سعد المهدي
TT

منتخب عربي واحد فقط

أنهى المنتخب السعودي الجولة الثانية من مشوار المحطات العشر المؤهلة لمونديال روسيا بنجاح، وتقاسم صدارة المجموعة الثانية مع نظيره الأسترالي، لكل منهما ست نقاط وبفارق هدف لصالح أستراليا، وذلك على حساب العراق والإمارات، لكنهما سيتواجهان (السعودي والأسترالي) في السادس من شهر أكتوبر (تشرين الأول) المقبل في جدة، ومن بعدها ستتغير أمور كثيرة.
واضح أن نتائج المباريات، وليس ما يقال قبلها أو بعدها، هي من تضع جدول الترتيب، ومن ذلك اعتلاء المنتخب الأوزبكي صدارة المجموعة الأولى منفردا بالنقاط الست عن كوريا الجنوبية وإيران، أما منتخب قطر فلم يحقق حتى نقطة كالتي حصل عليها المنتخب السوري، ليقع في أسفل سلم الترتيب، وتنتظره مواجهة أمام كوريا على أرضه، إن خسرها فقد تفرض عليه توديع التصفيات!
المنتخب السعودي أصبح في وضع مريح بحيث يسمح له أن يستكمل مشواره بروح عالية، لكن ذلك لا غنى له عن تصحيح الأخطاء، ومن أبرزها: ضبط الخطوط الخلفية بالتنظيم والتناغم مع محوري الوسط، كذلك ضرورة مشاركة متوسطي الدفاع في بناء اللعب من خلال التمرير القصير أو الطويل من أجل الزيادة العددية وسط الملعب، هذا من شأنه تهيئة لاعبي الوسط لأداء دور صناعة اللعب، والمساهمة في الانتشار لإغلاق المساحات أمام الخصم، خاصة أمام منتخب مثل أستراليا.
ليس هناك من شك أن أستراليا واليابان هما الأقوى في المجموعة الثانية وهي الأقوى، لكن خسارة منتخب اليابان أمام الإمارات هزت صورته ووضعته تحت الضغط، وظهر ذلك في مباراته الثانية أمام تايلاند، أما منتخب أستراليا فقد بدا أنه جاد في التأهل، وعن طريق تصدره المجموعة، فقد لعب بطريقتين أو بروحين أمام العراق والإمارات تفادى معهما منح أي فرصة لخصمه للنيل منه، وهو أمام المنتخب السعودي لن يتنازل عن أي نقطة إلا بالإجبار.
قد يكون المنتخب السعودي محظوظا بحصوله على العلامة الكاملة عطفا على سيناريو المباراتين اللتين لعبهما، خاصة أمام العراق، لكن أي فريق في العالم يرجو أن يحدث معه ذلك، المهم أن يعلم لاعبوه أنه لا يحدث على الدوام، وأن أمامهم فرصة لاستثمار النقاط الست من خلال معرفة كم عليهم جمعه حتى نهاية الجولة الخامسة أمام اليابان في منتصف نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل وكيف؟ هذا ما يحتاج إلى أن يخطط له الجهاز الفني وتسانده الإدارة ويهضمه اللاعبون.
تأهل أيٍّ من أستراليا واليابان وكوريا الجنوبية والسعودية وإيران، سيكون تكرارا لما حدث من 94 حتى 2014 مع مشاركة من الصين والعراق، لكن تحضير منتخب الإمارات الذي سبق له التأهل 90 يمكن له أن يشترك بفاعلية في هذا السباق الذي كشفت جولتان من جولاته العشر عن تحديات ومصاعب ستواجه جميع الفرق على الأقل حتى الخامسة منها للمنتخبات الأكثر ترشيحا، وإلى ما قبل الأخيرة لبقية المتنافسين.
المنتخبات العربية الآسيوية ستكون ممثلة في مونديال روسيا في منتخب واحد على الأكثر!