مع إغلاق ملف الترشح لرئاسة اتحاد الكرة السعودي الخميس الماضي، بدا غريبا أن يهتم البعض بدور الجمعية العمومية في مرحلة الانتخابات وما بعدها، لأن ما انتهى إليه كثيرون في السابق أعطى انطباعا أنه لا أحد يفهم دور وأهمية الجمعية، ولا يعرف أحد من أعضائها إلا أسماء من كانوا فيما مضى يريدون ممارسة دورهم الطبيعي والنظامي، فتمت تسميتهم معارضين، ثم تم تسليمهم إلى بعض المتمصلحين من الإعلاميين وغيرهم، ليتم شيطنتهم وتشويههم، واليوم يسألونك عن الجمعية العمومية، فما الذي تغير يا ترى؟!
ومن أجل الفهم، لا بد من تذكر أن النظام الأساسي الذي عمل على صياغته في البدء الدكتور صالح بن ناصر وأحمد عيد وماجد قاروب، وتم اعتماده من «فيفا» بعد رحلات مكوكية للثلاثي، كان يضم 153 عضوا للجمعية العمومية، وهو عدد الأندية الممارسة للعبة، وتم تجاوز عقد الجمعية لاعتماده وقبله موافقة «فيفا» بالحصول على تفويض رسمي من الأندية التي تشكل عضوية الجمعية لمجلس الاتحاد الذي كان يرأسه آنذاك الأمير نواف بن فيصل، خول له الموافقة والاعتماد، لكن المجلس التالي المؤقت فضل تقليص العدد إلى أقل من النصف ومعه بعض التعديلات في النظام الأساسي، وجرت أول انتخابات بموجبه. وبعد بدء العمل بهذا النظام المعدل وقبل اعتماده من «فيفا»، رأى مسيرو الاتحاد أن عدد الـ64 أيضا كثير على الجمعية لسبب أو لآخر، فتم تقليص العدد إلى 47، وهذا دون شك أدى إلى إضعاف الجمعية، ومكن لمن يريد السيطرة على قراراتها أن يفعل، حتى وصل الأمر إلى أن تستطيع بـ24 صوتا أن تفوز بكرسي الرئاسة، وهو ما سيحدث نهاية ديسمبر (كانون الأول) المقبل، ذلك نتيجة تقليص عدد الأعضاء وتخصيص 5 منها للجنة الأولمبية وواحد لرابطة المحترفين!
الآن الوجوه نفسها التي كانت تتصدى لأي تحرك لأعضاء الجمعية العمومية وتنعته بالتخريب والبحث عن المصالح الشخصية، هي ذاتها تستدعي الجمعية لضبط الموقف، بل وتحملها مسؤولية أي خرق نظامي أو تجاوز قانوني قد يذهب ضحيته أحد المرشحين، أو فيما بعد الكرة السعودية، فالجمعية الآن فقط أصبحت الضمانة التي من الضروري أن تعمل وتتحمل كامل مسؤولياتها التي كفله لها النظام الأساسي، ذلك يحدث بعد فوات الأوان، بعد خراب مالطا.. فما حدود المسؤولية عما حدث التي يتحملها كل طرف من المتسببين في ذلك؛ المجلس، والجمعية، والإعلام؟
لكن هل من حل؟ أعتقد أن رئيس ومجلس إدارة قويا ومتكامل الخبرات سيكون خير عوض عما يمكن للجمعية العمومية «المنزوعة الدسم» أن تفعله بعد انتهاء حفلة الانتخاب.. أيضا ضرورة إعادة النظر في بعض بنود النظام الأساسي، من أجل تعديله لصالح جمعية تمثل جميع الأندية الممارسة للعبة، كذلك تغيير لغة خطابنا تجاه الجمعية أو لنقل استدراك خطأ جهلنا بها الذي تسبب فيه أيضا ضجيج وصخب مجلس اتحاد الكرة، الذي ادعى أنها ضربته بوجهها على يده، في أحسن توصيف لعادل إمام، حينما تظلم وتتجبر، تخاصم وتفجر!
8:37 دقيقه
TT
يسألونك عن الجمعية العمومية
المزيد من مقالات الرأي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة