سعد المهدي
TT

الدوري السعودي ينتظر سوسيداد وليستر

لقب دوري المحترفين السعودي ينتظر الحسم في الجولة 24 التي تلعب أيضا في الرابع والعشرين من هذا الشهر على ملعب الملك عبد الله بجدة، وذلك حين يلتقي المتنافسان الأهلي والهلال، وعندها يمكن للهلال أن يقلص فارق النقاط الثلاث، وربما يلغي فارق أهداف أفضلية مواجهة الجولة الأولى، أو أن يقضي الأهلي على كل فرص المنافسة بتوسيع الفارق إلى ست نقاط، كلا الحالين وارد.
ستكون هذه المواجهة هي الشغل الشاغل للشارع الرياضي السعودي، وفي انتظار ما ستسفر عنه، لكن الأهلي والهلال قبل ذلك سيواجهان دوريًا فريقي هجر ونجران، وإذا ما مرت المباراتان دون أي خصم من نقاط الهلال والأهلي فهذا يعني أهمية قصوى للمواجهة، إذ بفوز الأهلي فقد حسم فرصة الظفر باللقب بفارق النقاط الست وأفضلية المواجهة حتى لو خسر الجولتين الأخيرتين، وهذا مستبعد، بينما سيفتح فوز الهلال الذي يجعلهما متعادلين بـ54 نقطة أو حتى تعادله فرصة الملاحقة على أمل أن يخسر الأهلي فارق النقاط الأربع ويحصد الهلال النقاط الست الأخيرة وهذا صعب.
حسابات النقاط يمكن لها أن تطيل أمد التنافس ومن الصعب القفز عليها، لكن بالقياس على حالات وظروف أخرى مشابهة يمكن لكل طرف أن يرسم سيناريو يتوقعه يمكن أن يتحقق، مثل أن يفقد الهلال أو الأهلي نقاط نجران أو هجر أو بعضها قبل مواجهتهما، أو أن يلعبا بفارق النقاط الثلاث ويلغيها الهلال بفوزه، لكن دون كسر فارق أفضلية الأهداف، أو أن يعود تعثر أحدهما بعد تساوي النقاط من خلال إحدى مواجهتي الجولتين الأخيرتين.
إذا أردت منافسات دوري فيجب أن تكون على هذا النحو المعقد من الحسابات، بدءا بتشابك أكثر من فريق في مقدمة الترتيب وانتهاء بفريقين أو أكثر مع جولاته الأخيرة، وهذا ما حدث في الدوري السعودي الأكثر إثارة خلال المواسم الخمسة الماضية، إلا أن الجديد أيضا هذا الموسم هو ما أحدثه دخول فريقين مثل القادسية والوحدة، وقلنا في أكثر من مناسبة إنهما سيشكلان ضغطا على فرق الوسط التي اعتادت النوم في عسل المناطق الدافئة وإنه سيضطرها للظهور بشكل مختلف مع فرق الصدارة، ما سيزيد من حدة التنافس على مفاصل الدوري الثلاثة، الصدارة، الوسط، المؤخرة.
سوسيداد هزم برشلونة وقلص فارق تنافسه مع أتليتكو والريال إلى ثلاث وأربع نقاط، كان بإمكان جماهير برشلونة أن تعاقب لاعبيها بالمطالبة برميهم في البحر لأن السبع والثماني نقاط كانت كافية لأن ينهي الدوري بطلا، لكن ذلك مخالف لثقافة التنافس على بطولة الدوري الذي يمنح في آخر جولة الفريق الأكثر نقاطا اللقب دون أن يفتش أحد في ملفات الجولات الماضية أو يهمه ما سجل فيها من إحصاءات أو قيل فيها من كلام، وليستر سيتي في طريقه للحصول على لقب أقوى وأهم دوري (الإنجليزي) وخلفه توتنهام هوتسبير بفارق سبع نقط.. أين السيتي والمان وتشيلسي والليفر والآرسنال.. بودّي لو نتمعن كثيرا فيما يدور دائمًا حولنا، ذلك سيساعدنا على أن نتفهم ونفهم أكثر ما يحدث عندنا.