مشعل السديري
صحافي وكاتب سعودي ساخر، بدأ الكتابة في الصحف السعودية المحلية، ثم في صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية، تتميز كتاباته بالسخرية اللاذعة، ويكتب عموداً ثابتاً في «الشرق الأوسط».
TT

فكّنا من شرك يا {عرعور}

بعد ذلك العمل الرديء والغبي والإجرامي كذلك – أقصد به تفجير البرجين في نيويورك في الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) عام (2001) – صدر بعده بيان أو رسالة وقع عليها ستون مثقفاً أميركياً تحت عنوان: (على أي أساس نتفاءل؟!).
وإذا بـ(فرسان الصحوة) المنتشين وقتها يردون عليهم في الحال ببيان وقع عليه (150) صحافياً تحت عنوان: (على أي أساس نتعايش؟!).
وهم بذلك البيان المضحك المخجل ذكروني بعجز بيت شعر (لابن رشيق) عندما قال: (كالهر يحكي انتفاخاً صولة الأسد)، بل إن الهر – أي القط – يكرم، فهم في الواقع ذكروني بتلك الدودة التي تتحرش وتتحدى ثعبان (الكوبرا)، تريد أن تخوض معركة معه (!!).
هؤلاء هم الذين تحدث عنهم الأستاذ (داود الشريان)، وخاطبهم بالاسم قائلاً بما معناه:
أنتم الذين غررتم بعيالنا وخدعتموهم بـ«الجهاد» في حروب كافرة لا يعرف أولها من آخرها، فلتوا في أفغانستان، وفلتوا في العراق، الآن من المفترض أن لا تفلتوا في سوريا، يجب أن تساءلوا وتحاسبوا على أرواح أبنائنا التي أزهقت بطريقة مجانية عبثية.
ويمضي قائلاً: إذا كنتم تريدون الجنة، فاذهبوا أنتم ونحن وراءكم، لماذا لا تبعثون بأبنائكم في أتون «الجهاد»، ليحظوا بـ«الشهادة»، ويستمتعوا بالحور العين، بدلاً من أبناء المساكين؟!
والمضحك أنه لم تمضِ غير أسابيع على حديث الشريان، حتى جاءه الجواب بطريقة عملية غير مباشرة، فهناك ثلاثة من (أساطين) الدعوة غردوا في حساباتهم، وكل واحد منهم يهنئ ابنه أو ابنته بتخرجهم ونيل الشهادات من جامعات بلاد (الكفر) التي لا يريدون أن يتعايشوا معها، كما جاء في بيانهم الشهير، وإليكم التغريدات (المموسقة) من فضيلتهم:
أولاً: (طارق السويدان) يقول:
أبارك لابني الدكتور محمد، على تخرجه وحصوله على (البورد) الذي يعادل الدكتوراه الكندية، وكذلك حصوله على (البورد) الأميركي في الطب النفسي بامتياز.
ثانياً: (سلمان العودة) يقول:
تهنئة ودعاء لابني العزيز (عبد الله العودة)، لحصوله الآن على الدكتوراه في القانون الدستوري المقارن من جامعة (ليتسبرغ)، والتوصية بطبع البحث – انتهى.
والغريب أن (الشيخ) العودة غض الطرف عن دراسة ابنه في تخصص (الدستور المقارن)، بدلاً من أن يوجهه للدراسة في كلية الشريعة.
ثالثاً: (عوض القرني) يقول:
تهنئة للابن (سعيد بن عوض القرني)، والابنة (عائشة بنت عوض القرني)، لحصولهما على الماجستير بتقدير ممتاز في تعليم الكومبيوتر من جامعة (فلوريدا) للتكنولوجيا – انتهى.
وضحكت عندما تطرق الشريان لأستاذ ومعلم رجال الصحوة، وأقصد به (العرعور) قائلاً: وآخرتها يهل علينا العرعور، ويقدم نصائحه للشباب المغرر بهم قائلاً: لا تروحون لـ(داعش) روحوا لـ(النصرة).
فكّنا من شرك يا (عرعور)، روح لأهلك.