جوش روغين
صحفي أميركي
TT

الكونغرس.. انقسام إزاء بقاء الأسد

من المقرر أن يقوم الكونغرس بإدانة عمليات الإبادة الجماعية التي يرتكبها «داعش» بحق الأقليات في سوريا، غير أن عددًا من أعضاء الكونغرس انقسموا بشأن الإطاحة ببشار الأسد الذي ارتكب نظامه أغلب عمليات القتل هناك.
وتعتزم لجنة العلاقات الخارجية بالكونغرس سن تشريعين الأسبوع الحالي حيال الفظائع التي ترتكب في منطقة الشرق الأوسط؛ الأول هو قرار يعبر عن موقف الكونغرس الذي ينظر إلى استهداف «داعش» للمسيحيين، والإيزيديين، والتركمان، والأكراد وغيرهم من الأقليات العرقية باعتبارها «جرائم حرب»، و«جرائم ضد الإنسانية»، و«إبادة جماعية»، ويذكر تنظيم داعش بوضوح دون الإشارة لنظام الأسد. وقاد النائب الجمهوري عن ولاية نبراسكا، جيف فورتنبري، الدعوة لسن القانون الذي حصل على تأييد 199 عضوًا. ويعتزم رئيس لجنة العلاقات الخارجية أيد روريس تقديم تعديل للتشريع الذي يناقش دور الأسد في ظهور «داعش».
ويقود الدعوة للتشريع الثاني كريس سميث، النائب الجمهوري عن ولاية نيوجيرسي، ويدعو للتحقيق في جرائم الحرب التي ارتكبت في سوريا، وإلى إنشاء محكمة تختص بجرائم الحرب للنظر في الفظائع بصرف النظر عمن ارتكبها، ويحظى هذا القرار بدعم كلا الاتجاهين. يجرى صراع بين مشرعي الحزب الجمهوري، حيث يسعى البعض إلى استصدار قرار بشأن عمليات القتل الجماعي التي تركز تقريبا على الجرائم التي يرتكبها «داعش»، في حين يرى فريق آخر أنه يجب على الكونغرس الانتباه إلى الفظائع التي يرتكبها نظام الأسد.
أبلغني فورتبيري في مقابلة شخصية أنه يعتقد أن جرائم نظام الأسد، رغم فظاعتها، لا ترقى لتعريف الإبادة الجماعية لأنها لا تهدف إلى الإبادة العرقية لجماعة دينية أو عرقية معينة.
وبحسب فرونتبيري، في حال جرى تمرير القانون، فمن الممكن أن يلفت قرار الإبادة الجماعية النظر إلى فظائع «داعش»، مما يساعد على تقديم المزيد من الدعم لجماعات معينة، ومساعدة الأقليات المستهدفة على الهجرة.
ويدعم قرار فرونتبري عدة جماعات تتولى الدفاع عن المسيحيين في الشرق الأوسط. وقامت جماعة «دفاعا عن المسيحيين» من قبل بمهاجمة النائب تيد كروز لدفاعه عن اليهود وإسرائيل.
أبلغني فورتنبيري أن جزءًا من مشروع القرار الذي تقدم به يهدف إلى ممارسة الضغط على إدارة أوباما لوضع المسيحيين بين المضطهدين في حال أصدرت الإدارة إعلانا عن الإبادة الجماعية التي يرتكبها تنظيم داعش.
وأثناء اجتماع عقد بقاعة «نيو هامبشاير» في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، دعمت هيلاري كلينتون الاتجاه لاعتبار عمليات الاضطهاد التي يتعرض لها مسيحيو الشرق الأوسط «إبادة جماعية».
ومما يقلق المعارضة السورية أيضًا قيام الكونغرس بإصدار قرار أو مرسوم إداري يستبعد الأسد من دائرة الاتهام، بصرف النظر عما إذا كان القرار سوف يشمل المسيحيين كضحايا. واستمر منافسوه يؤكدون ولفترة طويلة أن أحد استراتيجيات الأسد هي تصوير نظامه كحامٍ لمسيحيي سوريا.
ذكر معاذ مصطفى، المدير التنفيذي لقوات الطوارئ السورية، وهي جماعة أميركية جرى تشكيلها لمساعدة المعارضة السورية، أن «الاكتفاء بإدانة (داعش) من دون ذكر نظام الأسد يعتبر في حد ذاته دعمًا لنظام ساعد في خلق جماعة إرهابية وساعدها في عمليات التجنيد التي تقوم بها». ومن المرجح أن يمرر الكونغرس قرار الإبادة الجماعية الذي تقدم به فورتنبيري بعد أن أصبح الأمر أشبه بنداء جماعي لمساعدة المسيحيين بالخارج. لكن هناك أيضا مسؤولية تقع على عاتق الكونغرس لحماية أكبر عدد من الضحايا السوريين، وهم المسلمون السنة، وعلينا أن نكون واضحين بشأن تحديد أي الطرفين ارتكب أفظع الجرائم ضد تلك الطوائف، وسوف نكتشف أنه نظام الأسد، وليس «داعش».

* بالاتفاق مع «بلومبيرغ»