ستيفن كارتر
TT

ادعاءات روسية حول ألاسكا

قد تكون فاتتكم متابعة الأخبار أن عمدة ياكوتسيك في روسيا يريد استعادة جزيرة «سبروس آيلاند» مرة أخرى. وهو يدّعي أن لديه مستندات تثبت ملكية الجزيرة للكنيسة الأرثوذكسية الروسية، ولذلك ما كان ينبغي بيعها للولايات المتحدة مع بقية ألاسكا. وجزيرة «سبروس آيلاند» جزء من أرخبيل كودياك وتبلغ مساحتها 18 ميلا مربعا وعدد سكانها 250 نسمة، وهي موطن القديسين سيرغيوس وهيرمان من دير فالام الذي بُني على موقع قبر القديس هيرمان القديس الراعي لأميركا الشمالية.
كيف يتحول ذلك الارتباط التاريخي إلى ملكية الجزيرة؟ أورد الموقع الإلكتروني الروسي آر. تي. دوت كوم القصة: تقدم العمدة آيسن نيكولاييف وغيره من المسؤولين الروس من المقاطعة الاتحادية الروسية أقصى شرق البلاد، بالتماس للرئيس فلاديمير بوتين ورؤساء مجلسي البرلمان الروسي ووزارة الخارجية الروسية مطالبين باستعادة جزيرة «سبروس آيلاند» إلى الكنيسة.
ويبدو أن تلك المستندات المهمة لم يعثر عليها في روسيا بل في الولايات المتحدة:
سافر باحثون من ياكوتسك إلى عاصمة ألاسكا جونيو لدراسة أرشيف يخص الموثق الروسي ميخائيل فينوكوروف، الذي هاجر إلى الولايات المتحدة عام 1917 في أعقاب الثورة البلشفية. واكتشف الباحثون شهادة صادرة عن مفوض الحكومة الروسية النقيب ثان أليكسي بيشوروف وفيها تفصيل لنقل ملكية الأراضي الروسية في ألاسكا إلى الولايات المتحدة. وبحسب ذلك المستند فإن جزيرة «سبروس آيلاند» منحت إلى الكنيسة الأرثوذكسية الروسية «للأبد».
الآن وعلى الرغم من أنه صحيح أن بوتين يحب قضم أجزاء من الدول الأخرى التي يعتقد بوجود مطالبة تاريخية بها، فلا يتخيل أحد أن يسعى إلى ألاسكا، مهما بلغت درجة المرح التي تناولت بها الصحافة الروسية القصة. ولنكن واضحين: ليس هناك أي إثبات تاريخي بأن جزيرة «سبروس آيلاند» لم تكن ضمن صفقة عام 1867 لما كان يطلق عليه حينها أميركا الروسية.
ويشمل التقرير الرسمي للبيع الذي حوله الرئيس الأسبق أنرو جونسون إلى مجلس النواب في فبراير (شباط) 1868 خريطة المساح للأراضي الجديدة وذكرت جزيرة «سبروس آيلاند» أربع مرات. (بالمصادفة وبحسب السيرة الممتازة التي كتبها وولتر ستار عن ويليام سيوارد الذي تفاوض في عملية البيع، مضى وقت طويل بعد البيع قبل أن تبدأ الصحف تطلق عليه «حماقة سيوارد» فبعد شهور من الاتفاق انتشر الحماس الصحافي بشدة).
أما الكنيسة الأرثوذكسية الروسية، التي يفترض أنها مالكة الجزيرة، فقد نأت بنفسها بعيدا عن النزاع. وبحسب الموقع الإلكتروني الروسي آر. تي. دوت كوم صرح متحدث «فقط بتصريح متحفظ، قائلا إن الأوراق المكتشفة يجب دراستها بعناية حتى يجري تقييم المطالبات من منظور البيئة الحديثة».
* بالاتفاق مع {بلومبيرغ}