها العبادي؟ نتمنى... من أجل الرياض وبغداد.

[email protected]