جوناثان برنستين
TT

ما تعلمناه من تحقيقات بنغازي

انتهى أطول تحقيق أجراه الكونغرس الأميركي حول مخالفات الفرع التنفيذي، والمفاجأة! - ليس هناك من جديد يُذكر حول القصة الأساسية لفشل إدارة الرئيس أوباما في قضية بنغازي.
بعبارة أخرى، لا تزال تلك القضية التي تدور حول الهجمات التي أسفرت عن مصرع أربعة مواطنين أميركيين تشكل الكارثة السياسية هنا - وهو الأمر الذي وافق الجميع عليه هنا عبر ما يقرب من أربع سنوات كاملة. وهي أيضًا القضية التي تابعتها السياسة اللبيبة من قبل الإدارة الأميركية والتي أسفرت عن أسوأ النتائج قاطبة، على الرغم من حدة المناقشات التي دارت حول ما إذا كان اتخاذ الإجراءات البديلة (أو عدم اتخاذها) كان سيخرج بأية نتائج أفضل.
وماذا وراء ذلك؟ ليس بالأمر الكثير، على وجه الحقيقة.
كان أكبر إنجازات لجنة التحقيقات هي قضية البريد الإلكتروني للسيدة هيلاري كلينتون، والتي من غير المرجح لها أن تؤثر على انتخابات العام الحالي أو تعمل على تحسين العمليات الحكومية في المستقبل. ولقد حدثت من الاعتقاد العام السائد بين جموع الجمهوريين (وغيرهم من المنتقدين للسيدة كلينتون) أن وزيرة الخارجية الأميركية السابقة سوف توجه إليها الاتهامات في أي يوم الآن، ووثيقة الثقة التي اجتازت 8 آلاف يوم منذ أن أقسمت السيدة كلينتون على تولي مهام منصبها في عام 1993.
ولقد عثرنا على بعض الأمور حول الصديق المقرب من آل كلينتون سيدني بلومينثال، ولكن تلك الأمور يبدو أنها مصممة لملء الفراغ في وسائل الإعلام المحافظة في الوقت المناسب، بدلاً من جعلها قضية يتم بها تأييد هيلاري كلينتون في سباقها نحو البيت الأبيض. لم يكن أحد يعتقد على نحو جاد أن لجنة التحقيقات التابعة لمجلس النواب في الكونغرس تشكل أي شيء لأكثر من كونها لجنة بحثية معارضة لانتخابات عام 2016 - وكانت المفاجأة كيف أنهم فعلوا ذلك وبمنتهى الهدوء.
كما وجدنا أن الرئيس باراك أوباما وهيلاري كلينتون وجميع السياسيين في كل مكان يحاولون إظهار أفضل النسخ الممكنة للأحداث أمام الجمهور. لا أحب توجيه الانتقادات لتكاليف لجان التحقيقات في الكونغرس - فمن الأمور الجيدة بالنسبة لمجلسي الشيوخ والنواب أن ينفقا الأموال على الرقابة على السلطة التنفيذية - ولكن الإعلان، مرة واحدة وإلى الأبد، أن السياسيين يتلونون ليس على الأرجح هو الاستخدام الأمثل للموارد.
في الغالب، أن ما أثبتته التحقيقات المتكررة حول بنغازي (مرة أخرى) هو مخاطر السقوط في حلقة معلوماتية مفرغة. وعبر سنوات، تركز اهتمام الجمهوريين على النظرية التي لم يكن لها أي معنى في المقام الأول - وهي أن إدارة الرئيس أوباما، وإعادة انتخاب الرئيس في عام 2012، صدقت أن أنباء التخطيط لهجوم في بنغازي سوف يكون له تأثير شديد السمية من الناحية السياسية، في حين أن الوفيات نفسها التي تقع نتيجة لاحتجاجات محلية تلقائية كانت لتمر مرور الكرام. وأولئك المحاصرون في الحلقة المعلوماتية المفرغة اعتقدوا أن أوباما تخيّر متعمدًا عدم إنقاذ المواطنين الأميركيين في بنغازي، بسبب أن تنفيذ ذلك سوف يكون من غير المناسب له من الناحية السياسية.
من المفترض، أن حقيقة وجود الإرهاب المنظم من شأنها أن تقوض من دعوى أوباما أنه حقق النجاح في محاربة تنظيم القاعدة. ولكن خارج الفقاعة الجمهورية، لم يزعم أوباما قط بأنه هزم الإرهاب بشكل كامل، وبالتأكيد هو لم يدعِ أنه قضى تمامًا على الإرهاب المنظم، ولكن هذه الهجمات التلقائية ليست بالأمر الكبير. وفي واقع الأمر، لم تكن هناك احتجاجات واسعة النطاق من الناخبين بعد أن اتضح الأمر بأن هجمات بنغازي كان مخططًا لها.
ومرة أخرى، لمجرد أن نظريات المؤامرة حول بنغازي لم تكن إلا محض هراء، فلا يغير ذلك من حقيقة مفادها أن الهجمات لم تكن فشلاً سياسيًا ذريعًا، وأن أفضل ما بإمكان أي أحد أن يقوله حول سياسة الرئيس أوباما (والسيدة كلينتون) في ليبيا هي أن الخيارات الأخرى ربما كانت أسوأ بكثير.
ونحن ما زلنا في انتظار الإشراف القوي من قبل الكونغرس على سياسة أوباما الخارجية. وأنا لا أحبس أنفاسي انتظارًا لأن يبدأ ذلك الإشراف في أي وقت قريب.
* بالاتفاق مع «بلومبيرغ»