مشعل السديري
صحافي وكاتب سعودي ساخر، بدأ الكتابة في الصحف السعودية المحلية، ثم في صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية، تتميز كتاباته بالسخرية اللاذعة، ويكتب عموداً ثابتاً في «الشرق الأوسط».
TT

بالرفاه والبنين يا (نادين)

في سؤال وجهته الممثلة الأميركية (جينا رودريغز) للرئيس الأميركي (أوباما) غير المأسوف على رحيله، قائلة له:
قريبًا جدًا ستصبح عاطلاً عن العمل، شأنك شأن الكثيرين، فعندما تترك منصبك هل ستفتح مدونة خاصة بك على (الإنترنت)؟!
فأجابها مازحًا: سأعمل سائقًا في شركة (أوبر).
إجابته تلك لا شك أنها دعاية للشركة المذكورة، ولا أدري هل هي كانت مرتبة ومدفوعة الثمن مقدمًا، أم أنها كانت مجرد (خبط عشواء)!
إنني أشك في الاحتمال الثاني، خصوصًا إذا عرفنا أن مسؤولاً على هذا المستوى، كل كلمة يتفوه بها محسوبة عليه، حتى لو كانت من باب المزاح أو التفكه البارد.
وبالمناسبة، فتلك الشركة، التي هي (أوبر)، تعتبر من أنجح الشركات التصاعدية، إذ إنها انتشرت بهذه الخدمة في أكثر من (80) دولة في أنحاء العالم (والحبل على الجرار)، ولي رغبة حقيقية في أن أشتري فيها بعض الأسهم (علّ وعسى) أن ينفعني قرشي الأبيض في يومي الأسود الذي هو على الأبواب.
***
عام (1902)، عندما كثر عدد الغرقى في نهر (السين) بباريس، استطاع صحافي فرنسي انتهازي أن يقنع مدير بوليس باريس، مع بعض الإغراءات المادية له، بأنه يستطيع أن يحد من عدد الغرقى، لو أنه أتى بكلاب مدربة من أميركا لتقوم بإنقاذ الغرقى، ووافق المدير. ولكن لكي يقنع الحكومة والرأي العام، لا بد أن تكون هناك حملة إعلانية لتؤدي الغرض، وهذا هو ما حصل، إذ إن ذلك الصحافي جند كثيرًا من الصحف لتقوم بهذا الدور، ونجحت الحملة، ووصلت الكلاب. ومن شدة فرحة ذلك الصحافي بمكاسب الصفقة، أصر على أن يقوم هو بالتجربة بنفسه أمام الملأ.
وفي يوم تساقطت فيه الثلوج، قفز بالنهر، غير أن المفاجأة أن الكلاب اكتفت بالنباح والفرجة عليه، ولم يقفز ولا كلب واحد لإنقاذه، ومات المسكين غريقًا (ويا فرحة ما تمت).
***
قامت الممثلة الأميركية (نادين شوايغريت) بالزواج من نفسها، ضاربة عرض الحائط بالزواج من الرجال. وقد عقدت مراسم الزواج بحضور 45 من أصدقائها، وقدمت لنفسها خاتم الزواج، وتلت عقد الزواج، قائلة: أنا نادين أعد نفسي أن أعيش حياتي بفرح، وأن أكون مخلصة لنفسي في عش الزوجية. وبعد ذلك، أخرجت مرآة من شنطتها، وطبعت قبلة حميمة على انعكاس صورتها، ثم نزلت إلى الحلبة، وراقصت نفسها.
وفي اليوم التالي، توجهت إلى ولاية (نيو أورلينز) لقضاء شهر العسل.
وأنا بدوري أقول لها: بالرفاه والبنين يا نادين يا بعد عمري، (منك المال، ومنك أنت أيضًا العيال).
السؤال هو: هل هناك رجل يستطيع أن يفعل بنفسه ما فعلته نادين؟!