مصطفى الآغا
TT

عيد الحب

نتفق أو نختلف مع هذه المناسبة التي تجتاح العالم يوم 14 فبراير (شباط) وتصبح فيها أسعار الورود الحمراء وكل شيء أحمر أضعافًا مضاعفة عن أسعارها الاعتيادية، والسبب أن الملايين يتذكرون الحب في هذا اليوم تحديدًا، في حين، منطقتنا العربية منقسمة (كالعادة) بين رافض ومستنكر للفكرة، وداعم ومشجع لها.
وقد يتساءل سائل: وما علاقة الحب بالرياضة؟
والجواب أبسط من البسيط... فالحب أساس الحياة، ومن بينها الرياضة، وما نراه حاليًا هو حب النفس والمصلحة على حساب الكيانات الأكبر مثل الأندية وحتى المنتخبات.
وبما أن الأنانية هي أحد مكونات الحب، لهذا؛ فليس مستغربًا أن يبحث الإنسان عن الأفضل له طالما أنه يقوم بذلك بطرق مشروعة وقانونية.
فبعد أن خرجنا من ثوب الهواية لندخل عباءة الاحتراف يجب أن نتوقف عن لوم اللاعبين على تغيير ألوان قمصانهم بما يخدم مصلحتهم ويؤمن مستقبلهم، فأي لاعب مهما كان كبيرًا ونجمًا لن تتجاوز فترة احترافه ما بين عشر إلى خمس عشرة سنة حدًا أقصى، هذا إن بدأت نجوميته في سن الثامنة عشرة. وبما أنه لا يوجد معاش تقاعدي، ولا دخل ثابت بعد اعتزال الكرة، فمن حق كل لاعب أن يعمل لمصلحته ومصلحة أسرته، فالحب وحده ليس كافيًا لخَبز رغيف أو دفع أقساط المدارس وكسوة الأطفال وفواتير الحياة اليومية.
وطالما نتحدث عن الحب فإن حب المهنة يعني التميز فيها.
وحب الحقيقة يعني مناصرتها ضد الميول.
وحب التميز يعني التدريب والالتزام والاحترام بالنسبة للاعب، ويعني البحث والتقصي والاجتهاد بالنسبة للإعلامي.
وحب الرياضة يعني التحلي بأساسياتها، وهي الروح الرياضية التي تكاد تنعدم في ملاعبنا العربية بشكل عام، وباتت تهدد بالانزلاق لما هو أبعد من التعصب وأكثر خطورة من قصة لاعب وملعب ومباراة وطقطقة سوشيال ميديا وحديث استراحات، فكل الأمور الكبيرة تبدأ من شرارات لهب صغيرة.
الحب أساس الحياة، فأي عمل نقوم به دون حب يكون ناقصًا وغير مبدع، وأي نقد نقوم به بكراهية يكون ادعاء وتزويرًا للحقيقة، وأي حب يزد على حده ينقلب إلى مرض وهوس يعمي العيون عن الحقيقة...
ألم يقولوا إن الحب أعمى؟!