ألبرت هنت
كاتب عمود في صحيفة بلومبيرغ
TT

قد تؤتي ماكينة أصوات كلينتون ثمارها

من المعتاد في الأيام الأخيرة للانتخابات الأميركية رؤية كل طرف يهرول لتأمين أكبر عدد من الأصوات لناخبيه في يوم الانتخابات. ينطبق هذا على ما نراه في انتخابات العام الحالي، لكن مع توضيح مهم وهو أن الجهود ستكون أكثر تعقيدًا من ذي قبل، وأن أكثر من ثلث جمهور الناخبين سوف يكونون قد صوتوا بالفعل بحلول الثامن من نوفمبر (تشرين الثاني). قد يعطي التسجيل واتجاهات التصويت الأولى إشارات كثيرة لا تقل أهمية عن صناديق الانتخاب والرسائل، وكلها ميزات في صالح هيلاري كلينتون.
قد تتحول هذه الميزات إلى ما يشبه صخرة صلبة تتدحرج من أعلى الجبل حال فشل ترامب في التعافي من الكارثة التي جلبها على نفسه مؤخرًا؛ أقصد المقطع المصور الذي يعود تاريخه إلى 11 عامًا مضت والذي ظهر فيه متباهيًا بفحولته وقام فيه بعمل حركات وإشارات غير مهذبة عند حديثه عن النساء. فبحسب عملية التصويت المبكر التي يتولاها مركز «المشروع الانتخابي» الذي يديره مايكل مكدونالد، الخبير السياسي بجامعة فلوريدا، سيقوم 34 في المائة من الناخبين بالتصويت في 8 نوفمبر، وهي نسبة أقل بقليل من الانتخابات التي جرت منذ أربع سنوات.
قال مكدونالد إنه حتى تاريخ اليوم، هناك ثلاث ولايات أظهرت القراءات الأولية وضوح نتائجها. فأداء الجمهوريين أفضل في ولاية أيوا، في حين أن الصورة تبدو مختلطة قليلاً في ولاية ماين، في حين أنه يحق للديمقراطيين أن يفرحوا بالمؤشرات في شمال كارولينا التي تعتبر أرض معركة حساسة. وبحسب قانون سُن عام 1845، لا يمكن احتساب أي أصوات انتخابية قبل يوم الانتخاب. ففي عدة ولايات، منها شمال كارولينا نفسها، حاول الديمقراطيون اتخاذ إجراءات صارمة ضد التصويت المبكر، بزعم أن تلك الإجراءات ضرورية لمنع التزوير.
في الحقيقة، بحسب مكدونالد، «التزوير في التصويت نادر جدًا»، حيث تهدف الإجراءات الصارمة إلى منع التصويت المبكر الذي يلجأ إليه الديمقراطيون أكثر من غيرهم، خاصة الأقليات. فنسبة التزوير الضئيلة التي تحدث تتم غالبًا عن طريق البريد الإلكتروني، وهو الأسلوب الذي يلجأ إليه الجمهوريون في الغالب. ويسخر كلا الحزبين كذلك من نجاح الناخبين في التسجيل إلكترونيًا. ويستشهد الديمقراطيون ببعض عمليات التزوير التي جرت في بنسلفانيا، في حين أشار الفريق الآخر إلى أن ولاية كلورادو تضم نسبة ديمقراطيين مسجلين أكثر من الجمهوريين، وذلك للمرة الأولى منذ عقود. وأفاد ديف ويسرمان، خبير الانتخابات بمركز «كوك السياسي» بأن الجمهوريين فقدوا فرصة كبيرة، ففي عام 2012، كان هناك 45 مليونًا من البيض ممن لا يحملون درجات جامعية، أكثر من نصف هذا العدد من النساء، جميعهم لم يدلوا بأصواتهم، وهذا هو مركز الاقتراع الذي يحسن دونالد ترامب العمل فيه.
لكن ويسرمان أشار إلى أنه «ليست هناك مؤشرات على أنهم سوف يصوتون لترامب، فليس هناك أرقام حقيقية لذلك».
في النهاية، يبرز التساؤل عن تحديد هوية الناخبين وتغيير وجهتهم. فبعد انتخابات عام 2012، أجرت اللجنة الجمهورية الوطنية تحليلاً انتهى إلى أنه يتعين على الحزب محاكاة أسلوب اجتذاب أوباما للناخبين.
أما بشأن التوصيات الأخرى، مثل الإصلاحات الخاصة بالمهاجرين والوصول إلى الأقليات، فكلها لم تنفذ. ووفق شاسا أيسنبرغ، مؤلفة كتاب «مختبر النصر: العلم السري لكسب الحملات الانتخابية»، فإن «الدليل الذي نملكه هو أن هناك فجوة كبيرة في المصادر والتخطيط بين الجانبين في صالح كلينتون».
فنظرة إلى مراكز الاقتراع الحالية سوف تؤكد أهمية الإقبال على الانتخابات. ففي ولاية أوهايو، أظهرت كثير من عمليات المسح بوضوح ترامب في المقدمة، ومن ضمن الأسباب قلة أصوات الناخبين السود بدرجة كبيرة، رغم أنها شكلت 15 في المائة في الانتخابات الماضية. وفي حال تكرر هذا الوضع، ففي الغالب سيفوز ترامب بأصوات ولاية أوهايو.
نفس الشيء ينطبق على ولايات مثل شمال كارولينا، إذ إن التحدي الأكبر أمام كلينتون يتمثل في أصوات الشباب، فكثير منهم لا يطيقون ترامب، لكن خصمه لم ينجح في اجتذابهم.
وتشكك أيسنبرغ في أن القاعدة العريضة والإقبال الكبير من الديمقراطيين سوف يستمر في التفوق. وتقول إنه في الولايات المهمة التي أظهرت صناديق الاقتراع حصول كلا المرشحين على نسبة 45 في المائة عشية الانتخابات، فإن فرصة «كلينتون أكبر في تحويل النسبة إلى 47 في المائة لصالحها، في حين أن ترامب سوف ينتهي به الأمر بالحصول على 44 في المائة فقط».
لكن مع الكارثة التي حلت بترامب مؤخرًا، قد لا يكون أداؤه جيدًا في كثير من الولايات.

* بالاتفاق مع «بلومبيرغ»