عينت الحكومة البريطانية قبل أيام دومينيك جيريمي، سفيرها لدى الإمارات العربية المتحدة، مديرا تنفيذيا جديدا لهيئة التجارة والاستثمار البريطانية. وتعدّ هذه الهيئة أبرز جهة تستقطب الحكومة البريطانية من خلالها الاستثمارات الأجنبية إلى اقتصاد المملكة المتحدة، ومساعدة الشركات البريطانية في الخارج، خاصة عبر وجودها، عبر شبكتها الواسعة لسفاراتها وبعثاتها الدبلوماسية حول العالم، ومن بينها المنطقة العربية.
وقد يكون أحد أبرز أسباب تعيين جيرمي إلى جانب كونه سبق أن شغل الوظيفة نفسها بالنيابة عام 2009، هو الدور الذي لعبه كسفير لدى الإمارات، مثلما أشار إلى ذلك اللورد ليفنغستون وزير التجارة البريطاني، الذي قال إن جيريمي لعب دورا كبيرا في مساعدة الشركات البريطانية في تحقيق طلبيات بملايين الجنيهات في الإمارات المتحدة بصفته سفيرا للندن لدى الإمارات العربية المتحدة.
وتحتل الدبلوماسية التجارية، خاصة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، موقعا مهما في نشاط الثمثيليات الدبلوماسية الغربية عموما، والبريطانية خصوصا، دورا كبيرا في جذب الاستثمارات العربية. وقد أصبحت المنطقة العربية، خاصة الخليج، أشبه بـ«بوصلة» الاستثمار الخارجي بالنسبة للحكومات الغربية، التي تسيل لعابها أموال المنطقة. وتبدو مهمة لندن أسهل مقارنة بالبعثات الغربية الأخرى، بالنظر لما توفره من بيئة استثمارية وتشريعية جاذبة للاستثمارات الأجنبية في بريطانيا، وبالنظر للموقع المهم الذي تتمتع به لندن كمركز مالي عالمي، وبورصة نشطة.
وفي سياق عملها «الدبلوماسي» التجاري، نشرت وزارة الخارجية البريطانية قبل أيام فقط تقريرا، أكد فيه رئيس الأسواق الأولية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، في بورصة لندن للأوراق المالية، ايباكن اديبايو، إن «منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تسجل توجها متزايدا للشركات نحو الإدراج في بورصة لندن، وإنه منذ بداية عام 2011، انضمت للبورصة 12 شركة جديدة من المنطقة».
وذكر التقرير أن 37 شركة من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مدرجة في السوق الرئيسة لبورصة لندن، وهي من دول مصر، المغرب، لبنان، البحرين، الأردن، تونس، قطر، عمان، البحرين، الإمارات العربية المتحدة، الكويت؛ وتسع شركات مدرجة في سوق الاستثمارات البديلة التابعة لها من دول الإمارات، الكويت، العراق، الجزائر، المغرب، عُمان. وأشار التقرير إلى أنه خلال الفترة من أبريل (نيسان) 2013 حتى 28 فبراير (شباط) الماضي، شهدت بورصة لندن ارتفاعا بارزا في الاكتتابات من المنطقة، بإجمالي 103 اكتتابات، توزعت بين السوق الرئيسة وسوق الاستثمارات البديلة، وجمعت أموالا بقيمة 22.7 مليار دولار.
وبحسب التقرير، توقع رئيس أسواق الأسهم الأولية العالمية في بورصة لندن، أليستر والمسلي، ارتفاعا في وتيرة إدراج شركات من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في بورصة لندن، على مدى الخمس أو العشر سنوات المقبلة، بهدف الوصول إلى مصادر تمويل أوفر، كوسيلة للاستفادة من السيولة، والحصول على زخم دولي، مشيرا إلى أن مجموعة جديدة من الشركات الخليجية تعتزم الانضمام إليها خلال العام الحالي.
وأضاف: «هناك حاجة لمزيد من رؤوس الأموال في المنطقة، ويمكن لبورصة لندن أن تلعب دورا حيويا في تلبيتها»، منوها بأن مزيدا من الشركات تعبر عن اهتمام حثيث بإدراج أسهمها في سوق الاستثمارات البديلة أيضا، من قطاعات مختلفة، من بينها القطاع المصرفي والبحري، النفط والغاز، التكنولوجيا، العقارات، وتجارة التجزئة».
8:18 دقيقه
TT
بورصة العرب اللندنية!
المزيد من مقالات الرأي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة
